سنة النشر :
2015
عدد الصفحات :
171
ردمك ISBN 9789948183495
تقييم الكتاب
رواية إنسانية، عن فتاة صغيرة، تم التخلي عنها وقذفتها جدتها في حقول الزعفران وقد كان الموت مصيرها، خاصة أنه تم التخلي عنها في ليلة شتوية ممطرة شديدة الرياح، لكنها غريزة الحياة انتصرت، التقطها المزارع عامر الذي أحسن معاملتها وأسماها زعفران، تيمناً بالمكان الذي وجدها فيه، وكانت تساعده في حقول الزعفران، وساهمت في إنقاذ محصوله الثمين، الذي كان في طريق الدمار، وبسببها أصبح المزارع عامر أكثر غنى وثراء، وفارق عامر الحياة وهو في الغربة، لتبدأ فصول جديدة من المعاناة، حيث استعبدت زعفران، وأدركت أن كل ما في الحياة أثمن منها، فهي يجب أن تتحمل القسوة والجوع وتتجرع العنف والموت مادامت على قيد الحياة، وكانت مهارتها في التعامل مع نباتات الزعفران الثمينة محل استغلال دائم، فقط الخالة هناء كانت الوحيدة التي عطفت على زعفران ومنحتها قليلاً من الدفء، الذي لم تجده بين أولئك الوحوش. التحقت زعفران بالمدرسة وعلمت معلمتها معاناتها حتى إنها أرسلت خطاباً لهيئة حقوق الطفل، ونسخت منه إلى بعض الصحف، فكتبت لهم عن أصابع زعفران المحترقة وعن ظهرها الممتلئ بآثار السوط وعن آثار الجروح الموزعة في جسدها وعن أسنانها المتكسرة، وبعد مدة انتشر الخبر الذي أحدث ضجة فتحركت هيئة حقوق الطفل بحثاً عن زعفران التي حبست رغماً عنها، حتى لا ينكشف أمر المجرمين والفاعلين، ومع كل آلات التصوير والقنوات الإخبارية التي كانت بانتظار لحظة ظهور زعفران، كانت هي قد تشبعت من تحمل المزيد من الألم والقسوة، فبصقت في وجه العالم وبصقت على نضالهم وإعلامهم المزيف في سبيل حماية الأطفال، وكما هزمت الموت عندما رمتها جدتها في حقول الزعفران، وكما طردته كالكلب الذليل وانتصرت عليه، فإنها بإرادتها أعادته ذليلاً خائفاً مرتعداً واستدعته ليطير بروحها مع باقي البؤساء، المطحونين والمظلومين والمنبوذين من الحياة .
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك