سنة النشر :
2014
عدد الصفحات :
77
السلسلة :
كتاب الرافد ، 61
تقييم الكتاب
يكشف جانبا الصراع النفسي والاغتراب الذي يعيشه الجيل الثاني والأجيال التي بعده من أبناء المهاجرين المغاربة في فرنسا، فهذه الكاتبة التي ولدت في الجزائر عام ،1941 لأب جزائري وأم فرنسية، وهاجرت مع أسرتها إلى فرنسا أثناء اشتداد معارك الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي، وكانت حينها في سن المراهقة، وهناك تخصصت في الأدب الفرنسي وأصبحت كاتبة، ورغم أنها في نشأتها الأولى لم تتعلم العربية .يبرز من خلال قصص الكتاب، ومن عناوين مؤلفات صبار الأخرى تعلق شديد باللغة العربية وبكل ما يمت إلى الجزائر بصلة، فرغم اجتثاثها من أرض الوطن وهي فتاة صغيرة، ورغم أنها في البيت الذي نشأت فيه لم تعرف العربية، حيث كان والدها - وهو مدرس لغة فرنسية - يتجنب أن يتكلم العربية في البيت، ويؤثر عليها الفرنسية، وكانت النظرة السائدة في البيت هي النظرة الاستعمارية التي تعتبر الجزائريين متخلفين، لا ينبغي الاختلاط بهم، رغم ذلك فقد تعلقت صبار بوطنها وببني جلدتها الجزائريين، وظلت تتوق إلى حياتهم البسيطة التي كانت تشاهدها على جنبات الطرقات وفي السوق والبساتين وحول المنتزهات التي كانت ترتادها مع أسرتها، ومن خلف نافذة بيتهم في مدينة الأغواط التي ولدت فيها، وعلقت تلك المشاهد بالذاكرة كعالم قريب منها، لكنه محرم عليها، عالم هي جزء منه، لكنها مرغمة على الانفصال عنه، ظلت الصورة ماثلة وحين تفتقت مواهبها في فرنسا الاستعمارية، التي تميزها بكونها "فتاة سمراء بشعر أسود وعينين سوداوين"، استعادت نبع الذاكرة، واستعادت ذلك العالم الكامن في الجوار المسمى "الجزائر" أو "الشرق" حسب التسمية الاستعمارية .سكنت تلك الذاكرة الكامنة حاضر الكاتبة، وأصبحت تتدفق صوراً متلاحقة تحت قلمها كل ما أرادت أن تكتب، واتخذت صبار عن وطنها الجزائر وعن حياتها مادة لفضح النظرة العنصرية للاستعمار .هكذا عاشت ليلى صبار غربة الوطن المستَعمَر، المغيب قصداً، وغربة اللغة التي نفيت عنها، وهكذا ظلت الهوية واللغة هاجساً يلح عليها، ويحتل مساحة كتابتها حتى وهي تسطر نصها حروفاً فرنسية، احتلت لغة المستعمر مساحة لغة والدها، لكن لغة والدها احتلت مساحة فكرها هي، ومعه احتل الوطن وجدانها وعقلها، كما فعل مع كل الكتاب الجزائرين الذين كتبوا اللغة الفرنسية وفكروا بالعربية وبوجدان جزائري وبرؤية الثورة الجزائرية المجيدة من مثل محمد ديب ومولود فرعون ومالك حداد وغيرهم .
http://www.middle-east-online.com/?id=169628
يتوفر الكتاب إلكترونيا على الرابط التالي http://www.arrafid.ae/arch.html
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك