سنة النشر :
2001
عدد الصفحات :
105
تقييم الكتاب
اصدر مركز زايد للتنسيق والمتابعة دراسة تناولت موضوع «الاكراد ما بين القومية والمواطنة» وتأتى قيمة هذه الدراسة من موضوعها الذى يتناول مجتمعا شكل وما زال يشكل خلال العصر الحديث بذورا من عدم الاستقرار والصراع فى دول متعددة. فضلا عن التشكيلات السياسية. والاراء الفكرية التى حملتها نخب ذلك المجتمع. وما رافقها من جدل سياسى وتاريخى تجاوز مجتمع الاكراد الى مجتمعات الدول التى يتواجدون فيها مع الاستقصاء فى التناول. وقد انطلقت الدراسة من تأصيل مصطلحاتها فى المكان والزمان الى معاينة خصائص المجتمع الكردى. وتشكلاته القبلية والعشائرية. وأدواره التاريخية قبل أن تقف عند أهم تجمعاته. وما يسعى اليه الكيان الاسرائيلى بوسائط مختلفة من أجل ركوب القضية الكردية لزعزعة الاستقرار فى المنطقة. وتاتى الدراسة تكريسا لجهود مركز زايد للتنسيق والمتابعة فى تناول أهم القضايا الحيوية المتصلة بواقع وظروف أمتنا العربية. ومن أهمها قضية الاقليات التى يحاول أعداء العرب فى الاونة الاخيرة استغلالها بشكل واضح لغرس الفتنة والانشقاق والنزاعات الاثنية والعرقية بين مكونات هذه الامة. بهدف أضعافها. وتشتيت جهودها فى نزاعات وحروب بين مكونات وأن تعددت أصولها العرقية. وتباينت معتقداتها الدينية فأنها تعايشت قرونا طويلة فى سلام وأمان. وناضلت معا من أجل قضايا الحق والعدل والحرية والاستقلال. وشكل تنوعها عامل ثراء وعمقاً للحضارة العربية الاسلامية قبل أن تنفث السلطات الاستعمارية سموم التفرقة والخلاف. وفى محاولة لتأصيل المصطلحات تبين الدراسة ما رافق كلمة كرد من تأويل وتفسير جعل بعض المؤرخين يربطون اشتقاقها بأصل فارسى «فورد». وأنها خضعت لتحريف لغوى. كما أنها تشترك مع الكلمة البابلية «كورد» التى تعنى المحارب. ألا أن هناك من المورخين من يرى بأن الكلمة أسبق تاريخيا من الاصل المشار اليهن وأنها معروفة منذ ملوك بابل واشور. وهو ما يعنى أن يكون الاكراد هم الكردوخيون الذين قابلهم المؤرخ اليونانى القديم اكزنفون. ويذهب مؤرخون اخرون الى أن كل التفسيرات السابقة لا تعدو كونها تخمينات لا تستند على أسس علمية.وهو ما جعل البعض يتنبه الى خصوصية المكان متصورا أن التسمية قد تكون ذات علاقة بالمكان ذى الطبيعة الجغرافية المتميزة حيث تمثل منطقة كردستان سلسلة جبال متميزة لها أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية التى قد تكون لها علاقة بالتسمية. خاصة أذا ما نظرنا الى الاصل الاشتقاقى لمادة « ق. ر. د» فى اللغة العربية. ولعل صعوبة الوقوف على رأي ثابت ومجمع عليه بالنسبة لتأصيل اصطلاح التسمية هو ما جعل الدراسة تغوص فى الاصول الاتنية للاكراد. مستعرضة بعض الرؤى والتصورات التى تتراوح بين اعتبار الاكراد شعبا من الشعوب الهندوأوروبية. وخاصة من أصل ميدى أيرانى . كما يرى مينورسكى. وبين اعتبارهم شعبا من شعوب اسيا الصغرى له علاقات قرابة بالخالديين والارمن والجورجيين. وهناك من يعتبرهم مزيجا من قبائل متعددة لا ترجع الى أصل واحد وهناك من المؤرخين من يرى أنهم يرجعون الى هوازن العربية وهو رأى المقريزى. وقد حاولت الدراسة الوقوف عند بنية اللغة الكردية لمحاولة تحديد أكثر لمجتمع الاكراد. انطلاقا من أن اللغة هى روح الامة وحياتها وهى بمثابة العمود الفقرى لها. فهناك مجموعة من الآراء المتباينة فى جعل الكردية من اللغات الايرانية. أو اعتبارها خليطا من العربية والخالدية «العراقية القديمة». أو نعتها بأنها تختلف اختلافا بينا عن الفارسية. وتنتمى الى عائلة اللغات الهندو أوروبية. وقد بينت الدراسة أن الكردية كانت تكتب قبل الاسلام بأبجدية الاشورية والارمنية وبعد اعتناق الاكراد للاسلام حرصوا على استخدام الحرف العربى. وما زالوا محافظين على ذلك فى العراق وأيران. أما فى تركيا فأنهم يكتبون لغتهم بالحروف اللاتينية. وفى الجمهوريات التى استقلت عما كان يعرف بالاتحاد السوفييتى فأنهم يكتبونها بالحروف السريالية. كما تبرز الدراسة ما شهدته الكردية من تطور فى كردستان العراقى حين أصبحت لغة التعليم. ودرست بها أول جامعة فى العالم. وهى جامعة السليمانية مع أن أكبر تجمع كردى هو فى تركيا «من 12 الى 14 مليون» يليه التجمع الايرانى «6 الى 8 ملايين» بينما يصل عددهم فى العراق «إلى 3.5 ملايين» وفى سوريا يتراوح عددهم ما بين 8.. الف الى مليون . وتبرز الدراسة طبيعة المجتمع الكردى. حيث يسود النظام الاسرى. الذى يعطى مكانة خاصة للاب داخل الاسرة. وينتشر تعدد الزوجات. ويتم تقسيم المجتمع الى قبائل كل منها تنقسم الى بطون وأسر تماما كما فى المجتمع العربى. كما يتميز الاكراد بالتدين وفق المذهب السنى الشافعى الذى يسود فى حدود 75 بالمئة من السكان. بينما يمثل الشيعة أقلية داخل المجتمع الكردى. كما توجد طوائف قليلة ذات اعتقادات خاصة لها جذور يهودية أو مسيحية .
https://www.albayan.ae/across-the-uae/2002-05-22-1.1330080
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك