سنة النشر :
2018
عدد الصفحات :
239
السلسلة :
كتاب المسبار ، 137
ردمك ISBN 9789948246657
تقييم الكتاب
يكتسب الحديث عن الإسلام التقليدي في الزمن الراهن أهمية مزدوجة، ترتبط الأولى بحال التأزم الذي يعيشه المسلمون بسبب صدامات الحداثة؛ والثانية بتفجر الأصوليات الإسلامية، السياسية والجهادية، بشكل غير مسبوق وما نتج عنه من صدام حول الهوية الدينية والمجال السياسي، أدى إلى استيلاء «الإسلامويين» المتطرفين على فئات مجتمعية متنوعة. وعلى الرغم من استتباب مؤسسات التقليد منذ قرون كالأزهر الشريف في مصر، وجامع الزيتونة في تونس، لكنها تعاني منذ عقود من تراجع لأدوارها بسبب تفاقم العنف الديني الذي ترتكبه جماعات متطرفة تحاول الاستيلاء على المقدس، والتضييق عليها من قبل الأنظمة العربية التي عملت على مصادرة دورها من أجل مراقبة الفضاء الديني.
يهدف الكتاب إلى دراسة دوائر التقليد الديني في الإسلام السُنِّي، متتبعاً مسارات التأسيس والتطور العقائدي والفقهي والمؤسساتي، ومبرزاً أهم المخاطر التي يواجهها من قبل الإسلامويين. إن القراءة الموضوعية والمحايدة للتاريخ الإسلامي وصراع التأويلات على فهم الدين، نتج عنهما مدارس فقهية وعقائدية حددت قواعد الفرق والمذاهب، وما تفرع عنها لاحقاً من تمازج بين الديني والسياسي، مما فتح النظر على إسلام متعدد يستند إلى منظومة اجتماعية توارثها المسلمون ورعتها الدولة.
تناول الكتاب ظهور التقليد في تاريخ الإسلام، وكيفية استقرار المذاهب وتشكُّلها وتطورها. دعت إحدى الدراسات إلى ضرورة تقديم فهم لهذه المنظومات الكبرى، فالمطلوب «ليس الإحياء ولا حتى التجديد، بل الفهم الدقيق باتجاه التطور، والمضي نحو سرديةٍ جديدة؛ فمأزق التقليد هائل، وكذلك مأزق الأصوليات والانشقاقات». والإحاطة به لازمة لتحقيق هذا التطور.
شهد الإسلام التاريخي حراكاً عقائدياً ودينياً بدفع من تحولات الاجتماع السياسي. لا ريب أن بنية أي ديانة تتأثر بمحيطها الاجتماعي قبل أن تبدأ بتحديد مدارسها المذهبية والطائفية. لقد اشتغل الكتاب «على المدونة الرسمية السُنيَّة في إطارها العام؛ كيف تشكّلت كبنية متكاملة في سياقات التحول الاجتماعي السياسي التي شهدتها مرحلة التدوين، قبل أن تتحول إلى سلطة مهيمنة داخل الثقافة بدءاً من مرحلة التجميد؟». إن الغاية من مصطلح «المدونة الرسمية» فتح دائرة النقاش على غرضين؛ الأول: رصده «كواقعة» متكررة في تاريخ التدين الكتابي، تشرح عملية التأسيس الثاني للديانة. والثاني: تسكينه «كمفهوم» كاشف عن الطبيعة التاريخية للديانة.
https://www.almesbar.net/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8F%D9%91%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A-%D9%88/
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك