سنة النشر :
2015
السلسلة :
كتاب المسبار ، 98
تقييم الكتاب
فهم التفاعل بين الدين ووسائل التواصل الاجتماعي؛ فالظاهرة جديدة –نسبياً- ولم تتجاوز عشر سنوات. ولكن في الوقت نفسه، فإن تطورها يسير بسرعة كبيرة، ما يتطلب فهمها من خلال بُعدين: الأول سلبي، والثاني إيجابي. يتمثل البعد السلبي في انتقال الحركات الإرهابية والإسلاموية المختلفة إلى «الميديا الجديدة» – كما يفضل بعض المختصين تسميتها- والإفادة مما توفره من إمكانات في التجنيد وكسب المؤيدين. كانت بداية ظهور قوة وسائل التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط خلال «الثورة الخضراء» التي شهدتها إيران عام 2010، وسمّاها ناشطون «الثورة التويترية». وأظهرت أحداث ما سمي بـ«الربيع العربي» القدرة الهائلة التي تتمتع بها في إيصال الأفكار والأخبار والتأثير في الميادين. ووجدنا شيئاً فشيئاً تزايداً ملحوظاً في عدد الأفراد والمنظمات والأحزاب التي تحاول الأخذ بها لأغراض عدة. حضر الدين دوماً على الشبكة العنكبوتية منذ بداياتها. وقد أسهمت الأديان كافة في إنشاء مواقع وصفحات لها لإبراز رسالتها، والدعوة إلى عقيدتها، والرد على مخالفيها. أفادت غالبية الحركات الإسلامية المتطرفة من الإنترنت؛ ومردّ ذلك حاجتها إلى التعبير عن نشاطها الديني أو السياسي، بعيداً عن الرقابة الحكومية المباشرة، ما أتاح لها هامشاً من التحرك تمكنت من خلاله من نقل الأفكار والأيديولوجيات الراديكالية. في حين تراخت المؤسسات الإسلامية المعتدلة، بسبب توافر قنوات بديلة لها، عن إيصال رسالتها. وربما –أيضاً- بسبب عدم استيعاب بعض قياداتها للقوة الكامنة في الوجود على الإنترنت. مع ذلك، كان هناك الكثير من الحضور الإيجابي والبنَّاء لممثلي الإسلام المعتدل والتقليدي على الشبكة العالمية .
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك