تفكيكات : مقاربات نقدية لنصوص إماراتية


تأليف :

الناشر : الشارقة : اتحاد كتاب وأدباء الإمارات

سنة النشر : 2005

عدد الصفحات : 169

الوسوم - أدب

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


يتضمن الكتاب بالإضافة إلى مقدّمته ثلاثة فصول متفاوتة الحجم، لتفاوت موادها المدروسة، فكان الخطاب الشعري أكبرها، حيث اشتمل على ست دراسات: «الشعر الأنثوي في الإمارات/ السياق والرهانات»، «الزمن في الشعر/ سلطان العويس نموذجاً»، «سلطان العويس/لغة الرقص، رقص اللغة»، «سالم أبو جمهور بين كتابة الذاكرة وذاكرة الكتابة»، «حبيب الصائغ وشعرية الكهولة»، «إبراهيم محمد إبراهيم وبلاغة الملح».
أما الخطاب السردي وفتنة النصّ، فقد درس فيه رواية «مزون» لمحمد عبيد غباش بعنوان الرواية من الحكاية إلى الخطاب، و«القصّة القصيرة بين الدلالة والأجرومية/ مجموعة «مندلين» لحارب الظاهري نموذجاً ،بينما في الخطاب النقدي، سيكتب عن كتاب «إضاءة العتمة« لفاطمة السويدي تحت عنوان: مقاربة في نقد النقد.
ويؤكّد المؤلّف في دراسته الأولى «الشعر الأنثوي في الإمارات/ السياق والرهانات» أن التجربة الشعرية الأنثوية في الإمارات ولدت ناضجة ومنغرسة في الحداثة، حيث ان غالبية الشاعرات جرّبن في قصيدة النثر وحاولن الدفع بها إلى مناطق غير مطروقة على المستويين الفنّي والدلالي.
وإلى ذلك فإنه سوف يتتبع نتاج بعض الأسماء كميسون صقر، ظبية خميس، نجوم الغانم، منى مطر، لتبيان سمات الشعرية الأنثوية في النصّ الشعري الإماراتي، وذلك من خلال ثلاث ثيمات أساسية التمسها في أشعارهنّ وهي: الذات، والجسد، واللغة، ونجده عبر هذه الثيمات ينتصر للمرأة الشاعرة وهي تواجه التقاليد الذكورية الضاغطة على المكان والزمان والنفس، حيث كلّ شيء يرتهن لمشيئتها، فيغدو البحث عن الذات وتحريرها من قبل الشاعرات قضية أساسية، بينما على صعيد الجسد وحضوره كثيمة، إنما بتعبيره يعكس تاريخ المرأة في المجتمع العربي منذ «ألف ليلة وليلة»، وبالتالي فإن إلحاح الشاعرة الإماراتية على تحرير الجسد من أغلال النظرة التقليدية، هو ما جعلها تربطه بثيمة أخرى صارخة الحضور في شعرها، هي ثيمة الماء.
أما ما يخصّ اللغة، فإنه سوف يؤكّد في مستهل دراسته، أن الشاعرة تأتي إلى اللغة وهي مدركة أنها فعل ذكوريّ و «قلعة» أسسها الرجل وأعلى أسوارها عبر التاريخ، وحرّم دخولها على كلّ ذات لا تتماهى مع ذاته، ليتساءل بعدها عن الكيفية التي تمكّنت من خلالها الشاعرة الإماراتية من اقتحام «تلك القلعة المحصّنة، وبأي الوسائل والحيل الفنية استطاعت تأميمها وأنسنتها كردّ فعل على التذكير»؟
والإجابة سوف نلتمسها في متابعته للتجارب السابقة ذاتها، في إطار: السردية والذائقة البصرية، والحضور الثقافي المتنوّع، بالإضافة إلى سعي الشاعرات لـ «تهشيم الذاكرة وتهميش المرجعيات».
دراسته الثانية ستتجه نحو الشعر التقليدي، وسيدرس جانباً من تجربة سلطان العويس في دراستين مستقلتين، تناول في أولاهما: الزمن في شعره، وذلك وفق نسقين اثنين:
1 ـ الزمن الموضوعي، ويعني به الزمن في بعده الفيزيائي المتمثّل في حركة البروج، كزمن خارجي فاعل في المادة والكائنات، وهو كما نوّه مدار الحيرة والتساؤل والاستفهام الذي طالما أرّق الشاعر سلطان العويس، ليؤكّد أن هذا الزمن كان فاعلاً في وعيه الباطن، نظراً لتلمّسه آثاره ونوازله الفاعلة في الإنسان،
وبذلك فإن الزمن لدى الشاعر سيقف ضد الجمال، وضدّ النضارة والانسجام، بمعنى أنه المعتدي على جمال الحبيبة، وبالتالي فإنه سوف يستنتج أن هذا الزمن بالرغم من عدائيته للشاعر إلاّ انه لم يتّخذه مجالاً للتفلسف كما فعل شعراء آخرون، وإنما أراد عيشه واتّخاذه مجالاً لدينامية الإنسان.
2 ـ الزمن النفسي، ويعني به زمن الإدراك الحسّي والشعوريّ لجريان الوقت في كينونة الشاعر، ويرى انه زمن مصبوغ بالانفعال الوجداني، حيث وجد في تجربة العويس الشعرية بديلاً يسمح بنسيان الخواء الفظيع للحياة الناتج عن الزمن الموضوعي، ويفتح له في المقابل فسحة في وجوده كان عكسها الخطاب الشعري .
وفي ما يخصّ تناوله لتجربة الشاعر سالم أبو جمهور فإنه سوف يؤكّد أن شاعريته ترفل في اللغة الشعبية، وتسعى في الوقت ذاته إلى تطوير الأشكال وارتياد آفاق لا مطروقة في القصيدة النبطية، هذا بالإضافة إلى أن الذاكرة لديه تجمع ما بين البداوة والواقع، وإلى ذلك فإنه خلال قراءته لديوان «وردة الكهولة» للشاعر حبيب الصائغ.
سوف يؤكّد أن نصّه محكوم بمحورين أساسيين: محور الزمان، ومحور الشعر وما يتّصل به من تجربة وإبداع، وأن لغة الشعر باذخة مترفة المعجم، تخلق شعريتها الخاصّة من خلال اجتراحه لجملة من التقنيات الفنيّة سوف يتناولها بالدرس مع الشواهد الشعرية المناسبة ومنها: اتّخاذ الكتابة موضوعاً للكتابة، وأسطرة اللغة، والتناص والتشاكل الصوتي، وإلى ذلك فإن المؤلّف سوف يوضّح مصطلحاته النقدية آن تمهيده لمبحثه، أو في ثناياه، سيما وأنه يعتمد المنهجية الحديثة والمصطلحات اللسانية، وهو أمر ضروريّ للقارئ، سيما وأن هذه المصطلحات ما زالت تخضع لاجتهادات المترجمين والدارسين.
وإلى ذلك فإنه يمكن التماس جهود المؤلّف في تتبّع دلالات العناوين التي يسمّي بها الشعراء والكتّاب أعمالهم، حيث يعتبرها مفتاح أوّلي لا بدّ من فهم مغزاه قبل الولوج إلى المتاهة الكلامية المعززة بالخيال، ومن هنا فإنه في مجموعة الشاعر إبراهيم محمّد إبراهيم «فساد الملح» سيوضّح دلالات العنوان ومدى ارتباطه بالنصّ أو بمجموعة النصوص «باعتباره النواة التي خيط عليها نسيج النصّ والبؤرة التي يقوم عليها معناه، ليؤكّد من ثمّ أن شعرية الشاعر نهضت على نحو حاسم من خلال بلاغة الخطاب، والوزن المستمد تفعيلاته من بحور عدّة سيصنّفها في جداول خاصة.
أما على صعيد الخطاب السرديّ، فإنه سيوغل في تحليل رواية «مزون» لمحمّد عبيد غباش، وهي الرواية صاحب نشرها الكثير من النقد، حيث إنها من جهة تعتبر إعادة كتابة لروايته الأولى: «دائماً يحدث في الليل» حيث اعتبر الروائيّ أنه كتب رواية ثانية، وسيناقش المؤلّف مقولة الروائي هذه، وسيعتبر أن رواية «مزون» لا تلغي البتة رواية «دائماً يحدث في الليل» فكلا النصّين له من السمات الفنية والدلالية ما يعطيه مشروعية الاستقلال.
ومن جهة ثانية، وحيث إن الروائي غباش كان قال في حديث صحفي كما أورد المؤلّف، بأنه يعمل على إصلاح روايته الأولى نظراً لخلل فني أصابها، فهل يعني إصلاح خلل تقني كتابة ثانية؟ البعض من منظّري الكتابة يعتبرونها كذلك، وسيتّفق المؤلّف معهم، وسيعتبرها رواية ثانية، وإلى ذلك فإنه وافق المؤلّف أيضاً على نقد النقّاد الذين لم يتداركوا الخلل التقني في الرواية وبالتالي فإنه سوف يتغاضى عن نقدنا لهذه الرواية المنشور في كتابنا «توجّهات الخطاب السردي» إنصافاً للنقد والنقّاد على الأقل.
في هذه الرواية المسمّاة «مزون« سيتابع المؤلّف شخصياتها الرئيسة والثانوية، وسيعتبر ان حكاية البطل هي حكاية مجتمع الرواية، غير أن منطقها لا ينجلي إلاّ بالكشف عن طبيعة علاقة الراوي بالشخصيات، فثمة شخصيات مؤتلفة تربطها علاقات قرابة وعلاقات تواصل ومساعدة، وثمة شخصيات مختلفة بينها علاقة امتناع وعلاقة إعاقة، وسيعمد إلى توضيح كلّ ذلك خلال التحليل.
ومن القصّة القصيرة، سيختار مجموعة «مندلين» للقاص حارب الظاهري مستهلاً قراءته بتتبّع دلالات العنوان كـ «محور يتوالد ويتنامى ويعيد إنتاج نفسه وفق تمثّلات وسياقات نصّية» تذهب لتبيان العلاقة بين عالمي الشرق والغرب، هذا بالإضافة إلى دراسته لثنائية النور والظلمة التي نهضت عليها المجموعة، بينما من جانب الأساليب الفنية، فإنه سوف يلاحظ أن بعض النصوص «عزفت على تقنيات خلخلت خطّية الأحداث» كتقنية الاسترجاع والاستباق، بينما سيؤثّر عنصر الوصف على حركة السرد ليطبعها برتابة خرساء.
وفي الختام، سيناقش المؤلّف كتاب «إضاءة العتمة» لفاطمة السويدي، مستخلصاً أن الوعي النقدي بالظاهرة الإبداعية فيه يأتي متفاوتاً، ولعلّ مردّ هذا عائد إلى أن الكتاب ألّف في فترات متباعدة، ولكنه بالرغم من ذلك سيلتمس بعض الخصائص فيها، ومن ذلك التعامل البرّاني مع النصوص، وإشراك القارئ الافتراضي في الكتابة، وذلك بمخاطبته وتوجيه القول له، بالإضافة إلى إقحام بعض الاستطرادات الخارجية ولا تتطلّبها النصوص المقروءة، الأمر الذي جعل من الخطاب «رخو الآليات مما ينقص من قدرته الإقناعية ويقلّص من سلطته البرهانية».

http://www.albayan.ae/paths/books/1123365757031-2005-08-15-1.92737



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


تفكيكات : مقاربات نقدية لنصوص إماراتية
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33306
المؤلفون
18451
الناشرون
1828
الأخبار
10183

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة