سنة النشر :
2001
عدد الصفحات :
67
تقييم الكتاب
أصدر مركز زايد للتنسيق والمتابعة دراسة بعنوان «اسرائيل هل تحكم العالم؟» وذلك ضمن سلسلة الدراسات السياسية والفكرية المختصة التى يصدرها المركز مساهمة فى المعركة التى تخوضها الامة العربية وفاء لالتزاماتها تجاه واجبات الانتماء الحضارى وصناعة التاريخ والاتجاه نحو المستقبل الافضل. وأكدت الدراسة على وجود تناقض فى المصالح بين الولايات المتحدة واسرائيل وأنها هى اليد المعلنة للسياسة الامريكية فى منطقة الشرق الاوسط وان حماية هذه اليد وتقويتها هى مسئولية أمريكية بالدرجة الاولى. كما بينت مدى قوة وتأثير اللوبى اليهودى وقادة اسرائيل فى صناعة القرار الامريكى وأن مقولة توافق المصالح بين أمريكا واسرائيل والتى أطلقتها الدعاية الصهيونية غير منطقية فالامثلة العديدة تدل على تعارض المصالح بين أمريكا واسرائيل. واشارت الى ما حدث فى العام 1967 والعام 1973عندما قطعت العديد من الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية وامداداتها النفطية لامريكا بسبب دورها فى تأييد العدوان الاسرائيلى وبالتالى تعرضت المصالح الامريكية للخطر. وأوضحت الدراسة ان البترول كان فى بعض الاحيان وراء تخلى أمريكا عن اسرائيل. حيث كان هناك الكثير من مواقف الاصوات الشريفة التى نادت بأخذ مصالح أمريكا فى الاعتبار حيث قال الباحث كرايسو أوليت «علينا أن نصب اللعنات على ممثلي البيت الابيض وأصدقائهم من الصهاينة ان حكومتنا تجازف بمستقبل أمريكا من أجل الحصول على الرشوة الصهيونية» أى أصوات اليهود فى الانتخابات. واضافت الدراسة ان ما قامت به اسرائيل من ضرب للمصالح الامريكية فى المنطقة تحقيقا لمصلحتها يعتبر تحديا صريحا لامريكا نفسها عندما تخالفها الرأى وأوردت فى هذا السياق قيام اسرائيل بضرب المصالح الامريكية فى مصر وقصف السفينة الامريكية «ليبرتي» التى كانت تحميها أثناء حرب 1967 حتى لا تكشف الاستعدادات الاسرائيلية لغزو سوريا وتبنى أعضاء الكونجرس من الصهاينة للحادثة باعتبارها وقعت بطريق الخطأ وفرضهم تعتيما اعلاميا لم يسبق له مثيل لاخفاء الحقيقة التى كشفها أحد ضباط الشفرة فى السفينة.. واشارت الدراسة فى هذا الصدد الى أن طيارا اسرائيليا حدد هوية السفينة الامريكية وأن حكومة اسرائيل طلبت من الحكومة الامريكية عدم اطلاع الشعب الامريكى على الحقيقة ما يؤكد مدى خضوع قادة البيت الابيض للوبى الصهيونى من جهة وتضارب المصالح الامريكية الاسرائيلية من جهة أخرى. وتطرقت الدراسة الى تحرك اسرائيل واللوبى الصهيونى عندما هدد الرئيس فورد باعادة تقييم سياسة أمريكا فى الشرق الاوسط بعد أن رفضت اسرائيل الدخول فى مباحثات سلام مع مصر العام 1975 حيث استطاعت اسرائيل وبدعم من اللوبى ذي التأثير القوى فى مجلس الشيوخ من الضغط على الرئيس فورد الذى تراجع أمام تلك الضغوط. كما اشارت الدراسة الى انه وفى عهد الرئيس رونالد ريجان لم تغير اسرائيل فى تلك الفترة من سياستها القائمة على مصلحتها بالدرجة الاولى مستهدفة لتحقيق ذلك كل أساليب الضغط والمراوغة والتجسس موضحة انه بالرغم من الدعم القوى الذى أعلنه وقدمه ريجان لاسرائيل منذ توليه رئاسة أمريكا فأن ذلك لم يشفع له عند اسرائيل التى بعثت بجواسيسها الى أمريكا واستطاعت الحصول على معلومات سرية وغاية فى الاهمية حتى أصبحت أمريكا فى جيب اسرائيل. اما الرئيس جورج بوش «الاب» فقد اتخذ خطوة وصفت بالجريئة فعندما طالب شامير بمبلغ عشرة مليارات دولار ثمنا للموافقة على حضور مؤتمر السلام «الذى انعقد لاحقا فى مدريد» أعلن الرئيس بوش عن تأجيل القرض حيث ادرك ان مصلحة امريكا فى تسهيل عملية السلام .. وقال فى مؤتمر صحفى حينها هناك محاولات من بعض أعضاء الكونجرس لمنعى من اتخاذ خطوات مهمة لامن البلاد لدينا سياستنا وعلينا أن نعلنها بوضوح «محاولة الاستقلال عن اسرائيل». وجاءت ردة الفعل الاسرائيلية قوية فأتهم بوش بمعاداة اليهود ووصف بالوغد والكاذب والمعادى للسامية واستطاع بوش ولاول مرة منذ عهد أيزنهاور من الحاق هزيمة حقيقية باللوبى اليهودى من منطلق أعطاء الاولوية لمصالح أمريكا المتعارضة دائما مع مصالح اسرائيل.
https://www.albayan.ae/across-the-uae/2001-09-19-1.1236966
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك