جنوب لبنان : توازن الردع


تأليف :

الناشر : أبوظبي : مركز زايد للتنسيق والمتابعة Abu Dhabi : Zayed Centre for Coordination & Follow-up

سنة النشر : 2001

عدد الصفحات : 76

الوسوم - سياسة

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


قال مركز زايد للتنسيق والمتابعة ان الشعب العربي، وفي طليعته شعب لبنان ومقاومته الوطنية، قد اثبت صدق القول بأن امتنا العربية قادرة على تحقيق النصر على الاعداد مهما امتلكوا من وسائل القتل والتدمير والوحشية. جاء ذلك في الدراسة التي اصدرها مركز زايد للتنسيق والمتابعة، بعنوان «جنوب لبنان.. توازن الردع»، بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لارتكاب السفاح شارون جريمته الكبرى بحق الانسانية في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت عام 1982، وايمانا من المركز بشرعية النضال العربي وقدرته على استرداد الحقوق العربية العادلة مهما طال الزمن، ومساهمة في بث روح النضال والمقاومة من اجل استرداد كافة الحقوق العربية المشروعة، من خلال استذكار احدى ملاحم البطولة العربية في العصر الحديث، وتأكيدا على انه ومهما بلغت الوحشية والهمجية الاسرائيلية في ارتكاب ابشع الجرائم بحق الشعب العربي والانسانية جمعاء، فان العرب قادرون على تحرير ارضهم المحتلة في مزارع شبعا والجولان وفلسطين. فمن الاساطير الكثيرة التي آمن بها الاسرائيليون، ايمانهم بأن القوة قادرة على تحقيق كل شيء، وقد عبر عن ذلك موشيه ديان بما سماه «خلق الحقائق»، اي ان تغتصب الارض بالقوة، وبمضي الوقت يصبح الاغتصاب حقيقة قائمة على الجميع الاعتراف بها والتعامل معها.. لكن المقاومة اللبنانية اثبتت له خطأ اسطورته تلك، بارغامها قوى العدوان الصهيوني وعملائه على الانسحاب متسللين في ظلمة الليل يجرون اذيال الهزيمة. وتطالب الدراسة باستيعاب درس الانتصار في جنوب لبنان، وادراك ان الاستسلام المذل ليس حلا على الاطلاق، فالاسرائيليون تصوروا، ومازالوا، ان انسحابهم سيحقق لهم فوائد جمة، من بينها طرح صورة ايجابية عن انفسهم للعالم باعتبارهم جماعة متحضرة تمتثل لقرارات هيئة الامم المتحدة بعد مرور 22 عاما على صدورها!.. ومنها ايضا محاولة ارباك سوريا التي رفضت كل المساومات على ارضها المحتلة في الجولان، وكان لها نصيبها الكبير من نشوة الانتصار وفرحته، وتلقي عليها اسرائيل اليوم المسئولية الاولى عن عمليات المقاومة اللبنانية في مزارع شبعا المحتلة. وقد تناول الفصل الاول مقدمات الحرب الثانية بين حزب الله واسرائيل، حيث ان اجتياح اسرائيل للبنان عام 1982 انتهى الى اخراج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت لتعود الى غزة والضفة الغربية، فأصبح حزب الله حركة مقاومة وطنية تمكنت من اجبار اسرائيل على الانسحاب المهين. وقد وقف لبنان حكومة وشعبا مع مقاومته الوطنية بالرغم من قصف البنى التحتية، كما لم تضعف سوريا ايضا امام التهديد والضرب الفعلي لقواتها العاملة في لبنان. وفي المقابل انشقت الجبهة الداخلية في اسرائيل ونزح المستوطنون بعيدا عن مدى صواريخ حزب الله ودخل الرعب في قلوب القوات الاسرائيلية. وفي فصل «عشية الانهيار» نجد كيف ان لبنان رفض الشروط والاملاءات الاسرائيلية، فتصاعدت حدة عمليات حزب الله النوعية ضد قوات الاحتلال. كما نجد عرضا للسيناريوهات التي كانت متوقعة لايجاد مخرج للأزمة، من حدوث انسحاب في اطار صفقة شاملة يتزامن فيها الانسحاب من لبنان مع الانسحاب من الجولان، وسيناريو الانسحاب من لبنان منفردا في اطار خطة أمنية تخرج لبنان من جبهة الصمود اللبنانية ـ السورية، واخيرا الانسحاب من طرف واحد. لكن باراك فاجأ العالم بانسحاب مبكر عندما تبين له ولكل من معه بأن بقاء اسرائيل في لبنان ليس من مصلحتها، وسقطت المبادئ التي نادى بها جيش الاحتلال وارتفع صوت المصلحة، ودفع جيش لبنان الجنوبي الثمن لخيانة دامت عشرين عاما ونيف تحت وطأة حرب نفسية قاهرة قادتها المقاومة اللبنانية، وفي مقدمتها حزب الله، باقتدار، فتداعى الجيش العميل بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي تاركا وراءه الدبابات والمدافع والذخائر و الخرائط والوثائق. وتنتقل الدراسة بعد ذلك لتحليل العلاقة الثلاثية ما بين لبنان وسوريا وايران، من حيث المصالح المشتركة وطرق الدعم وأساليب التعاون بين الاطراف الثلاث على المستويات السياسية والمالية والاقتصادية، فأدى تفاعل تلك العوامل وتناغمها الى خضوع اسرائيل لما اسمته بالارهاب، وكانت ركيزة كل ذلك صمود الشعب اللبناني الذي لم يتخل عن مقاومته الوطنية، وحكومة رفضت وقاومت الضغوط السياسية كافة. ورأت سوريا بأن ربح الحرب على جبهة الجنوب اللبناني هي افضل من حالة الحرب واللاسلم التي خيمت على الجولان منذ عام 1973. وحتى شارون كان ممن دعوا الى الانسحاب، وبعد ان اصبح رئيسا للوزراء قاوم وما زال يقاوم ضغوط قادة الجيش الاسرائيلي لاطلاق يده في لبنان، فهو يخشى فتح جبهة جديدة مع انشغاله بمواجهة الانتفاضة الفلسطينية المباركة. وحافظ حزب الله على قوة الردع، ولما استهدفت اسرائيل ضرب الرادارات السورية ما كان ذلك الا محاولة منها لاخفاء عجزها امام قوة الردع في جنوب لبنان. ولم يستدرج الحزب في مواجهة غير مدروسة، ولم يرد الحزب على ضرب موقع الرادار السوري الاول في ابريل 2001، ولكن عندما تجرأت اسرائيل على ضرب موقع الرادار السوري الثاني في يونيو 2001، رد الحزب ووجه ضربة موجهة لاسرائيل في موقع رادار قيل ان كلفته تصل الى 1.5 مليار دولار، وهو رادار بعيد المدى يغطي مناطق شاسعة في الشرق الاوسط، ومن ضمنها ايران، فالتهبت مزارع شبعا. وبينت الدراسة كيف ان اسرائيلة عازمة على تغيير قواعد اللعبة بالخروج من الخطوط الحمراء التي خضعت لها الاطراف منذ دخول سوريا الى لبنان، وتكشف كيف ان اسرائيل عازمة على توجيه ضربة الى سوريا لوقف بناء ترسانتها العسكرية، ولدفعها للتخلي عن حزب الله، واجبارها على الانسحاب من لبنان، وكيف ان شارون سيهرب من توازن الردع مع حزب الله، بضرب سوريا حليفه القوي وجسره الى طهران، لكن حزب الله لا يكترث لكل هذه الضغوط، ويراقب اسرائيل بامعان، ويؤكد وجود توازن الردع مع كيان العدو، وان هذا الردع هو الذي يمنع وقوع حرب اقليمية في الشرق الاوسط. اما متاعب حزب الله الداخلية، فيتم عرضها في الفصل الاخير، حيث تتساءل الدراسة عما اذا كان الحزب سيستطيع الاستمرار في مقاومة اسرائيل والعمل على تحرير مزارع شبعا، مع عرض لعقيدة الحزب القائمة على ان معركته مع اسرائيل هي مسألة حق او باطل، معركة مقدسات ووجود، وكلها مفردات تفوق السياسة.. ويتناول الفصل كذلك الانتقادات التي يتعرض لهاالحزب من انه سبب التوتر وعدم الاستقرار الذي لا يتفق وعملية اعادة التعمير وجذب الاستثمارات الاجنبية في لبنان، ويدعي البعض ان ذلك قد ادى الى تآكل شعبية الحزب، ويروج اخرون الى ان الحزب متورط في ملفات فساد ويقوم بزراعة الحشيش، لكن كل ذلك لم يشغل الحزب عن سياسته القتالية، وعن الاستراتيجية التي ينفذها ببطء مدروس تجاه تحرير مزارع شبعا بل وحتى تحرير فلسطين. ويتناول الفصل كذلك مدى استعداد كل من الحزب واسرائيل للمواجهة، وكيف ان الحزب يحسب حساباته بدقة ووفق تخطيط سليم، في الوقت الذي نجد فيه تصرفات شارون وكل خيارات تشير في اتجاه الحرب. وهكذا فان حربا اخرى متوقعة بين حزب الله واسرائيل، تبدؤها اسرائيل في محاولة لاسقاط توازن الردع القائم بهجوم على سوريا. وتخلص الدراسة للقول انه في كل الاحوال، فقد تحقق النصر في جنوب لبنان، لكن الحرب لم تنته بعد.. فمن اين تنطلق الشرارة القادمة؟ من الاراضي الفلسطينية المحتلة حيث يتساءل الكثيرون عن مدى امكانية تطبيق نموذج المقاومة اللبنانية هناك.. أم هل تنطلق الشرارة من مزارع شبعا اللبنانية المحتلة..؟! ومهما تكن الاجابة، فان المقاومة اللبنانية طرحت البديل لتحرير الارض بالروح، بالدم، وبالايمان.. وزرعت في نفوس الشعب العربي الشعور بالانفة والعزة والشموخ. وكان مركز زايد للتنسيق والمتابعة، قد نظم مطلع شهر سبتمبر الحالي مؤتمرا صحافيا للوك فالين المحامي البلجيكي الذي اقام دعوى ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، لمحاكمته كمجرم حرب امام القضاء البلجيكي نيابة عن ضحايا مذبحتي صبرا وشاتيلا،.. وذلك في اطار دعم الجهود الرامية لمحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين على الجرائم التي ارتكبوها بحق ابناء الشعب العربي والانسانية جمعاء. وقد اكد لوك فالين خلال المؤتمر ان بلجيكا ستقاوم كل الضغوط التي تمارس عليها في هذه القضية ولن تقبل بها، واوضح ان اقصى ما يمكن ان تصدره المحكمة البلجيكية ضد شارون هو السجن المؤبد.. كما عرض المركز فيلما قصيرا عن المذابح التي ارتكبها شارون في صبرا وشاتيلا، ومجموعة من الصور الفوتوغرافية عن ضحايا المجزرة بينت بشاعة وقسوة الجرائم الاسرائيلية المستمرة بحق الشعب العربي والانسانية جمعاء.
https://www.albayan.ae/across-the-uae/2001-09-16-1.1236834



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


جنوب لبنان : توازن الردع
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33325
المؤلفون
18459
الناشرون
1828
الأخبار
10187

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة