الموقف اليهودي والإسرائيلي من الحوار مع المسيحية والإسلام


تأليف :

الناشر : أبوظبي : مركز زايد للتنسيق والمتابعة Abu Dhabi : Zayed Centre for Coordination & Follow-up

سنة النشر : 2002

عدد الصفحات : 78

الوسوم - ديانات

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


ترى الدراسة أن مجتمعا، كالمجتمع اليهودي والإسرائيلي، لا يمكن أن يقبل بالحوار؛ لاعتقاده الديني بأنه صفوة البشر التي اختارها الإله، وأعطاها العهد، وبشرها بالخلاص، وخصها بالطهارة والفضل، وأن غيره "أغيار أغراب " لا تنبغي مخالطتهم، ولا العيش معهم لتدنيهم ودنسهم؛ الأمر الذي فرض أن يقام الحي اليهودي الخالص (الجيتو) في المدن الأوروبية خلال القرون الوسطى، والذي شجعته الصهيونية في العصر الحديث؛ بل على أساس من فكرته، وتذمرا من واقعه كان البحث عن وطن بديل، وكانت فلسطين أرض الميعاد والخلاص.
وترى الدراسة أن المجتمع الإسرائيلي بعقيدته ودينه لا يمكن أن يجلس إلى طاولة المفاوضات، ولا أن يشجع الحوار، ويتعاطى الود والمحبة مع باقي بني الإنسان.

أسفار العهد القديم حذرت اليهود من الاختلاط بالغير وتتبعت الدراسة موضوع الحوار في الديانة اليهودية بصورة عامة، فبينت مرتكزاته، وأسلوبه، ومعوقات قيامه، وكيف توجه اليهود إلى الانعزالية، والحذر من الاحتكاك والحوار مع الشعوب الأخرى، رغم ما فرضه عليهم منطق التاريخ من علاقات مع بعض المجتمعات عن طريق المصاهرة والاختلاط، وإن كانت علاقات ظلت دائما محل ريبة وحذر، وموضع تأثيم من قبل التيار العريض من معتنقي اليهودية، بل إن الجدل الذي دار حول ظاهرة الاختلاط، ولو عن طريق المصاهرة، نظرت إليه أسفار العهد القديم باعتباره مهددا لديانة بني إسرائيل التوحيدية، مما دعا بعض أنبياء اليهود، مثل عزرا ونحميا إلى المطالبة بتحريم الزواج من الأجنبيات مطلقا، لئلا يؤثر على نقاء الدم الإسرائيلي.

جرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني

وبينت الدراسة أبعاد حوار اليهودية والمسيحية في العصر الحديث، واختلاف وجهات نظر الحاخامات اليهود بين من يرفض الحوار من أساسه، وبين من يقبله، لتقف بصورة خاصة عند الإجراءات التي قامت بها الكنسية الكاثولوكية مؤخرا بخصوص تبرئة اليهود من قتل المسيح، والاعتراف بالأخطاء التي ارتكبتها الكنيسة خلال أحداث النازي، والردود اليهودية على هذه الإجراءات، تلك الردود التي غابت عنها تماما العبرة من اعتراف الكنيسة الكاثولوكية بالمسؤولية غير المباشرة باضطهاد اليهود، فلم تعتن بما يحدث لغير اليهود من ضروب العسف والاضطهاد والظلم، ولم تقبل إثارة القضية الفلسطينية في الجدل المتعلق بآثام المسيحية اتجاه اليهودية، مع أن المعايير التي يطرحها اليهود، والتي قامت على أساسها فكرة اعتراف المسيحية بأحداث النازي، وتبرئة اليهود من قتل السيد المسيح هي ذاتها المعايير التي ينبغي أن تعترف بموجبها إسرائيل والصهيونية بأخطائهما؛ بل بجرائمهما اتجاه الشعب الفلسطيني.

اليهود والإسلام قديما وحديثا

وتقف الدراسة عند موقف اليهود من الحوار مع الإسلام، فتبين أنه رغم حسن معاملة الإسلام لليهود فإنهم اعتبروه مجرد صياغة بشرية لمادة من التوراة أو التلمود، وحاولوا احتواء الإسلام بكل الوسائل، ولم ينظروا إلى ما أثبتته نصوصه من تحريف الأحبار لأصل اليهودية، وما أدخلوه بموجب ذلك التحريف من كذب وتزوير، لذلك استخدم أحبار اليهود في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم مختلف الكيد، ووصفهم القرآن بأنهم أشد عداوة للذين آمنوا، كما حاولوا إدخال كثير من التشويه إلى مصادر الإسلام، أطلق عليه المفسرون مصطلح "الإسرائيليات".
وفي العصر الحديث ربطت الصهيونية بين الإسلام والتخلف، وبينه وبين الأصولية والإرهاب، ومعاداة الحضارة الغربية، كل ذلك من أجل تشويه صورته، وحجب حقيقته، وحاولت بكل الوسائل أن تحجب الآراء اليهودية التي تدعو إلى الحوار بين الإسلام واليهودية، أو التي لا تعتبر الإسلام عدوا لليهود، وفي هذا السياق تقف الدراسة عند بعض الآراء اليهودية التي تدعو للحوار، مثل جهود الحاخام الأكبر لليهود السفارديم.
وتستنتج الدراسة أن موقف اليهود من الحوار مع الإسلام كان سلبيا، ومحكوما بنظرة سياسية قوامها إقناع المسلمين بأحقية اليهود في فلسطين، واستصدار فتاوى من أئمة الإسلام تحرم الجهاد ضد المحتلين، وتقرن بين العمليات الاستشهادية من أجل الدفاع عن النفس والأرض بالانتحار، وتصف الفلسطينيين بالإرهابيين.
https://meo.news/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


الموقف اليهودي والإسرائيلي من الحوار مع المسيحية والإسلام
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33331
المؤلفون
18463
الناشرون
1828
الأخبار
10191

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة