سنة النشر :
2014
عدد الصفحات :
240
السلسلة :
الحرب الخاسرة ، 1
ردمك ISBN 9789948220046
تقييم الكتاب
( صندوق منحة معرض الشارقة الدولي للكتاب للترجمة والحقوق ) . الخسارة شيء عرفته البشرية منذ أن شهدت أوّل تنافس وأوّل صراع. ولّدت حالات انتقام ما زالت البشرية تدفع أثمانها باهظة في أيامنا هذه. صراعات مصالح وصراعات معتقدات ، إنّها الصراعات القاتلة. وجوردي سولِر، حفيدُ منفيٍّ إسبانيّ خسر الحرب الأهلية التي قامت هناك إثر التمرّد الذي بدأت به وحدات من الجيش الإسباني في المغرب، في مليلة وسبتة وتطوان وانتقلت إلى إشبيليا ومن ثمّ إلى باقي المناطق الإسبانية ضدّ الجمهورية الإسبانية. يومها ملك إسبانيا ألفونسو الثالث عشر، الذي رأى هزيمته في المدن وانتصاره في الأرياف، غادر إسبانيا، لا يريد أن يكون وجوده مصدراً لدم يُسفح وأرادت القوى المرتبطة بالنظام البائد أن تكون أكثر ملكية من الملك أن تُعلن الحرب. في نهاية هذه الهزيمة يضعنا الروائي جوردي سولِر في الجزء الأوّل من ثلاثيته: الحرب الخاسرة: حمر ما وراء البحر، من خلال شخصيّة الجدّ، الذي نشاهده يُقاتل في نهاية الهزيمة من موقع منصة مدفعيته على جبل مونتجويك في برشلونة ونرى انسحابه وانسحاب الجمهوريين باتجاه فرنسا، التي كانوا يظنون أنّهم سيجدون لهم فيها موطئ قدم لعمل مستقبليّ، لإعادة ترتيب الحياة، لكنّ الخاسرَ لا أحد يُريده. تبدأ رحلة المنفى، الذي رآه المهزومون في البداية مؤقّتاً، حيث السكان الأصليون والحيوانات البريّة والحشرات التي لا ترحم، فيؤسّس رفاق الحرب والهزيمة مستوطنة لا يتكلمون فيها غير لغتهم، وحيث تبدأ رحلةُ الحنين، الحنين إلى بلد لن يستطيعون العودة إليه ما دام الدكتاتور يمسك بالسلطة .نحن أمام رواية صحيح أنّها تؤرّخ لحرب عبر مذكرات سجّلها بطلُ الرواية مهزوم، والحقيقة أنّ بطلها ليس واحداً، ليس أركادي، الشخصية المحورية والأساسية، ولا سفير المكسيك الذي كان بطلاً بكلّ معنى الكلمة ،ولا الحفيد الراوي، الرابط بين كل الحكاياتِ والمشاهدِ التي تشكّل الرواية، نحن أمام رواية يتعدّد أبطالها بتعدّد فصولها. لقد خسر الجد أركادي الحرب، كما لا بدّ في أيّ حرب من خاسر، ولم يربح الأخر، فربحه كان خسارة له على المدى البعيد، فقد انتصرت الديمقراطية وإن كان انتصارها، كما يحدث دائماً، جزئياً .
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك