نشرت مجلة «بابلشر ويكلي» الأسبوعية الأمريكية تقريراً حول إنجازات إمارة الشارقة في مجال الطباعة والنشر ومعارض الكتب، حيث أصبحت خلال زمن قياسي نجماً يتلألأ في عالم الكتاب على مستوى العالم.وجاء في التقرير أنه قبل عشر سنوات، كان عدد قليل من دور النشر يهتم لوجود الشارقة على خريطة معارض الكتاب العالمية. أما اليوم فقد أصبحت هذه الإمارة التي تشكل إحدى إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة السبع، ملاذاً لدور النشر العالمية الباحثة عن الازدهار ولواحد من أعرق معارض الكتاب العالمية.سوف توفر مدينة الشارقة للنشر التي تقام على مساحة 200 ألف قدم مربعة، وتفتتح في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، الدعم اللوجستي والإداري لقطاع طباعة ونشر وتوزيع الكتب على مستوى منطقة الشرق الأوسط. وقد تم تأجير كامل المساحات في المدينة حسب رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد العامري.ومن جهة أخرى فقد كان للشيخة بدور القاسمي حضور قوي ومنتظم في معارض الكتاب على مستوى العالم، خلال العقد المنصرم كممثل عن دار النشر «كلمات» المتخصصة في نشر كتب الأطفال باللغة العربية منذ عام 2007.ونقلت المجلة عن الشيخة بدور قولها: «جاءت فكرة إنشاء دار نشر من ابنتي التي بدأت أقرأ لها وهي لم تبلغ سن السنة. وأدركت بسرعة أن المكتبات في الإمارات والمنطقة لا توفر كتباً باللغة العربية، تناسب خيال أطفال القرن الحادي والعشرين. وهذا ما قادني لتأسيس الدار. وكان كل أملي أن تكون مؤسسة رائدة في مجال كتب الأطفال، بطريقة تلقى قبولاً لدى الأطفال العرب وتحثهم على زيارة المكتبات ودور النشر وبالتالي تزيد شغفهم بالقراءة».
وقد نشرت «كلمات» 175 كتاباً، منها كتاب حاصل على جائزة «بولونيا» بعنوان «لسانك حصانك» لمؤلفته فاطمة شرف الدين، وهو أول كتاب باللغة العربية يفوز بهذه الجائزة.
وقد سارت رياح الزمن في صالح «كلمات»، حيث شهدت مرحلة تأسيسها زيادة في الوعي حول أهمية توفير كتب باللغة العربية من مختلف الميادين العلمية والثقافية والترفيهية، تحظى بقبول القراء على مستوى المنطقة. ومنذ ذلك الوقت شهدت الدار توسعاً كبيراً، حيث أنشأت فروعا جديدة لها شملت «حروف» التي تعنى بإنتاج الوسائل التعليمية الرقمية باللغة العربية، و«روايات» التي تعنى بالإصدارات الخاصة بالناشئين، و«مكتبة» وهي منشأة ثقافية تجمع بين المكتبة والمقهى في الشارقة. وفي الآونة الأخيرة نشطت «كلمات» في مجال نشر الكتب العربية خارج الوطن العربي في ظل الإقبال المتزايد على الأدب العربي، حيث باعت حقوق نشر لدور في بريطانيا شملت «بلومزبيري» و«أوريون» و«كوارتو» ودار«جاليمارد» في فرنسا.وتعتبر الشيخة بدور القاسمي التطوير التخصصي أولوية قصوى ولذلك بذلت قصارى جهدها لتطوير اتحاد الناشرين الإماراتيين وحصوله على اعتراف اتحاد الناشرين العالمي الذي تم انتخابها مؤخراً لعضوية لجنته التنفيذية. وتمكنت بحكم دورها فيه من دعم اتحاد الناشرين السعوديين وحصوله على عضوية بكامل حقوق التصويت في الاتحاد العالمي عام 2015. وهي أيضا عضو في لجنة حرية النشر ذات النفوذ الواسع في اتحاد الناشرين العالمي. وتقول الشيخة بدور وهي تتذكر تجربتها على مدى السنوات العشر الماضية: «انطلاقاً من اعتزازي بعروبتي أحرص دائما على أن يكون هناك صوت عربي مسموع في عالم كتاب الأطفال يتحدث باسم الثقافة العربية والحضارة العربية بطريقة معاصرة. وما الكتب التي تنشرها «كلمات» سوى برهان على ذلك».ولفتت الشيخة بدور إلى أن العالم العربي تغير بسرعة على مدى العقود القليلة الماضية، ولا شك أن الكتب تتيح وسيلة فعالة في التبادل الثقافي والحوار والفهم المشترك. وقالت: «مرة أخرى نقف على مشارف الأمل بعد إنشاء «كلمات» من الصفر، ويمكنني القول بثقة أن الكتب تلعب دوراً قوياً وغير محدود في بناء الأمل وهي مصدر للإلهام والابتكارات، وهي كل ما يحتاج إليه الطفل لكي يغير نظرته للحياة».
نشر في الخليج 13941 بتاريخ 2017/07/20
أضف تعليقاً