حوار الحضارات تواصل لا صراع ( ندوة )


تأليف :

الناشر : أبوظبي : مركز زايد للتنسيق والمتابعة Abu Dhabi : Zayed Centre for Coordination & Follow-up

سنة النشر : 2002

عدد الصفحات : 209

الوسوم - إجتماع

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


تضمن أعمال الندوة التى نظمتها جامعة الدول العربية يومى 26 و 27 نوفمبر الماضى في القاهرة والتى خصصت لبحث موضوع حوار الحضارات بهدف وضع خطة، عمل قادرة على الوقوف في وجه الحملات الاعلامية التى تتعرض لها الحضارة العربية الاسلامية منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر الماضى وذلك دعما من المركز لجهود الجامعة العربية في تفعيل الثقافة العربية واستجابة لاهدافه في خلق رؤية عربية استراتيجية قادرة على مجابهة كل التحديات .. واحتوى الكتاب تسجيلا توثيقيا كاملا لجميع المداخلات وأوراق العمل والكلمات التى ألقاها عدد ضخم من رجال الفكر والثقافة والسياسة في الوطن العربى والذين حضروا هذه الندوة . ويؤكد المركز أن المفكرين العرب بحثوا أسس الحوار وفق ما ينبغى وما هو كائن وتلمسوا معوقاته الاساسية المتصلة بالذات وثقافتها ومحيطها السياسى ووسائلها العلمية والاعلامية أو المرتبطة بالاخر وبنظرته التى تريد أن يسود الصدام أو أن يتم الحوار وفق املاءات صادرة عن روية قوامها الهيمنة على العالم والفهم الخاطى للحضارات الاخرى وخاصة العربية والاسلامية. وقد تصدر كتاب مركز زايد كلمة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والتى أشاد فيها بمبادرة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بتقديم مساعدة مالية للصندوق العربى حديث النشأة المعنى بوضع برنامج عملى قابل للتنفيذ السريع مهمته الدفاع عن الامتين العربية والاسلامية في مواجهة حملات التهجم والتشويه التى تتعرض لها . ودعا النخبة العربية لمناقشة الخطوات والبرامج التى يمكن من خلالها التعامل مع التحديات التى تواجه الامة العربية وطالب أن يتعدى الموقف العربى تقديم الافكار الى حالة الاتفاق على البرنامج العملى المذكور ويقترح لذلك التمويل اللازم ليس عن طريق الالتزامات الحكومية فقط وانما بالتبرع من الافراد والموسسات والمصارف والهيئات الحكومية الى الصندوق الذى تم أنشائه وقال الامين العام للجامعة أن المساهمة الاولى جاءت من صاحب السمو رئيس دولة الامارات العربية المتحدة وتساءل في مداخلته عن الهدف من هذا التجمع النخبوى العربى بقوله قد يتساءل البعض ولماذا يجتمع العرب وحدهم لمناقشة هذا الامر وهل الطريق هو أن يتحدثوا الى بعضهم البعض مع أن المطلوب هو محاورة الاخرين وردى هو أننا لم نناقش هذا الامر من قبل فيما بيننا وفي هذا الاطار أبدأ ويجب أن نبدأ بأن نتحدث مع أنفسنا وبكل صراحة نتحدث بما لنا وما علينا ولكننا بالطبع سوف نتحدث الى أخواننا في العالم الاسلامى والى كافة المجتمعات والثقافات وأن اجتماعنا هذا هو لتنظيم ذلك أن الهدف الذى نطمح اليه هو التصدى الرصين لحملة التشويه الموجهة الينا وكذلك اطلاق حوار موضوعى بناء حوار حضارات حقيقى مبنى على أساس وقواعد محكمة تسمح بتفجير طاقات التعاون وفتح نوافذ للفهم والتفاهم فيما بين هذه الحضارات ونبذ نظريات التميز والصراع .. أن المهمة عظيمة ولكن أهل العلم والثقافة والسياسية في العالم العربى أهل لها . وعن الاسباب التى دعت الجامعة العربية الى تنظيم هذه الجزئية الحوارية الفريدة في الوطن العربى يقول هل نحن نقترب من مرحلة تفرقة عنصرية أو دينية ضد العرب وضد المسلمين هذا سؤال يجب أن نتحسب أزاءه وأن ينكب باحثونا ومعاهدنا على دراسته ومتابعته ألا أن هذا ليس يعد بيانا للناس ولكنه تساؤل ضرورى وجاد، وفي تساؤلى هذا وفي كلمتى الموجزة هذه أود أن أثير سؤالا اخر يتعين الاجابة عنه وهو ألم نخطى نحن أيضا وأين الخطأ .. هل قمنا بكل ما يجب أو كان يجب علينا القيام به ازاء ثقافتنا وتطورها وازاء ما نومن به شرحا وطرحا وتأكيدا للاصالة وثوابتها مع المعاصرة ومتطلباتها .. هذه التساولات وغيرها جعلتنى أدعو الى هذا الاجتماع حيث أن اسهاماتكم وقدراتكم في مجال الثقافة والسياسية أمر مقدر وكم كان يسعدنى بل كان واجبى أن أدعو كافة المثقفين العرب وهنالك أساتذة عظام ومفكرون أجلاء لهم قدرهم ودورهم لم يتسع الوقت ولا سمحت الظروف بدعوتهم الا أنى أرجو أن يكون هذا الاجتماع فاتحة لنشاط أوسع يعم العالم العربى في اطار الحفاظ على الحضارة والثقافة والتمسك بالهوية وعلى أساس مبادرات تقدم على أصدار برنامج عمل يتوجه الى الداخل أى داخل المجتمعات العربية والى الخارج أى على اتساع المجتمعات العالمية كلها وذلك كله في اطار تفعيل اقتراح حوار الحضارات ورفض أى اقتراح للصراع فيما بينها. ويؤكد مركز زايد للتنسيق والمتابعة في تقديمه لاصداره أنه يقدم على هذه الخطوة تثمينا منه لاعمال ندوة الجامعة العربية وتقديرا منه أيضا لخطة العمل التى وصفتها الندوة والتى يرى فيها المركز أنها قادرة على الوقوف في وجه الحملات الاعلامية التى تتعرض لها الحضارة العربية الاسلامية منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر الماضى وذلك دعما منه لجهود الجامعة العربية في تفعيل الثقافة العربية واستجابة لاهدافه في خلق رؤية عربية استراتيجية قادرة على مجابهة كل التحديات ومما لا شك أن صراع أصحاب المآثر وانتشار الاسلحة الفتاكة وهستريا العظمة وحب السيطرة وسوء توزيع الثروة والانفجار السكانى وتفشى البطالة كلها عوامل وأسباب تآزرت هنا وهناك في الجنوب والشمال خلال العقد الاخير من القرن الماضى فنتجت عنها حروب واضطرابات حصدت كثيرا من الارواح وخلفت الاف المشردين وحولت المدن والمبانى الحضارية الجميلة الى أشباح وركام من الدمار المخيف وقد صاحب كل ذلك استفحال نفوذ أحزاب اليمين وتنامى التفكير الاصولى ذى النزعة المثالية مما دفع ببعض المفكرين الى اعتبار (الصدام) و(الصراع ) خاصية من خصائص الحضارة الانسانية وأن الغرب كى يحافظ على انتصاره لا بد أن يضع في الحسبان التحديات التى تطرحها الحضارات الاخرى كالحضارة الاسلامية أمام حضارته فكان شعارالغرب والبقية الذى رفعه صامويل هنتنجتون مثار جدل في الاوساط الثقافية والفكرية بما حمله من دعوة للصدام وما أثاره من استنتاجات تقترب من منطق التحليل الاستراتيجى بغية الهيمنة بالقدر الذى تبتعد فيه عن حقائق التاريخ وطبيعة العلاقات بين الحضارات والامم. في الاهمية وفي الحساسية بالنسبة للعالم بصورة عامة وللعرب والمسلمين بصفة خاصة ألا وهو طبيعة (حوار الحضارات) بين مقتضيات ما ينبغى أن يكون وضرورات ما هو كائن والتدابير التى ينبغى للثقافة العربية أن تتخذها حتى تكون عند مستوى التحديات . ويمكن أن يقال أن ثلاث محطات رئيسة حددت طبيعة هذا المؤتمر ونتائجه ونعنى بالمحطة الاولى كلمة الامين العام وبالثانية أوراق العمل والتصورات التى تقدم بها المفكرون العرب وبالثالثة برنامج العمل الذى بلوره المؤتمرون ويشير مركز زايد الى أن جميع مداخلات المفكرين العرب تركزت على ابراز الطبيعة الحوارية للثقافة العربية والمبادى السامية للرسالة السماوية تلك المباديء التى تدعو الى التسامح ونبذ العنف وصيانة النفس الانسانية والتعايش السلمى بين الامم والشعوب كما أبرزت أن تاريخ الحضارات كل لا يتجزأ وأن علاقاتها علاقات حوار ومشاركة خاصة في عصرنا الذى كسرت فيه وسائل الاتصال الحديثة أبعاد المكان وجعلت العالم يعيش قرية واحدة ولم يفت المفكرين العرب أن يبرزوا الاسس التى ينبغى أن يقوم عليها الحوار بين الحضارات لكى يتحقق السلم والاستقرار وتأخذ الحضارة الانسانية طبيعتها وغايتها في اعمار الارض وتحقيق الخلافة الالهية بعيدا عن الفساد وسفك الدماء ففى كل حضارة يوجد صراع بين مركز يمثل حقيقة الحضارة وهوامش تسعى الى خرق تلك الحقيقة وأذا نظر أهل حضارة ما للحضارة الاخرى من خلال تصرف التيارات الهامشية فستكون نظرتهم غير عادلة كما أن حوارهم لتلك الحضارة سيقوم على أساس غير سليم لذلك فلابد في الحوار من الفهم الصحيح المتبادل والادارة المشتركة بين المتحاورين والندية التى ينتفى فيها الزعم بأن قيم حضارة ما يجب أن تسود ولا بد كذلك من العدل فليس من المعقول أن تتآزر جهود الحضارات للقضاء على العنف والارهاب في كل مناطق العالم وتترك ارهاب العصابات الصهيونية ينهش المدنيين العزل منتهكا كل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية من الضرورى أيضا أن تسعى الانسانية الى القضاء عل الفوارق المجحفة بين الشعوب وبمجرد ما تتوفر تلك الاسس فإن حوارا حقيقيا وجادا بين الحضارات سيكون قادرا على تأدية غاياته المرجوة في سيادة الامن والتفاهم بين الثقافات والشعوب . وقد استطاع المفكرون أن يبلوروا برنامج عمل على مستويين داخلى وخارجى كما تلمسوا الوسائل العملية لتحقيق ذلك البرنامج واضعين ربما لاول مرة في تاريخ العرب الحديث الثقافة العربية في صلب الاهتمامات السياسية لجامعة الدول العربية مما يعكس جدية الامر ويبزر الادارة المشتركة لتضافر جهود الثقافة والسياسة لرفع التحديات التى تواجهها الامة ويخلص مركز زايد للتنسيق والمتابعة الى القول بأنه عندما بادر بتقديم هذا الاصدار فأنه يسعى بذلك فضلا عن أفادة قارئه الكريم الى تقدير الجهد الذى تبذله جامعة الدول العربية من أجل استنهاض كل الامكانات العربية لرفع التحديات المحدقة بالامة والى تثمين الروح الحوارية والارادة الصادقة والرؤية الواضحة التى اتسمت بها أوراق المفكرين، جدير بالذكر أن كتاب (حوار الحضارات .. تواصل لا صراع ) يتضمن 37 مداخلة لجميع الاسماء التى حضرت ندوة جامعة الدول العربية وأسهمت فيها سواء بالمداخلات أو بأوراق العمل .. كما تضمن الكتاب أيضا مجموع التوصيات الصادرة عن هذه الندوة.
https://www.albayan.ae/across-the-uae/2002-02-09-1.1292799



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


حوار الحضارات تواصل لا صراع ( ندوة )
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33331
المؤلفون
18463
الناشرون
1828
الأخبار
10191

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة