ولد الشاعر عيسى بن سعيد بن قطامي المنصوري في منطقة «الطف» الواقعة بين أبوظبي والعين، في العام 1935م تقريباً، وكانت ولادته بالتحديد في «بدع حارب»، وهو وحيد والديه، وتوفى شاعرنا - رحمه الله - في العام 2014 بمنطقة «ختم» القريبة من مكان ولادته، وتروي سيرته الحياتية أنه ترعرع في الختم، والعشوش، والنخرة، والسمحة، الشهيرة بطابعها الزراعي والمحاذية للصحراء، وكان لهذه المناطق دور ملحوظ في تكوين الوعي الشعري لابن قطامي، حيث قرض الشعر في وقت مبكّر وهو ما زال في الرابعة عشرة من عمره، وكان لأسفاره وتنقلّاته دور مهم آخر في تأسيس شخصيته، وصقل موهبته، وتطوير فهمه وقدرته على التعامل مع الظروف الصعبة، واختزان الخبرة المعينة له عند التواصل مع الناس، مائلاً إلى الحكمة في تصرفاته، ومُتَوِّجاً علاقاته بدماثة الخلق، وطيب المعشر، وحسن الحديث، والابتسامة الغالبة على محيّاه، فبجانب تمكّنه من قول الشعر، كان ابن قطامي مشهوراً أيضاً بمداواة الأهالي وتخليصهم من أسقامهم النفسية والجسدية، مستعيناً بالقرآن والرُقية والعلاجات الشعبية في مداواة جروحهم الظاهرة والخفيّة، فهو سليل أسرة ممتدة من «المطاوعة» الذين ورث عنهم أساليب التطبيب والعلاج بالأدعية، وبطرق الشفاء القائمة على القراءات الدينية، أو ما يمكن أن نسميه بالعلاج الروحي المساهم في تحقيق العلاج الجسدي، من خلال بث الطمأنينة الداخلية، والتزوّد بالأمل والتفاؤل، والاتّكال على قدرة الله، وتصريفه لشؤون الخلق في كل الأحوال.
https://www.alittihad.ae/news/%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A7/4140467/%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89-%D8%A8%D9%86-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D9%85%D9%8A----%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%BA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%81%D9%8A
يكتب في
أدب
شعر