سنة النشر :
2018
عدد الصفحات :
235
السلسلة :
كتاب المسبار ، 140
ردمك ISBN 9789948381297
تقييم الكتاب
يسعى الكتاب إلى محاولة فهم الكيفية التي تبني فيها «الجمهورية الإسلامية» استراتيجياتها الإقليمية عبر أذرعها السياسية والعسكرية والاقتصادية والمذهبية، والتي قامت بمراكمتها منذ وصول «الملالي» إلى السلطة على أنقاض نظام الشاه. لقد قادت إيران جبهات عدة في مجالها الحيوي من أجل تثبيت نفوذها والدفاع عما تسميه مصالحها القومية، وأفادت من بعض الشيعة في عدد من الدول العربية تحت حجة «المظلومية والتمكين» مما أدى إلى زعزعة استقرار هذه الدول مع استخدامها لوكلاء محليين وإقليميين ولمجموعات ومنظمات مسلحة عابرة للحدود. إن عمل طهران على تثبيت نفسها كـــ«قوة إقليمية» في جغرافيا مضطربة أدى بها إلى دفع تكاليف باهظة ليس على المستوى الخارجي فحسب، وإنما في الداخل أيضاً، وذلك مع ارتفاع حجم كتلة الاعتراض الشعبي على هدر مقدرات البلاد على النفوذ الإقليمي. ولعل «الحراك الاحتجاجي» الذي شهدناه أواخر عام 2017 يقدم دليلاً على الأوضاع الاقتصادية السيئة، مع أخذنا بالاعتبار معدلات البطالة والفقر المرتفعة، والتي تصدرت لائحة مطالب المحتجين.
يطرح الكتاب قراءة تحليلية عكسية لنتائج النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، فيقوم بتشريح انعكاساتها السلبية على الداخل الإيراني، محدداً أهم العوامل الدافعة باتجاه تراكم الخسائر الداخلية، بسبب المغامرات الإقليمية التي وضعت فئات اجتماعية واسعة في مواجهة النظام وسياساته. تعد الأسس النظرية للتدخلات الإيرانية أحد المفاتيح لفهم العقلية التي تقود فيها إيران نفوذها الإقليمي، واعتبرت -إحدى الدراسات- أن طهران ومن أجل تقوية نفوذها، تعمل على استغلال البنى الاجتماعية في العديد من الدول العربية، وتحرض جماعة ضد جماعات أخرى أو ضد السلطة، وتؤجج التناقضات والاختلافات الدينية والعرقية والسياسية. لكن «استراتيجية التوسع» الإيراني دونها تكاليف كبيرة وانزلاقات إقليمية يدفع ثمنها الداخل، وهي مرشحة للتصاعد في الأشهر المقبلة مع زيادة العزلة التي تعاني منها الجمهورية الإسلامية.
https://www.almesbar.net/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84/
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك