سنة النشر :
2001
عدد الصفحات :
94
تقييم الكتاب
تأتى قيمة هذه الدراسة انطلاقا من موضوعها الذى يتناول المسجد الاقصى أولى القبلتين ومسرى رسول الله خير البشر ومن طبيعة التناول القائمة على التقصى العلمى لحفريات تاريخ المدينة المقدسة، كما تأتى أيضا من طبيعة الوثائق الملحقة التى تبين بما لا يدع مجالا للشك زيف الدعاية الصهيونية بخصوص الهيكل المزعوم. وأوضح التقديم الذى خصصه مركز زايد للتنسيق والمتابعة لهذه الدراسة أن ما يسميه الصهاينة حائط المبكى لم يكن معروفا بهذا الاسم عند اليهود قبل بدء المشروع الصهيونى فى القرن العشرين وأن الحائط الغربى للمسجد الاقصى أقدم من هيكل سليمان المزعوم لان المسجد الاقصى تم بناؤه فى عهد النبى يعقوب بن اسحاق عليه السلام. واشارت الدراسة الى اقامة سلطات الانتداب البريطانى المشروع الصهيونى ورعايتها له حيث لم تجد أمام الوثائق التى قدمها العرب أثر أحداث «ثورة البراق» عام 1929 الا أن تصدر قرارا بحق العرب وحدهم بملكية الحائط الغربى وكانت الثورة المذكورة ردا على مظاهرة صهيونية هتفت بأن الحائط للصهاينة مما أثار حفيظة العرب فثاروا مخلفين مئات القتلى الامر الذى فرض على سلطات الانتداب أن تحقق فى ملكية الحائط وأن تجمع أدلة كل طرف فلم تجد لدى الصهاينة ما تبنى عليه لذلك جاء القرار لصالح الحقيقة وخابت امال الصهاينة فى الاقتراب من الارض المباركة حتى سنة 1967 حين وقعت القدس أسيرة فى أياديهم الاثيمة وعندها بدأوا مزاعم الهيكل مصرين على هدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل مكانه. وتعرضت الدراسة (لفضل القدس ومكانتها) فبينت بالايات والاحاديث والوقائع ما خص به الله تعالى مدينة القدس من فضل وبركة باعتبارها أول قبلة اتجه اليها المسلمون بالاضافة الى كونها مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم وكون مسجدها ثالث حرم تشهد اليه الرحال كل ذلك مع البركة التى جعلها الله حول المسجد الاقصى. وبينت الدراسة أن من فضل القدس ومكانتها كونها «أرض المحشر والمنشر» وكون المقيم فيها احتسابا مجاهدا فى سبيل الله وأن الدجال سيظهر فى الارض كلها ليفتن الناس باستثناء البيت الحرام وبيت المقدس بل أن هزيمة جيشه وقطع شأفته سيكون فى بيت المقدس كما تؤكد الاحاديث التى استشهدت بها الدراسة. وتحت عنوا « هيكل سليمان ... البحث عن السراب» تعرضت الدراسة لقضية الهيكل مبرزة تعدد معانى الهيكل فى اللغة وكيف تعرض هيكل سليمان عليه السلام للتدمير على يد القائد البابلى نبوخذ نصر أثناء غزوه لاورشليم «القدس» عام 586 ق.م وما لقيه اليهود من اضطهاد فى ظل العهد الرومانى حيث تم تدمير أورشليم تدميرا كاملا وبنيت مكانها مستعمرة رومانية سميت «ايليا كابيتولينا». وتحت عنوان «هل المسجد الاقصى بنى فوق هيكل سليمان» أبرزت الدراسة أن المسجد الاقصى بنى قبل ظهور سليمان عليه السلام بأكثر من الف سنة وقد بناه أحد الانبياء وصلى فيه الرسول بالانبياء وكان قبلة للمسلمين وهى كلها دلائل تبين زيف الادعاءات الصهيونية بأن يكون قد بنى على هيكل سليمان. كما أن الحفريات التى قامت بها سلطات الاحتلال منذ 1967 فشلت فى ابراز ما يشير الى مثل تلك الادعاءات كما تناولت الدراسة «حائط البراق» الذى يطلق عليه الصهاينة «حائط المبكى» مبينة أنه الحائط الذى يحد الحرم القدسى الشريف من جهة الغرب وأنه مقدس عند المسلمين لاعتقادهم أنه المكان الذى ربط عنده جبرائيل براق النبى صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء وهو المكان الذى وصل اليه عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما فتح المسلمون القدس سنة 636م. وتتعرض الدراسة بالتفصيل لمراحل النزاع على الحائط والوثائق التى تبرز زيف الادعاءات الصهيونية والمحاكمات التى تمت على مر التاريخ والتى أكدت فى مختلف المراحل أن الحائط المذكور ملك للعرب وجزء من الاقصى والتى كان اخرها المحاكمة الطويلة التى وقعت فى عهد الانتداب البريطانى عندما وافق مجلس عصبة الامم باقتراح من بريطانيا على تشكيل محكمة فى 15 مايو 1930 للبت فى قضية الحائط. وقد أكملت الدراسة بملحقات غنية تورخ للقدس بصورة عامة وللمسجد الاقصى وحائط البراق بصفة خاصة وتبين زيف المطالب الصهيونية فى الحائط كما تضمنت الهوامش والمصادر التى تعكس حرص الدراسة على التوثيق وحصافتها العلمية والاكاديمية اللتين أهلتاها الى جانب موضوعها المهم بأن تكون من منشورات مركز زايد للتنسيق والمتابعة تلك المنشورات التى تتوخى معالجة قضايا الامة الحاسمة بالروح العلمية الجادة.
https://www.albayan.ae/across-the-uae/2001-12-30-1.1240008
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك