سنة النشر :
2017
عدد الصفحات :
65
السلسلة :
محاضرات الإمارات ، 208
ردمك ISBN 9789948100966
تقييم الكتاب
لقد أعاد كتاب "السراب" للأستاذ الدكتور جمال سند السويدي ربط الصلة مع اجتهادات المصلحين والمفكرين الذين حاولوا تشخيص أسباب التخلف الحضاري والانحسار الفكري للعرب والمسلمين، وقد جاء كتاب "السراب" كاشفاً لما تردّت فيه تيارات الإسلام السياسي الأصولية من مآزق فكرية وما وقعت فيه من مزالق عملية. وإنه من الطبيعي في ظل سيادة الجمود وغياب ثمرات الإصلاح، وفي تعميم هذه العوائق، أن تتجسد القطيعة مع الفكر الإصلاحي ببروز مفاهيم وأفكار تعكس تصورات التيارات الأصولية؛ كـ"الجاهلية"، و"الحاكمية"، و"التكفير". ولهذا السبب انطلق كتاب "السـراب" من إشكالية مفادها: "لماذا استطاع الغـرب في أواخـر القـرن الخـامس عشـر الميلادي فصل الدين عن الدولة، بينما نرى في الدول العربيـة والإسـلامية، وفي القرن الخامس عشـر الهجري تحديداً، إصـراراً ومحـاولات دائبـة مـن الجماعات الدينية السياسية لاستغلال الدين − من خلال مزجه بالسياسة - لتحقيق مآرب حزبية وشخصية؟ لماذا تقوم هذه الجماعات باحتكـار تفسـير الدين، وتروِّج لمفاهيم غير واقعية؛ مثل الخلافة والبيعـة، ويـذهب كثير منها إلى تكفير مخالفي الرأي وقتلهم، مخالفة بذلك أسساً ومبادئ رئيسية تم ترسـيخها بالدين الحنيـف الذي يسعى إلى غـرس أسس الوسطية والاعتدال؟ وفي نهجهم هذا تبايُن صـريح مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. إن الحكمة العقلية والعملية هي التي تسقي جذور الإصلاح، وهي التي تبني المجال السياسـي العام على أصول راسخة، وهي التي تسهم في نهضة العقل، وفي تهيئة المجتمع ليكون مجتمعاً سوياً، وفي جعل النظام السياسـي وما ينخرط فيه من الأحزاب السياسية والأجهزة التنفيذية والتشـريعية والقضائية مؤسسات تبني الواقع والمستقبل، وتتكيَّف معهما .
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك