سنة النشر :
2016
عدد الصفحات :
590
تقييم الكتاب
«ونّتي ونّيتها من حرّ يوفي / ما يطفّي حرّها وِبْلِ النِّفافي
بات دمع العين همّالٍ ذروفي / يوم خالي البال في مثواه غافي
آه من قلب الخطا يا كثر خوفي / لي هدا جنح الدجى زاد ارتجافي
أترك بشفّ الهوى كلّ الشُّفوفي / فاهمٍ وأصوغ ذربات القوافي»
يستنبط الشاعر الكبير عيسى بن قطامي عباراته ومفرداته الشعرية من مخزون لفظي يخصّه وحده، ويشكّل مدارات وملامح أسلوبه الأثير في صياغة القصيدة الغزلية ذات النسق المتفرّد، والتكوين الجمالي اللصيق بشخصية الشاعر نفسه، المتّصف بجمال المزايا، ورقّة الخصال، ورهافة الحسّ، ولباقة المسلك، وفي القصيدة أعلاه، يؤكد شاعرنا فهمه واستيعابه للطاقة التعبيرية للشعر، وكيف أن القصيدة تتحول بين يديه إلى «منحوتة بلاغية» ولا يورد هذا القول جزافاً أو ادّعاءً، بل يضع الدليل أمامنا، ناصعاً وبهيّاً ومشعّاً في ثنايا قصيدته هذه، وفي الكثير من قصائده الغزلية الأخرى، والتي تفنّن في صياغتها بالأوزان العذبة والقوافي المزخرفة: «فاهمٍ وأصوغ ذربات القوافي»، كما أن استخدامه لحرف الفاء المكرر في شطري البيت الشعري للقصيدة أعلاه، مع تحريك الحرف بالواو في الشطر الأول، وبالألف بالشطر الثاني، فيه مدّ مرغوب، ولحن مطلوب لهذه النوعية من القصائد الذاتية والمطرّزة بالوصف العجيب، والمعنى الغريب، وبدقّة التوليف، والمواربة في التعريف.
https://www.alittihad.ae/news/%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A7/4140467/%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89-%D8%A8%D9%86-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D9%85%D9%8A----%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%BA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%81%D9%8A
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك