التدخل الدولي الإنساني وإشكالياته


تأليف :

الناشر : أبوظبي : مركز زايد للتنسيق والمتابعة Abu Dhabi : Zayed Centre for Coordination & Follow-up

سنة النشر : 2002

عدد الصفحات : 98

الوسوم - قانون

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


تتمثل قيمة الدراسة فى موضوعها الذى ظل يثير جدلا كبيرا، بين فقهاء القانون نظرا لما يطرحه من اشكاليات فقهية ولما أثارته تطبيقاته فى بعض المناطق «دون أخرى» من ازدواج فى المعايير من جهة. ومن خروق لحقوق الانسان ذاتها من جهة أخرى الامر الذى يعطى لهذه الدراسة أهمية خاصة عندما تسعى الى ايضاح هذا المفهوم والوقوف عند خلفياته القانونية واستعراض تطبيقاته وما رافقها من أهواء ذاتية لدى بعض الدول ومن انتهاكات لحقوق الانسان ومبادئ القانون. ولتحديد مفهوم «التدخل الدولى الانسانى» جاء فى التقديم الذى خصصه المركز لهذه الدراسة أن المقصود بالتدخل الدولى الانسانى أو «التدخل الانسانى» ذلك التدخل الذى يتخذ طابعا عسكريا بموجبه تقوم قوات دولة أو دول بالتدخل فى دولة أخرى «لاغراض انسانية» وفق القرارات الدولية أو بمبادرة اقليمية كما حدث فى حرب الخليج الثانية عام 1991 وكالتدخل فى الصومال فى اطار ما سمى بعملية «اعادة الامل» عام 1992 والتدخل في البلقان عام 1996 وغيرها. لذلك فمفهوم «التدخل الانسانى» الذى يثير جدلا فى الفقه الدولى والذى تتناوله هذه الدراسة مختلف عن التدخل الذى يتم فى مناطق كثيرة من العالم لنفس الاغراض الانسانية ويمثل اجماعا وترحيبا لدى كافة الناس لانه يتم بطرق سلمية وتقوم به منظمات مدنية تعمل بالتعاون مع سلطات الدولة المضيفة مثل ما تقوم به الهيئة الدولية للصليب الاحمر والمفوضية السامية لشئون اللاجئين وغيرهما. ونظرا لجدية هذا المفهوم وما يثيره من جدل فقد استعرضت الدراسة فى مدخلها تحديده وبدايات ظهوره كما بينت اختلاف فقهاء القانون فى شرعيته بين من يراه مخلا بمبدأ السيادة وايذانا بالتدخل فى الشئون الداخلية للدول. كل ذلك مع ازدواجية المعايير فى استخدامه حيث طبق فى مناطق من العالم بينما لم يطبق فى مناطق كثيرة أخرى تتفاقم فيها الكوارث الانسانية مثل فلسطين التى لم يسمح الفيتو الامريكى لمجلس الامن بأيفاد ولو مراقبين دوليين اليها رغم ما تنص عليه الاتفاقيات الدولية من ضرورة حماية المدنيين تحت الاحتلال وبين من يعتبره أمرا مقبولا وضروريا للحد من الكوارث الانسانية وانتهاك حقوق الانسان التى تحميها المواثيق الدولية. كما حددت الدراسة هذا المفهوم ووقفت عند مختلف الاراء الفقهية التى تناولته كمفهوم مجرد ورؤية المدارس القانونية له فأنها وقفت عند جذوره مشيرة الى أنواع التدخلات العسكرية التى بررها أصحابها «بالاغراض الانسانية»، كما حدث مثلا فى تدخلات الولايات المتحدة فى فيتنام ونيكاراجوا وجرينيدا وبنما وكما تقوم به كل من بريطانيا والولايات المتحدة الان فى شمال العراق وجنوبه فيما يعرف «بمناطق حظر الطيران» بدعوى «الاغراض الانسانية» فى حماية المدنيين الاكراد فى الشمال والشيعة فى الجنوب بينما لم يعر المجتمع الدولى «مثلا» ما قامت به تركيا فى شمال العراق من ملاحقة أعضاء منظمة حزب العمال الكردستانى أى أهمية. وتقف الدراسة عند تاريخ بروز هذا المفهوم حيث يمكن أرجاعه الى منتصف القرن التاسع عشر كما أنه يستمد منطقيته من بعض مذاهب الفكر الدينى والفلسفى الاوروبية. فقد ظهر مصطلح «الحرب العادلة» أو«الحرب المشروعة» وهى التى تقع لاسباب جديرة بالاحترام. وبعد الحرب العالمية الثانية وانشاء منظمة الامم المتحدة وما رافق قيامها من مواثيق دولية تدعو الى صيانة حقوق الانسان بدأت الدعوات تزداد الى ضرورة حماية تلك الحقوق رغم التأكيد على سيادة الدولة وسلطانها الداخلى وكانت الاغراض الانسانية المبرر الذى رافق عدة حروب لكن المفهوم لم يأخذ كامل أبعاده قبل عقد التسعينيات من القرن الماضى ومع حرب الخليج الثانية والتدخل فى الصومال ورووندا وبروندى ويوغسلافيا.. وتختار الدراسة الوقوف عند نموذجين من تطبيقات التدخل الدولى الانسانى هما.. النموذج الصومالى والنموذج اليوغسلافى بادئة كل نموذج بخلفياته السياسية والاقتصادية بصورة تضيء تاريخ الصومال ويوغسلافيا وتبرز بذور الصراع الذى استدعى التدخل فيهما وتطور موقف المنتظم الاممى ازاء ذلك الصراع والقرارات التى اتخذت لوقف الصراع وحماية المدنيين وتسهيل عمليات الاغاثة الانسانية كما تبين أبعاد التدخل الدولى فيهما وسلبياته وايجابياته وما رافقه من انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان خاصة فى النموذج الصومالى الذى قامت فيه الوحدات الدولية بانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان الصومالى وتعرضت لحياته ولكرامته الامر الذى رصدته بعض المنظمات الدولية وأدى الى انسحاب تلك القوات وتأديب بعض أفرادها من طرف دوله. وتؤكد الدراسة أن عمليات التدخل ارتبطت بمصالح الدول المتدخلة وبينت فشل القوات الدولية فى حفظ السلام واستتباب الامن والاستقرار. كما تشير فى خلاصتها الى ما ينطوى عليه مبدأ «التدخل الدولى الانسانى» عند بعض الدول من أهداف ذاتية للتدخل فى شئون دول أخرى وبصورة يظهر فيها أن المفهوم لا يزال يحتاج الى الحدود والضوابط التى تحقق مصداقيته وفاعليته. وهو أمر مستبعد بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 وحملة أمريكا لمكافحة الارهاب التى يمكن أن تؤدي الى دعايتها لما سمى بنهاية التاريخ وصدام الحضارات والهيمنة على العولمة .
https://www.albayan.ae/across-the-uae/2002-05-06-1.1329508



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


التدخل الدولي الإنساني وإشكالياته
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33331
المؤلفون
18463
الناشرون
1828
الأخبار
10191

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة