الحركة السياسية الإسلامية في الوطن العربي


تأليف :

الناشر : أبوظبي : مركز زايد للتنسيق والمتابعة Abu Dhabi : Zayed Centre for Coordination & Follow-up

سنة النشر : 2001

عدد الصفحات : 112

الوسوم - سياسة

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


تناولت موضوع الحركة السياسية الإسلامية في الوطن العربي، أبعادها، وخلفياتها، وملابسات ظهورها، ومنعرجات تطورها، بصورة شيقة ومركزة، جمعت بين العرض التاريخي الموثق، والتحليل السياسي الذي يسبر أغوار الموضوع، دون الوقوع في التطويل الممل، أو الإيجاز المخل، وعززت معلوماتها ببليوغرافيا ثرية تعكس حرص الدراسة على الموضوعية، وتشبثها بالأعراف العلمية الحصيفة.
وتنبع أهمية هذا الدراسة بالإضافة إلى ما سبق كونها عرضت بشمولية للأحداث التاريخية للحركة الإسلامية منذ تأسيس جماعة "الإخوان المسلمون" في مصر سنة 1928 حتى أحداث 11 سبتمبر، وتداعياتها المختلفة على الحركة السياسية الإسلامية، وكيف تعامل الواقع العربي والإسلامي مع الحركة المذكورة قبل أن يتنبه صناع القرار السياسي في الغرب بصورة عامة، وفي الولايات المتحدة بصفة خاصة إلى خطورة مشروع هذه الحركة، أو خطورة مشاريع فصائلها المختلة، التي استفحل نفوذ كثير منها إبان حقبة الحرب الباردة في غمرة التنسيق والتحالف مع الولايات المتحدة لدحر النفوذ السوفيتي، والقضاء على المشروع القومي العربي.
وقد بينت الدراسة أن أداء الفصائل الراديكالية المتطرفة للحركة الإسلامية ألقى بظلال من الشك والريبة على الفصائل الإصلاحية المعتدلة، حتى من الناحية الفكرية، وفي المواقف من العديد من القضايا التي تشغل الرأي العام والمثقفين، بل إن أكثر ما يشغل المتابعين والمراقبين اليوم هو انعكاسات ودلالات أداء الفصائل المتطرفة، ونزوعها إلى العنف والاغتيال على صورة الإسلام في الغرب وفي أذهان الرأي العام العالمي، وهي الصورة التي لا تقتصر على تلك الجماعات وحدها، ولكنها تشمل قرابة المليار مسلم وشعوب أكثر من 36 دولة إسلامية.
وتبرز الدراسة كيف تآزر أداء الفصائل المتطرفة من الحركة الإسلامية مع الحملة الإعلامية الغربية لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، حيث لعبت الفصائل المذكورة من خلال عمليات الاغتيال الموجهة ضد الأجانب والسياح دور المحرك لشبكات الإعلام، وآراء بعض المفكرين الأمريكيين الذين وجدوا في الإسلام العدو الجديد الذي يهدد الغرب بعد زوال خطر الاتحاد السوفيتي، ونهاية الحرب الباردة، يضاف إلى ذلك مع ما قامت به الولايات المتحدة من دور رئيسي في صناعة قدرات هذه الجماعات، حيث سعت إلى تجنيد الآلاف من شباب الحركات المتطرفة، وتدريبهم على أحدث التكنولوجيا العسكرية، وحرب العصابات، وتسليحهم، وتوجيههم إلى القتال في صفوف المجاهدين الأفغان ضد الاحتلال السوفيتي في إطار الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو.
وتوضح الدراسة أن هؤلاء الشباب لما عادوا إلى الدول العربية بعد هزيمة الجيش الأحمر في أفغانستان بدأوا ينفخون في نيران العنف والإرهاب، ويشاركون في أحداث التصعيد الدموي، وحين تمت مطاردتهم من قبل الأنظمة الأمنية وجدوا ملاذا في الدول الغربية وأمريكا، حيث منحوا حق اللجوء السياسي، ووفرت لهم الحماية، كما ساعدتهم المنظومة القانونية في إنشاء مراكز الاتصال وتجميع الأموال، وتوفير الدعم المالي والإعلامي، وتقديم الدعم اللازم للأعمال الإرهابية.
ولم توقف الدول الغربية من دعمها لهذه الفصائل إلا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي هزت الولايات المتحدة ومعظم دول العالم، مما جعل الدول الغربية تغير أسلوبها وخطابها اتجاه الجماعات المتطرفة، وإن كانت الصورة الإعلامية اتجهت إلى التعميم، مما كان له أثره البالغ في انطلاق عمليات الاعتداء العنصرية ضد المقيمين من العرب والمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية.
وليس الدعم الأمريكي والغربي المسؤول الوحيد عن ظهور الحركة الإسلامية، وإن كان حاسما في ظهور واستفحال فصائلها المتطرفة، بل إن الدراسة تكشف حضور الواقع العربي في ظهور هذه الحركة، حيث أدى ظهور العنف والإقصاء الذي مورس ضد الكتلة التاريخية للإخوان المسلمين في مصر إبان الحكم الملكي وثورة يوليو إلى ميل بعض فصائل هذه الجماعة إلى التكفير والفكر الانقلابي الانعزالي، الأمر الذي نشأ عنه فيما بعد بعض الفصائل الراديكالية المتطرفة.
ولم يفت الدراسة أن تقف عند موضوع الحركة السياسية الإسلامية من خلال موقعها في المشهد العربي بصورة عامة، سواء في الوقوف عند أبرز فصائلها، أو نشاطها في مختلف الدول العربية، أو حضور بعض فصائلها المعتدلة في الحوار مع فصائل الحركة السياسية العربية، فيما عرف بالمؤتمر القومي الإسلامي الذي عقد دورته الأولى في بيروت عام 1994، وشارك فيه رموز من الحركتين القومية والإسلامية، وتبنى قرارات تبرز وعي الفصائل المعتدلة في الحركة الإسلامية بضرورة تجاوز النظرة التكفيرية والاستئصالية للحركات الأخرى، والاستعداد للتعايش معها في واقع من الديموقراطية، والاهتمام بالحقوق الفردية والجماعية، ومنها حقوق المرأة.
كما وقفت الدراسة عند الفصائل الإسلامية التي تحمل راية المقاومة ضد المحتل الصهيوني في فلسطين ولبنان مبرزة وعيها، وتصميمها على بلوغ الهدف، ووضوح رسالتها السياسية، وقدرتها على التعامل مع فرقاء الواقع المختلفة، دون الميل إلى التأثيم، وإلى نفي الآخر.
ومن خلال هذا الرصد التاريخي، والتحليل السياسي لنشأة مختلف الفصائل في الحركة السياسية الإسلامية،سواء منها تلك المعتدلة أو المتطرفة، وحضورها في المشهد السياسي العربي، وأساليبها في التعامل معه باعتماد العنف والتطرف أحيانا، أو استخدام الحوار والاعتدال حينا، وعلاقاتها بالقوى الدولية، وخاصة الغرب والولايات المتحدة، من خلال ذلك كله تبرز الدراسة – عن طريق مفهوم المخالفة- أن نشأة العنف والإرهاب في صفوف الحركة السياسية الإسلامية كانت وراءه عوامل كثيرة تتجاوز الواقع العربي، وتناقض سماحة الدين الإسلامي، وقيم المجتمع العربي، لتدخل في أتون الحرب الباردة، وحيل المخابرات الدولية في تدريب بعض الجماعات على القتل، من أجل القضاء على خصومها ومنافسيها في الساحة الدولية.
https://meo.news/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


الحركة السياسية الإسلامية في الوطن العربي
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33238
المؤلفون
18420
الناشرون
1828
الأخبار
10162

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة