دورة المؤتمر الأولى حققت نجاحاً نوعياً ومشاركون يجمعون على خصوصيتها - 33 جلسة وورشة مدت جسور التواصل في «دبي للترجمة»


أسدل الستار على فعاليات الدورة الأولى من «مؤتمر دبي للترجمة» الأول من نوعه في المنطقة، والذي أقيم تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب.وضم المؤتمر الذي نظمته «مؤسسة الإمارات للآداب» بالشراكة مع «المجلس التنفيذي» لإمارة دبي، أكثر من 33 جلسة وورشة عمل ولقاءات وحوارات لم تتوقف على مدار ثلاثة أيام، وذلك في مقر جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية في مدينة دبي الطبية. وتمثلت خصوصية المؤتمر في تواصله وتفاعله مع الجمهور غير المتخصص الذي طرح العديد من تساؤلاته حول واقع الترجمة في تفاصيل حياته اليومية بما فيها ترجمة غوغل الآلية، وآلية الترجمة للشاشة الكبيرة، ومهنة المترجم في مختلف التخصصات، والتي تلعب دوراً جوهرياً في مد جسور التواصل والمعرفة بين مختلف الثقافات والحضارات.ومن الجلسات النوعية التي جذبت جمهوراً واسعا،ً «شاشة كبيرة وحروف صغيرة» التي أقيمت في اليوم الثاني، لكشفها عن عالم يجهل بوجوده وآلية عمله غالبيتنا في العالم العربي. وشارك في حوار الجلسة خبراء في عالم السينما والترجمة وهم المخرجة الإماراتية وكاتبة السيناريو والشاعرة نجوم الغانم، التي حازت على العديد من الجوائز آخرها جائزة أفضل الأفلام الوثائقية الطويلة عن فيلمها (سماء قريبة) خلال الدورة الثالثة من مهرجان السينما الخليجي، ومحمد حامد الذي يمتلك أكثر من 27 سنة خبرة في عالم ترجمة الشاشة والذي أسس شركة روزيتا انترناشيونال للترجمة السمعية والبصرية والدوبلاج.وتمحورت الجلسة حول مهنة مترجم الأفلام وأهمية دوره في نقل مضمون ثقافة أخرى بصورة صحيحة. وعليه فإن تأهيل المترجم يتطلب ما لا يقل عن عام من التدريب العملي كي يتمكن من انجاز دوره بكفاءة. وتحدث الخبراء عن إشكالية الترجمة الحرفية التي تربك المشاهد، وأهمية دور الجامعات والمعاهد المعنية بتوفير الدورات المتخصصة بحد أدنى، إلى جانب ضرورة إلمام المترجم بثقافات البلدان المرتبطة بعمله. علماً أن تأهيل هذا النوع من المترجم يتم غالباً من خلال الشركات المعنية بترجمة الأفلام.وجذبت جلسة المساء «هل أحلم باللغة العربية؟» جمهوراً واسعا من عشاق الرواية والروائية المصرية أهداف سويف. وحاورتها الناشرة الإماراتية إيمان بن شيبة حول مدى تفاعل قرائها الأجانب مع رواياتها التي تكتبها بالانجليزية بهويتها وبيئتها العربية، مع استخدامها لبعض الكلمات والجمل العربية في مكانها المناسب. وطرحت أمثلة من روايتها «خارطة الحب» التي ترجمت إلى العربية، و«عين الشمس» التي قرأت مقتطفاً منها يعكس صعوبة الترجمة بين ثقافة وأخرى، مثل طلب أصدقاء آسيا الأجانب منها ترجمة إحدى أغاني الشيخ إمام، لتجد أن جملة واحدة من أغنيته تحتاج إلى شرح طويل لإظهار المفارقة وروح السخرية التي تعتمدها كلمات ثقافتها التي لا يمكن نقلها حرفياً.حرص الحضور في اليوم الثالث على متابعة جلسة «غوغل الآلية وغيرها!» التي تحدثت فيها كريستينا حايك من غوغل إلى جانب متخصصين بالترجمة هم د. غانم السامرائي ود. اليازية خليفة ومحمد حماد. وبعد استعراض كريستينا لآلية عمل فريق «غوغل» المعني بالترجمة والذي يضم 60 فرداً، تحدثت عن التطوير المستمر لهذا الجانب من خلال تخزين المفردات وتدقيق الجانب البشري في معالجتها. بينما تحدث المشاركون عن استحالة الاستغناء عن الجانب البشري، وفي الوقت نفسه الاستعانة بالتكنولوجيات وتطبيقات الترجمة الأخرى لمزيد من التدقيق من جهة، والسرعة في الحصول على المعلومة من جهة أخرى.كما شارك الجمهور في ورشة استثنائية بعنوان «أهمية لغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية» لهيئة تنمية المجتمع، والتي قدمها صلاح عودة أخصائي إشارة وفريقه. والشيق في هذه الورشة نجاح المشاركين في التقاط العديد من إشارات اللغة والتواصل من خلالها بسهولة نظراً لارتباطها بتوصيفات من الواقع ابتداء بالأحرف وصولاً إلى أسماء البلدان العربية والألوان وغيرها.أشاد جميع المتحدثين بحسن تنظيم المؤتمر وتنوعه وأجوائه المبهجة، التي كان لها أثر كبير في فتح قنوات التواصل والتفاعل بين المنظمين والمشاركين والجمهور. ومن التوصيات التي سيتم رفعها خطياً لمنظمي المؤتمر لاحقاً، والتي أجمع عليها معظمهم: تنظيم الجلسات بحيث لا تتداخل أوقاتها مع البقية كي يتمكنوا من حضور أكبر عدد منها، والحرص على المزيد من التنوع في التخصصات كي لا تكون جلسات الترجمة الأدبية نجمة المؤتمر.


نشر في البيان 13276 بتاريخ 2016/10/23


الرابط الإلكتروني : http://www.albayan.ae/five-senses/culture/2016-10-23-1.2740027

المزيد من الأخبار في ندوات ومؤتمرات ومهرجانات- البيان 13276

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33238
المؤلفون
18420
الناشرون
1828
الأخبار
10162

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة