استضافت قاعة «ملتقى الكتاب» في معرض الشارقة الدولي للكتاب الكاتب الإماراتي محمد الفهيم، في ندوة عن كتابه «من الفقر إلى الغنى: قصة أبوظبي»، وهو رواية حية لشاهد على التحول الجذري للمجتمع البدوي إلى بلد ناهض ومتطور، روى فيها بالسرد والصورة تاريخ إمارة أبوظبي منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي إلى اليوم، استناداً إلى سيرته الذاتية، وشهادته على مرحلة كانت تتسم بشح الموارد الاقتصادية وقلة الوسائل المعيشية، عاقداً مقارنة بين حقبتين زمنيتين تحولت فيهما الصحراء وبيوت الطين والخيم إلى أبراج شاهقة وحدائق، وشوارع معبدة.وتوقف الكاتب في سرده لحكاية الإمارة عند سيرة الحياة الإماراتية قديماً، بقوله: «كان أهالي أبوظبي مثل غيرهم من أهالي الإمارات يعيشون حياة قاسية، متقشفة، في بيوت مبنية من الطين، وسعف النخيل، ولا يعرفون الكهرباء، ولا يملكون من وسائل النقل سوى الخيل، والجمال، حيث كان الناس يرتحلون على ظهورها أياماً من إمارة إلى أخرى».وأضاف: «في تلك المرحلة من الزمن، قبل اكتشاف النفط، كان الإماراتيون على موعد مع متغيرات عديدة مهدت لنقل حياتهم، إذ شهدت إمارة أبوظبي، قدوم أول معلم من خارج الدولة إلى أرضها، كان المعلم أحمد الخطيب، الذي انتقل من جنين الفلسطينية بكل ما فيها من حضارة في تلك المرحلة، إلى بيئة صحراوية، فقيرة خالية من كل وسائل العيش الحضرية، فكان لحضوره أول أشكال التعليم والتغير في المنطقة عند خمسة وستين طفلاً مثلوا جيل الخمسينيات في تلك المرحلة».وأكد «أن الحدث الأهم الذي وضع الإمارات على سكة التغير هو تولي المغفور له بإذن الله الشيخ زايد الحكم في إمارة أبوظبي، حيث أدخل المنطقة إلى عصر جديد بتوحيد الإمارات وجمع الجهود للبناء والنهوض، ونقل مجتمعها من أناس ينتمون إلى ثقافة القرن السادس عشر، إلى أناس ينتمون إلى القرن العشرين، فهبطت أول طائرة على أرض أبوظبي، ولم تهبط في مطار، وإنما في الصحراء، وشاهد الناس السيارات في أول ظهورها أمامهم».وتحدث عن الصدفة التي جمعته بالمعلم الأول الذي تعلم على يده في تلك السنوات، «إذ أرسل مؤلفه إلى أحد المشاريع الثقافية لطباعته، فخضع العمل للجنة تمنح الموافقة على المؤلف أو ترفضه، وفي أحد الأيام جاءه اتصال، كان المتحدث يشير عليه بصفحات محددة من الكتاب، اكتشف أنها تلك التي يتحدث فيها عن المعلم أحمد الخطيب، وأخبره المتحدث أنه أستاذه أحمد الخطيب، وأنه هو الذي يمنح الموافقة على طباعة الكتب، فعادت العلاقة واللقاءات بعد أن انقطعت لأكثر من أربعين عاماً».
نشر في الإتحاد 15098 بتاريخ 2016/11/07
أضف تعليقاً