تعتبر الشاعرة والروائية وكاتبة المقالات أمريتا بريتام أول أديبة بنجابية ذات شأن، وأهم شاعرة في اللغة البنجابية في القرن العشرين. كتبت باللغتين البنجابية والهندية، وحظيت بحب واحترام الجانبين الباكستاني والهندي في إقليم البنجاب. صدر لها خلال العقود الستة التي شهدت نشاطها الأدبي ما يزيد عن 100 كتاب تنوعت بين الشعر والقصة والسيرة والمقالة، علاوةً على كتابٍ جمعت فيه أغاني شعبية بنجابية وآخر عن سيرتها الذاتية. ولعل أكثر قصائدها شهرة هي "اليوم أستدعي وارس شاه" التي تخاطب فيها الشاعر الصوفي البنجابي الذي عاش في القرن الثامن عشر، لتُعبّر عن حزنها الشديد بسبب المجازر التي حدثت إثر تقسيم البنجاب بين الهند وباكستان. أما أكثر رواياتها شهرة فهي "الهيكل العظمي" (1950) التي تتحدث عمّا تتعرض له المرأة من ظلم واضطهاد وعنف. وقد حُولت القصة إلى فيلم سينمائي عام 2003، حاز على أكثر من جائزة.
ولدت أمريتا في مدينة كوجرانوالا البنجابية في 31 آب / أغسطس، عام 1919 . وقد سميت عند ولادتها أمريتا كاور. كان والدها معلماً وشاعراً ومحرراً لإحدى الصحف الأدبية وواعظاً سيخياً. وقد توفيت والدتها ولم تتجاوز الحادية عشر من عمرها. بعد وفاة والدتها انتقلت مع والدها إلى مدينة لاهور، واستقرت هناك إلى أن حدث الانفصال بين الهند وباكستان في عام 1947، فرحلت إلى الهند.
بدأت تكتب الشعر في سن مبكرة، وقد صدر ديوانها الأول "أمواج خالدة" عام 1936، وكان عمرها آنذاك 16 عاماً. وفي ذلك العام تزوجت من محرر صحفي يدعى بريتام سنغ، وكانت مخطوبة له منذ طفولتها المبكرة. ومنذ ذلك الحين أصبح اسمها أمريتا بريتام. وقد صدر لها منذ زواجها وحتى عام 1943 نحو ستة دواوين شعرية.
نزعت أمريتا في قصائدها الأولى إلى الرومانسية، لكنها في ما بعد انجذبت إلى حركة "الكتّاب التقدميين" التي نشأت قبل الانفصال. وقد ظهر تحولها الفكري هذا في مجموعتها الشعرية "أوجاع الناس" (1944)، التي وجهت فيها نقداً لاذعاً للاقتصاد المنهار إثر المجاعة التي اجتاحت إقليم البنغال عام 1943. ومنذ ذلك الحين راحت تعبر عن نفسها بحرية دون خوف من أحد. وقد نشطت في تلك الفترة في العمل الاجتماعي وعملت في محطة لاهور الإذاعية في منتصف الأربعينات.
عاشت أمريتا تجربة الانفصال المريرة بين الهند وباكستان عام 1947. فشهدت المذابح التي راح ضحيتها أكثر من مليون إنسان من المسلمين والسيخ والهندوس. ورغم أنها نجت بحياتها، فقد ظلت التجربة تؤرقها في السنوات اللاحقة بعد أن رحلت إلى مدينة نيودلهي الهندية.
في عام 1960 انفصلت عن زوجها بعد تجربة زوجية فاشلة امتدت قرابة ربع قرن. وقد وقعت في حب الشاعر ساهر لودهيانفي (1921 - 1980)، واعترفت بذلك في كتبها وفي المقابلات التي أجريت معها. وحين دخلت حياتَه امرأة أخرى وجدت أمريتا عزاءها في علاقة جديدة مع الفنان والكاتب الشهير إمروز، الذي قضت معه السنوات الأربعين الأخيرة من حياتها. وقد صمملها إمروز أغلفة كُتبها، كما اتخذها موضوعاً للكثير من لوحاته.
نالت أمريتا العديد من الجوائز المرموقة منها جائزة أكاديمية ساهيتيا لعام 1956 عن ديوانها "رسائل". وجائزة بهارتيا جنانبيث، أكبر جائزة هندية، لعام 1982، وذلك عن ديوانها "الورق والكنفة"، وجائزة بادما فيبهوشان، ثاني أكبر جائزة هندية، وذلك في عام 2004.
توفيت أمريتا في 31 تشرين الأول / أكتوبر، عام 2005 بعد صراع طويل من المرض.
http://www.alnoor.se/article.asp?id=287215#sthash.QKxfssSy.dpuf
يكتب في
أدب مترجم