سنة النشر :
2007
عدد الصفحات :
176
ردمك ISBN 9953369747
تقييم الكتاب
تعد رحلة الأمير فخر الدين المعني الثاني، من الضفة الشرقية إلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط، ومن لبنان إلى إيطاليا، من الوثائق النادرة في بابها، فهي من أقدم المدونات العربية التي وصفت جوانب مهمة من مدنية أوروبا في مطلع القرن السابع عشر، فبعض المدن، التي زارها المعني أو أقام فيها ضيفا على آل ميديتشي، شهدت بدايات النهضة الأوروبية الحدثة التي عمت آثارها، فيما بعد، أرجاء المعمورة كافة. واكنت إقامته ضيفاً لخمس سنوات على آل ميديتشي، الذين كانوا آباء للنهضة الأوروبية، سبباً في ما حاول إحداثه من نهضة في بلاد الشام دفع، فيما بعد، ثمنها عنقه وعنق ولده. المثير أن الملاحظات المدونة في هذه الرحلة تجعلنا نكتشف أن التفاوت الحضاري بين العرب والغرب، آنذاك، لم يكن كبيراً، بل ربما كان بوسع العرب تجاوزه لو لم يقم العثمانيون بقطع الطريق على بوادر التطورات الرامية إلى تأسيس نهضة عربية تستلهم نهضة الغرب، أو تستفيد من بعض منجزاتها؛ ومما يزيد من أهمية هذه الرحلة أن صاحبها رجل دولة محنك، ومحارب لا يلين، وهو لم يتوان أبداً عن الوقوف، في وجه أكبر إمبراطورية في الشرق، دفاعاً عن شعب أرهقته المظالم، وأنهكته الحملات العسكرية المتوالية التي طالما شنها عليه الحكام والولاة العثمانيون
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك