سنة النشر :
2019
عدد الصفحات :
220
ردمك ISBN 9789948377535
تقييم الكتاب
إن العلاقة بين الدين والسياسة هي علاقة تاريخية، وهي ذات أوجه متعددة، وخصوصاً في القارة الإفريقية؛ فعلى سبيل المثال ارتبطت المسيحية بشكل خاص بالاستعمار في القارة، وكانت إحدى أدواته؛ ما أعاق انتشارها نسبياً لارتباطها في الوعي الإفريقي بالممارسات الاستعمارية، في حين ارتبط الإسلام بالقارة على نحو أكبر؛ حيث أسهمت طريقة انتشاره السلمية، وقواعده الاجتماعية الملائمة للحياة الإفريقية، في هذا الانتشار.
وقد ظهرت حركتان مزجتا السياسة بالدين بشكل واضح، هما حركة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928، وحركة الإخوان الأفريكانرز في عام 1918 في جنوب إفريقيا، حيث استخدمت الحركتان البعد الديني بكل أدواته للوصول إلى أهدافهما السياسية، وهي أيديولوجيا لم تختلف باختلاف الدين؛ فكل من الحركتين استخدمت الشعار الديني للمطالبة بإقامة دولة دينية باستخدام النص الديني في غير موضعه، وكل من الحركتين ادَّعت الربانية، والتكليف برسالة سماوية، كما اختزلتا العقيدة في الجماعة. بينما على الجانب التنظيمي حرصت الجماعتان على تشكيل بنية موازية لبنية الدولة استعداداً للوصول إلى الحكم، وقدمتا خدمات اجتماعية إلى المواطنين بهدف الحشد والتعبئة، مع الحرص على إقامة بنية اقتصادية للجماعة تهدف إلى توفير التمويل الكافي لدعم أنشطتها.
وتجدر الإشارة هنا إلى الكثير من العوامل المساعدة الأخرى، التي أسهمت في تصاعد المدِّ الديني، ومزجه بالواقع السياسي، كالعوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وهي العوامل التي مهَّدت للحركتين الوصول إلى سدَّة الحكم في الدولتين .
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك