في مديح الحب : تأملات في فتنة الحب وغموض أسراره


تأليف :

الناشر : الشارقة : دار العلياء للنشر والتوزيع

سنة النشر : 2014

عدد الصفحات : 160

ردمك ISBN 9789948208501

الوسوم - أدب

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


الشاعرة حمدة خميس، تخوض في كتابها «في مديح الحب... تأملات في فتنة الحب وغموض أسراره»، تجربة شبيهة بالتي انطلق منها باديو، غير أنها مختلفة، لكونها تبتعد عن الشعر بذات المقدار الذي تقترب فيه منه، حيث إن المؤلف هو تأمل في ذلك الشعور الغريب المسمى بالحب، وأثره في النفس البشرية، وفي تعامل الناس، كما أن الكتاب هو كذلك تنقيب في أسرار الهوى والعشق.
قسمته الكاتبة إلى مدارج، وليس أبواب أو فصول، وبطبيعة الحال فإن اختيار هذه المفردة الشاعرية والروحية ليست عبثاً، بل لكونها تشير أو تدل على عالم الترقي الروحاني والوجداني، فكلمة مدارج أو مسالك هي شديدة الارتباط بأدب التصوف، وللمتصوفة توظيف وتقعيد خاص للمفردة، وفي المقدمة تضعنا الكاتبة أمام حوار متخيل حول الحب، وفيه تبرز تحديدات وتعريفات تدور حول العشق والهوى، حيث إن الحب في مفهومه يجمع بين النقائض التي تصنع المعنى، فهو الخبل وهو اكتمال الرشد، وهو القيامة بعد الموت، وفي الوقت نفسه هو الولوج إلى الفناء، وهو الخضوع والتمرد، هو «النقائض توحدت وتفرقت كأنجم وتمازجت كالكيمياء».
وفي المدرج الأول المعنون ب«في جلال الحب»، حيث يستدعي الكتاب جلال الدين الرومي في قوله: «سأقول لك لماذا تهب رياح الصباح: لأنها تريد أن تعبث بالأوراق النائمة على وردة الحب/ إنني لا أستطيع أن أفسر لك كل ألغاز الخليقة، فما الحل الأوحد لكل الألغاز سوى الحب»، ويطوف الكتاب في هذا المدرج في عوالم الحب الذي هو لغز، ولكنه حل لكل الألغاز، وهو كذلك الدواء والشفاء، فإذا «كنت ساكناً في خيمة الكآبة، فإن كل أدوية الكآبة لن تنفعك؛ لأنك كالمجدف في مستنقع طيني، وما لك من شفاء إلا الحضور في جلال الحب»، وفي هذا المدرج كذلك نتعرف إلى لغة الحب، التي هي ليست تشبه لغة التداول اليومي بين إنسان عابر وآخر، بل هي سلوك واهتمام غير عادي بالمحبوب، ومشاركة في التفاصيل الصغيرة التي تعني المحبين.
ويتجول المدرج الثاني من الكتاب، الذي حمل العديد من العناوين وهي: «مديح الحب»، و«حب كأنه الكون، و«الطلسم العصي»، و«أنت الحب والعيد»، و«حب بلا مرفأ»، و«المرافعة»، بالقارئ في أكوان من الأنوار الساطعة بالعشق، يطوف فيها وهو يتلفت إلى منبعه الأول الصافي فيا ترى «أهو دهر من هذا الزمن، أيام وأشهر وعصور؟ منذ متى قال الإنسان لأول مرة: أحبك؟ منذ ذلك الزمن البعيد إلى زمن لا ندرك مداه»، فتلك المفردة الساحرة هي كلمة كل البشرية منذ البدء، ويفرد هذا المدرج فضاءات ساحرة تحملها لغة النثر الجميل والبديع، والأفكار التي هي نتاج التأملات العميقة التي تتجاوز معاني الحب وتعريفاته إلى ما وراء ذلك.
أما المدرج الثالث، فهو يأخذ القارئ إلى فضاءات عدة، حيث «الحب والإشراق»، لنتعرف إلى ذلك النور العظيم الذي يغمر أرواح المحبين، وعلى ماذا يحدث للإنسان عندما يشعر بالحب؟ أما في فضاء «اللغز والحل»، فيحيل الكتاب القارئ إلى ما قيل وكتب في الحب من قبل النقاد والفلاسفة والشعراء، وكذلك بقية الفضاءات وهي: «الحب شعاع أرواحنا»، و«النتلة في الحب»؛ أي الصعقة، و«الروح بين الرمز والحقيقة»، و«الحب تحت المجهر»، و«الهالة الأثيرية».
ويستدعي المدرج الرابع المعنون ب«الحب بين القيد والحرية»، الفيلسوف والروائي نيكوس كازانتزاكيس، الذي نقب عن تلك اللحظة التي حولت الحب إلى مرض مكلل بالعار، ثم يجيب الكتاب في هذا المدرج عن سؤال: لماذا نحب؟ لماذا يقع المرء في هذا الشعور الغريب، كما لو أنه هاوية أو فخ أطبق عليه من دون أن يمتلك القدرة على الفرار، ويشير الكتاب إلى أن كل أبحاث الشعوب وتجارب البشرية في التأويل والتحليل والتنقيب في الظواهر والأسباب، لا تملك جواب اليقين على سؤال كهذا، فحين نقرأ كتاباً عن الحب، لا يخرج في مضمونه ومجمله عن صفة الوصف للحال الذي يكون عليه المحب.
ونقف في المدرج الخامس المعنون ب«الحب فطرة الكائنات»، أمام مقولة تحمل تساؤلات لجوته وهي: «من أين ولدنا؟ من الحب، كيف كنا سنضيع؟ من غير الحب، ما الذي يوحد بيننا؟ هو الحب»، ويؤكد هذا المدرج على أن الحب فطرة في الكائنات جميعاً.
ويتجلى الكتاب بصورة أكبر في المدرج السادس، الذي يتناول فيه الحب في الحضارتين الفرعونية والعربية القديمة، وينفتح على نص فرعوني قديم يقول: «ليتني كنت خاتمها الصغير، حارس أصبعها، لأرى حبها في كل لحظة»، وهو من ديوان «أغاني الحب»، ويضم قصائد تعود إلى عصر الدولة الفرعونية الحديثة «الأسرة 19 20»، كما يتناول الكتاب جوانب من الحب في الثقافة العربية، ويضم هذا المدرج عناوين يتناول فيها الكتاب: «المرأة والحب»، و«المرأة والغياب»، و«تجليات الحب وجوهره»، وغير ذلك من العناوين التي تبحث في جوهر وأصل الحب وأسراره في التاريخ والحاضر.https://www.alkhaleej.ae/2022-11-30/%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8-%D8%AA%D9%86%D9%82%D9%8A%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D9%82/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9


طبعات أخرى



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


في مديح الحب : تأملات في فتنة الحب وغموض أسراره
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33331
المؤلفون
18463
الناشرون
1828
الأخبار
10191

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة