سنة النشر :
2014
عدد الصفحات :
115
ردمك ISBN 9789948020240
الوسوم
-
تراث
تقييم الكتاب
كانت فكرة الكتاب قد نشأت لدى المؤلف بعد أن أهداه عبدالعزيز المسلم - مدير الإدارة - بحثه عن خراريف الإمارات أثناء الملتقى الأول للحكاية الشعبية بالشارقة سنة ،2009 إذ وجد منتجه جزءاً مهماً من الحكايات الشعبية السائرة إلى زوال في الوطن العربي بحكم التغيرات وسرعتها، كما جاء الكتاب نظراً لندرة الكتابات الجامعة لهذه الخراريف التي لها أهمية تعبيرية ورمزية تحتاج إلى التثمين الثقافي المناسب . والخراريف، مفردها خروفة هي تعبير صادق عن خلجات النفس والروح، عوالمها محجوبة ومعزولة لا تناقش ويمنع الخوض فيها، وكما يوضحها الكاتب هي حكايات مخيفة، تشعل خوف الإنسان التاريخي الذي عاشه بطريقة لا واعية، في اتجاه البر، والبحر، والغابة، وشساعة الصحارى، والحيوان، وظواهر الطبيعة المختلفة القاهرة، والمهددة لأمنه، هذا الخوف الذي سيلازمه ما دام حياً، حيث يقبع في النفس .تدخل هذه الخراريف ضمن الأدب الشعبي تحت باب الحكايات الخرافية، وضمن المعتقدات الشعبية كحكايات خاصة بكائنات مهمتها الردع والتحصين، وهي في الأصل حكايات مشتقة من اعتقادات وتثمين للوجود الطبيعي والبشري، تتجسد في هذه الكائنات وتترجم التراكمات التاريخية التي كانت نتيجة تفاعل الأفكار والصور .ويشير الكاتب إلى أن كائنات الخراريف تتفاوت بين اعتبارها كائنات متخيلة وواقعية، متخيلة من خلال رموزها وصورها، وواقعية باعتبارها مجسدة للقلق والمخاوف الشعبية الجمعية، كالخوف من الظلام، والبحر، والعقم، بحيث تسند إليها عدد من الأوصاف الأسطورية التي تختلط بأوصاف واقعية بالنسبة لعدد من كائنات الخراريف .ويرى فخر الدين أن المتخيل الشعبي في الإمارات يأهل عدداً من الكائنات، والصور، والرموز التي تجعل منه متخيلاً غنياً ومنفتحاً على مختلف مكونات التخييل الشعبي، ويبحث في دلالة الكائنات الخرافية، الذكورية منها والأنثوية، وعلاقتها بالواقع الاجتماعي والخلفية الدينية، وهذه الشخصيات مأخوذة من الخراريف التي استعرضها عبدالعزيز المسلم ونشير إلى الأنثوية منها، مثل: أم الصبيان، أم الهيلان،حمارة القايلة، أم كربة وليفة، النعاقة، الضبعة مركب الساحر، سويدا خصف أو الجن والتمر، وأم الدويس، أو المرأة، السعلوة، والذكورية: العبد المزنجل، باباه درياه، روعان، بوراس، فتوح عفريت القرم، بعير بلا رأس، بعير بو خريطة، عثيون، غريب، جني الرقاص .ويرى أن مفهوم المتخيل من أكثر المفاهيم التباساً، لأنه ينتمي إلى حقول معرفية مختلفة، فهو ينتمي إلى الحقل النفساني، وإلى حقل الأنثربولوجيا، والنقد الأدبي، والتاريخ، وهذا الانتماء المتعدد يجعل من الصعب تعريفه بشكل مضبوط . ويقدم تعريفات لعديد من الباحثين والمفكرين والفلاسفة ومنهم د . جمال الدين بن الشيخ: "المتخيل باعتباره بناءً ثنائياً يتكون من نصوص، تحدد نفسيتنا، وأخرى تشخص رموزاً لها" .يشير الكاتب في خلاصة الكتاب إلى أن المسلم في خراريفه يسترد ويرمم الذاكرة التي قد تستسلم للنسيان، ولفقدان العلامات القائدة، والتي كانت توفرها الطقوس المصاحبة للحكي وطبيعة الحياة الجماعية . . خاصة أنه نظم كلام الرواة في إطار بديع، وجعلهم ينقلون كل ما يعرفون عن الشخصيات، وينسج الخروفة من خيوط الروايات الكثيرة . ويشير إلى أن الكائنات المتخيلة في الخراريف تلملم من خلال روايات الرواة المتعددة، وتتشكل، لتخرج من ثنايا الكلمات مجسدة ومعبّرة عن واقع معيش على الأقل على مستوى المتخيّل الخاص للرواة .ويتساءل: "كم ستصمد هذه الروايات، وهي تغلف بالثقوب، وتحاربها وسائل الإعلام، ولا تهتم بها التربية إلا لماماً بدعوى أنها لا طائل من ورائها غير زرع الخوف؟" .الحكاية الشعبية علاج الروح المفرطة في المادة، بحسب تعبير الكاتب الذي يجد أن بعث الخراريف من مرقدها ضبط للتوازن الاجتماعي والفردي، واحترام البيئة وتحصين الأخلاق بنصوص هي أقرب إلى أطفال الأرض جميعاً، صوت الخروفة والحكاية .
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك