استقطبت الدورة السابعة عشرة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، العام ،2007 حضوراً لم يسبق له مثيل، بواقع أكثر من 400 ألف زائر، ومشاركة 406 ناشرين اجتمعوا من 46 بلداً، وسجل المعرض في دورته للعام 2007 إيرادات تجاوزت 2.8 مليون دولار. و شهدت دورته السابعة عشرة الماضية حضوراً لافتاً لأكثر من 1000 شخصية من رواد الفكر والثقافة والإعلام من دولة الإمارات وخارجها من المهتمين بشؤون التراث والأدب، ونخبة من المتحدثين العرب والأجانب وخبراء صناعة الكتب، الذين قدّموا وشاركوا في تقديم ندوات متخصصة وفعاليات تهم الناشرين والمترجمين وجمهور معارض الكتاب. ومن الفعاليات المهمة التي صاحبت انعقاد المعرض في دورته الماضية “ملتقى اليونسكو الإقليمي الأول للمنطقة العربية حول اتفاقية صون التراث غير المادي للإنسانية”، والذي ترافق مع تنظيم مؤتمر روائع التراث الثقافي للبشرية بالتعاون مع منظمة اليونسكو أيضاً، وضمّ صورا لتسعين عملاً فنياً من 70 دولة، عكست مظاهر التراث الشفهي وغير المادي للإنسانية، وجميع الروائع التي فازت بجائزة الشيخ زايد للتراث العالمي. وبلغت المساحة الشاملة للمعرض في دورته السابقة 13464 مترا مربعاً، مستضيفاً الناشرين من 17 دولة عربية و29 دولة من باقي أنحاء العالم.ورغم أنّ القائمين على تنظيم معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثامنة عشرة لهذا العام اتجهوا إلى حصر مدة فتح المعرض للجمهور، واقتصارها على خمسة أيام، فإنّ جمعة القبيسي، مدير دار الكتب الوطنية مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، يرى أنّ معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثامنة عشرة، يقدّم نظرةً جديدةً إلى صناعة النشر وتنظيم معارض الكتب، إذ يتم على هامشه، تنظيم مؤتمر للترجمة يشارك فيه ناشرون من أمريكا وأوروبا والهند والصين وسنغافورة وغيرها، في العاشر من الشهر القادم، ويجمع عدداً كبيراً من الناشرين الأجانب، وقال جمعة القبيسي ان إدارة معرض أبوظبي الدولي الثامن عشر للكتاب قامت بوضع معايير قياسية للنشر، ما أدّى إلى استبعاد مائة وعشرين دار نشر تكرر موضوعاتها وعناوين كتبها، أو تسرق جهود الآخرين من مؤلفين وأصحاب حقوق، ولا تتوفّر فيها المعايير والمواصفات الدولية لجهة احترام حقوق المؤلف وصاحب العمل المترجم عن أصل أجنبي .
ويكشف جمعة القبيسي للمرة الأولى عن مشروعين يكمّلان تجربة انتقال المعرض من مجرد مناسبة لعرض الكتاب، إلى عملية تفاعل وتواصل ثقافي يومي طوال العام، الأول يتضمن إنشاء مكتبة عامة تكون بمتناول جميع الراغبين والمهتمين بالكتاب من باحثين وطلبة ومثقفين، تغنيها الإصدارات القديمة والجديدة التي يشارك بها في المعرض كل من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ومشروع “كلمة” للترجمة، وأكاديمية الشعر، بهدف الوصول إلى الناس والتعامل مع حاجاتهم المعرفية، وإنجاح التفاعل الثقافي بين هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وجمهور إمارة أبوظبي، من دون اقتصار هذه العلاقة على مدة إقامة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بحيث يوفّر مشروع المكتبة الكتاب للقراء بأحدث تقنيات التوزيع والنشر، من خلال فروع تضمن تأمين الكتاب في المدارس والمكتبات كافة.أما المشروع الثاني فهو يرتكز على أولوية الاهتمام بالحضور المحلي ضمن فعاليات الثقافة والإبداع، ومن ضمنها معرض كتاب أبوظبي، من خلال إقامة الأمسيات الشعرية المصاحبة لفعاليات المعرض، ومشاركة المبدعين المحليين ضمن مختلف أنشطة المعرض وعلى هامشه، ويقوم هذا المشروع على مبدأ تفعيل الحراك الثقافي المحلي من خلال الاهتمام بالإبداعات الجديدة والأسماء الشابة، وحتى بعض الأسماء التي لم تنل نصيباً وافراً من النشر والاهتمام، في مجالات الإبداع والكتابة في كل فروع الأدب من رواية ومسرح وقصة وشعر، ضمن منظومة وصيغة تهدفان إلى الابتعاد عن النمطية القائمة في تناول الإبداعات الكبيرة والمكرّسة بأسماء كتّابها اللامعة، بما يخدم الساحة الثقافية المحلية ويرفدها بالدم الجديد والتجارب الواعدة. ( الخليج الثقافي 10506 )
نشر في الخليج الثقافي 10506 بتاريخ 2008/2/23
أضف تعليقاً