سنة النشر :
2017
عدد الصفحات :
200
ردمك ISBN 9789948239703
تقييم الكتاب
كتاب يأخذك من الأسطر الأولى إلى معنى حقيقي مقترن بالوثائق والأدلة للإدانة، مقدماً شهادة مختلفة ومتميزة، في ظل شح المصادر التاريخية التي تتحدث عن مأساة المسلمين الموريسكيين بعد سقوط غرناطة، والجرائم التي مورست في حقهم.
منذ واقعة «الدموع والزفرات» التي أطلقها أبو عبد الله الصغير، وهو يبكي كالنساء مُلكاً لم يحافظ عليه كالرجال، كما قالت له والدته عائشة الحرة، وتاريخ الأندلس في أغلب المصادر يبدو وكأنه توقف، ولم يحفل كثير من المؤرخين بتلك الفترة بمن بقوا هناك تحت نير وجور حكم القشتاليين، ويعزو بعض الباحثين عزوف المؤرخين العرب في أغلبيتهم عن استعراض وتسجيل مأساة الإنسان المسلم هناك، لأسباب شتى من بينها نظرة بعض المؤرخين للموريسكيين في بلنسية التي سقطت قبل غرناطة، وبات أهلها مدجنين تحت الحكم الإسباني، ومستعدين لبذل كل الجهود من أجل البقاء في أرضهم ووطنهم، وبالتالي صار هناك فراغ تاريخي كبير في تتبع أثر الانتهاكات الجسيمة، التي اقترفها ملوك الإسبان وقساوستهم في حق المسلمين السكان في بلنسية أولاً، ثم في غرناطة التي شكل سقوطها ضربة قوية لأمل المدجنين في شبه الجزيرة الإيبرية في السند، الذين كانوا يعولون عليه في استرداد الأراضي الإسلامية الخاضعة للسيادة المسيحية، فضلاً عن ذلك فإن وجود مملكة غرناطة قائمة بذاتها كان كفيلاً بجعل السياسة الإسبانية، تحسب ألف حساب قبل أن تقدم على أي خطوة من شأنها التضييق على المسلمين الخاضعين للسيادة المسيحية، أما بعد سقوط غرناطة فإن سياسة التسامح تجاه المسلمين في المدن الإسبانية أخذت بالتراجع، وتنصل الملكان الكاثوليكيان فرناندو وإيزابيلا بعد ذلك بسهولة من العهود التي قطعت للمسلمين في غرناطة، والتي نصت عليها معاهدة تسليم غرناطة التي أصدرها الملكان الكاثوليكيان لأبي عبد الله الصغير وأهل غرناطة بتاريخ 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 1491 م، والموافق ل 21 من المحرم من سنة 897 هجرية، والتي نصت على حماية العقيدة والأموال والأشخاص بالنسبة للمسلمين في غرناطة.
يقدم لنا صاحب السمو حاكم الشارقة، في كتابه هذا من إصدارات دار «منشورات القاسمي» لسنة 2017، شيئين مهمين جداً بالنسبة للموضوع الذي يتحدث عنه الكتاب، أولهما مادة تاريخية موثقة عن موضوع انتهاك حقوق المسلمين بعد الاستيلاء الإسباني على غرناطة، وسقوط آخر معاقل الدولة الإسلامية هناك، وثانيهما هو وثيقة قانونية مدعمة تكفي لمحاكمة من يجرؤون حتى الآن من الإسبان على غمط الموريسكيين المسلمين حقوقهم، ويرفضون حتى الاعتذار لهم عن كل الجرائم البشعة التي وقعت ضدهم. - See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/72fee0e2-971d-46f5-888f-73864c6c1f15#sthash.pCwfpLo8.dpuf
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك