سنة النشر :
2019
عدد الصفحات :
181
ردمك ISBN 9789948390886
تقييم الكتاب
سعى معالي الدكتور علي راشد النعيمي إلى الإجابة على سؤال جوهري مفاده: أي مستقبل نريد لعالمنا العربي والإسلامي وأبنائنا وبناتنا والأجيال القادمة؟ حيث قام بتأصيل مفهومه للدولة الوطنية، مشدداً على أن ما تحتاجه مجتمعاتنا هو ترسيخ الدولة الوطنية بمفهوم جديد، فهي ليست «الدولة القومية» بالمعنى الغربي (nation-state) ولكنها «دولة المواطنة»، دولة التعاقد القانوني بين الإنسان والدولة، الدولة التي تخدم مواطنيها وتحقق طموحاتهم بغض النظر عن خلفياتهم، الدولة التي تحكم بالقانون وتعامل الجميع سواسية أمام القانون. التعددية مصدر قوة لها، والتعايش منطلق إلهام لمن يعيش على أرضها، وليست دولة قوم، أو عرق بعينه، أو دولة عنصر بشري متعالٍ على الآخرين، فهي دولة المواطنة وحكم القانون وليست دولة القوم أو القومية العنصرية.
هذه الدولة الوطنية، كما يقول معالي الدكتور علي راشد النعيمي في كتابه، هي مفتاح النهوض والتنمية والتقدم، ومن دونها ينهار المجتمع وتدخل الدول في دوامات من العنف لا نهاية لها، لذلك كان عنوان الكتاب، والفصل الأول منه يدور حول الدولة الوطنية، ومعانيها ودلالاتها لتجلية مفهومها وتمييزه عن المفاهيم الملتبسة به، والمتداخلة معه، وجاء الفصل الثاني ليقدم رؤية تحرر العقل المعاصر من هيمنة التاريخ، لأن مجتمعاتنا العربية عانت من ظواهر مدمرة قادها أولئك الذين يؤمنون بهيمنة التاريخ على الحاضر والمستقبل، وجاء الفصل الثالث ليقدم رؤية تحرر المجتمعات المسلمة من الوصاية والاستتباع لمجتمعات بعيدة عنها، وجاء الفصل الرابع ليركز بصورة أساسية على الجماعة الأم، التي قامت بكل ما تستطيع من أجل هدم الدولة الوطنية، واستلاب المسلمين لمصلحة الماضي، ووظفت تصدير التدين واستيراده من أجل تحقيق أهدافها في الوصاية على العالم باسم الإسلام، وجاء الفصل الأخير ليقدم رؤية مستقبلية تقوم على أن إصلاح التعليم هو أساس بناء الدولة الوطنية والحفاظ على ازدهار مستقبلها وذلك من أجل تحقيق الأهداف والغايات التي تريدها مجتمعاتنا، والتخلص من كل السلبيات التي غرستها الجماعات التي وظفت الدين لأغراض سياسية، واختطفت الدين لتساوم به على مصالحها.
وفي خاتمة الكتاب لفت معالي علي راشد النعيمي إلى أن كل ما حاول التعبير عنه من أفكار متنوعة وأطروحات متعددة وتصورات مختلفة، إنما يعبر عن حصاد تجربة ربع قرن أو تزيد من تفاعلات مباشرة مع أشخاص وأحداث ومحطات حاسمة تتعلق بواقع عالمنا العربي والإسلامي، راجياً أن يكون لهذه الأطروحات أثر الصدمة على الوعي الجمعي للقارئ العربي والمسلم، باعتبار أن كل ما طرحه إنما يصب في خانة المصارحة والمكاشفة بلا خوف أو تردد أو مواربة.
https://www.alittihad.ae/article/48781/2019/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B9%D9%8A%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D9%88%D8%B6-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك