سنة النشر :
2018
عدد الصفحات :
147
ردمك ISBN 9789948241812
تقييم الكتاب
حاول المؤلف الدفاع عن الإنسان بوصفه موجوداً إنسانياً وليس مجرد كائن بشري يولد ويأكل ويشرب ويموت كما بقية الكائنات الأخرى من الخلائق، ولذلك يفتتح كتابه بما يعبر عن هذه الرؤية الإنسانية، ويهدي كتابه هذا إلى القارئ فيقول: "إلى الإنسان فيك؛ الإنسان هو أنتَ عندما تخرج من عتْمة الغريزة البشريّة صوبَ نور الإنسيّة فيك تلكَ التي تمنحُكَ كرامةَ أن تكونَ في جوهرِكَ أنتَ كإنسان مُتفرِّد الوجود لكي تصنع الحياة الأبهى والأجمل للإنسانيّة جمعاء".
في ضوء هذه الرؤية، يضم هذا الكتاب مقدمة وستة فصول، في الأول منها نظر في صميم الرؤية القرآنية للإنسان فيدرسها من خلال أربع زوايا هي: المكانة الأنطولوجيّة للإنسان، وأصالة الإنسان في الوجود، والحرية الإنسانية، والتعارف الإنسي؛ فالقرآن الكريم جعل للإنسان مكانة أنطولوجيّة راقية في الوجود مقارنة بغيره من الخلائق، وجعل الله وجود الإنسان أصيلاً تكفله حريته التي وهبها الله له في الحياة، ولم تجعل الرؤية القرآنية الإنسان وحيداً في الوجود منقطعاً عن غيره؛ بل يعيش مع غيره من الناس بالتراحم والإخاء والتواصل، ورسم له طريق التعارف الإنساني مع نظرائه من البشر بحسب الآية الكريمة 13 من سورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)؛ ولذلك يقترح المؤلِّف مصطلح (الإنسية الإسلامية) (Islamic humanity) للتعبير عن الرؤية القرآنية في هذا المجال، وهي رؤية حاول الاستشراق السلبي الذي يضمر كرهاً للإسلام طمس معالمها في خلال قرون طويلة عندما راح يتسلّح بنظريات تشوّه الرؤية القرآنية للإنسان، ومنها نظرية التمركز العرقي القائمة على تفضيل عرق معين على غيره، ونظرية التمركز الغربي التي تعتقد بتفوق الغرب على الشرق، ومنهم العرب والمسلمون، وكذلك نظرية التمركز الديني اليهودي والمسيحي مقابل الدين الإسلامي.
وفي هذا الإطار، وفي الفصل الثاني يعود الدكتور رسول محمد رسول إلى جذور النزعة الإنسانية في القرن الأول الهجري، ليتوقف عند واحدة من مقولات هذه النزعة الأصيلة في الإسلام، متمثلةً بما قاله أمير المؤمنين وخليفة المسلمين الرابع علي بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، في سنة 37 هجرية بأن الرعية صنفان "إما أخٌ لكَ في الدين وإما نظيرٌ لكَ في الخلق"، وهي المقولة التي تُعلي من شأن الإنسان في الوجود بوصفه إنساناً وليس لوناً أو عرقاً أو ديناً، فاليهود والمسيحيون والمسلمون هم قبل كُل شيء بشر، وواحدهم إنسان، وجميعهم نُظراء لغيرهم في الملة الإنسانية . https://al-ain.com/article/come-human-philosophical-celebrates-times-of-loss
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك