مقال نشر في صحيفة «لوموند» الفرنسية - الحاكم الشغوف بالتاريخ .. مفاجأته أبكت الكرادلة


أكد بنجامين بارت رئيس قسم الشرق الأوسط في صحيفة «لوموند» الفرنسية أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يحمل شهادتي دكتوراه في التاريخ، استطاع أن يعكس حبه للثقافة على بلاده.وقال في مقالة له بصحيفة «لوموند» إن صاحب السمو حاكم الشارقة يتميز بكونه مؤلف مذكرات تاريخية شهير، ففي رصيده الأدبي أكثر من ثلاثين كتاباً، تستمد وقائعها من أرشيف أسرته الغني والسلالات الأخرى في المنطقة.وأضاف أن سموه ملأ قصره بالممرات والمصاعد السرية، المخصصة لاستخدامه الشخصي، للحصول على جو من الهدوء الذي يحتاجه للكتابة.وأشار إلى أن سموه شخص مبدع بحقّ، ناصري الهوى، يدفعه عشق الثقافة، وقد تعلّق بشغف بأبرز القضايا السائدة في عصره.
وفيما يلي نص المقال:في دولة الإمارات العربية المتحدة يحمل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شهادتي دكتوراه في التاريخ، واستطاع، أن يعكس حبه للثقافة على بلاده، وحاز سموه درجتي امتياز في عامي 1985 و 1999 عن أطروحتين من تأليفه، تتناولان الصراع على السلطة في منطقة الخليج ما بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر.ويتميز صاحب السمو حاكم الشارقة بكونه مؤلف مذكرات تاريخية شهير، ففي رصيده الأدبي أكثر من ثلاثين كتاباً، تستمد وقائعها من أرشيف أسرته الغني والسلالات الأخرى في المنطقة.ويميل صاحب السمو حاكم الشارقة إلى الانفراد في مكتبته الخاصة لممارسة هوايته المفضلة «الكتابة» ولا تقتصر كتاباته على المؤلفات التاريخية فقط، بل أيضاً على الشعر والمسرح، وهما أيضاً من هواياته الأخرى المفضلة.وفي فيلم وثائقي عُرض على شبكة «آر تي»، بعنوان «الإمارات، سراب السلطة»، الذي تمّ بثه في عام 2016، يروي صاحب السمو حاكم الشارقة كيف ملأ قصره بالممرات والمصاعد السرية، المخصصة لاستخدامه الشخصي، للحصول على جو من الهدوء الذي يحتاجه للكتابة.ويقول أحد الدبلوماسيين الأجانب متحدثاً عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: «إن صاحب السمو شخص مبدع بحقّ، ناصري الهوى، يدفعه عشق الثقافة، وقد تعلّق بشغف بأبرز القضايا السائدة في عصره».وعرف عن صاحب السمو حاكم الشارقة، ميل سموه للفنون والتراث، ففي يناير/‏كانون الثاني من عام 1970، عندما كان لايزال طالباً في القاهرة، علم سموه أن شقيقه خالد الذي كان حاكماً في تلك الفترة، قد باشر بهدم مبنى الحصن الحجري القديم في وسط المدينة، وكان بمثابة مسكن للأسرة الحاكمة في القرن التاسع عشر، ومع أن صاحب السمو استقلّ الطائرة عائداً إلى البلاد على الفور، فقد وصل متأخراً لإنقاذ الجزء الأكبر من المبنى، لكنه تمكن من استرجاع بعض القطع الزخرفية، والأبواب والنوافذ الخشبية، وأجرى مسحاً للأساسات، وبعد استلامه سدة الحكم، أعاد بناء الحصن، وافتتحه في عام 2015، ليكون متحفاً مثيراً للاهتمام مخصصاً لتاريخ عائلة القاسمي الملحمي.
«تأثروا إلى حدّ ذرف الدموع»ترك الشيخ الدكتور بصماته الواضحة في كل مكان، سواء في المتاحف التي ساهم أحياناً بكتابة لوحاتها التوضيحية، أو في الجامعات التي لايزال يعلّم فيها. وبقي صدى ما فعله منذ بضعة أشهر يتردد بقوة في المقهى الواقع تحت القبة الزرقاء لمتحف الحضارة الإسلامية، عندما استقبل وفداً من الكرادلة المتخصصين في الحوار بين الأديان.كان الأساقفة المحبطون، قد أخبروا مضيفهم أنهم يبحثون عن عدد من الرسائل التي لاتزال مفقودة ضمن مجموعة من الوثائق القديمة تشهد على العلاقات القديمة الراسخة بين الفاتيكان والعالم الإسلامي.ويروي أحد الأشخاص الذي كان شاهداً على ما حصل، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته: «أرسل صاحب السمو ابنه إلى مكتبه. عاد الشاب بعد قليل يحمل إحدى الرسائل المعنية. في تلك اللحظة، نسي الكرادلة نظام المراسم الخاصة بالاجتماع، وتدافعوا حول الوثيقة الثمينة. لم يتمكنوا من تصديق أعينهم، التي اغرورقت بالدموع لشدة التأثر».تجدر الإشارة إلى أن كريمات صاحب السمو حاكم الشارقة يتمتّعن أيضاً بوجود مؤثر: سمو الشيخة حور، وهي فنانة تشكيلية ورئيسة ومؤسسة «مؤسسة الشارقة للفنون» والقيّمة في هذه الصفة على «الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة - معارض بينالي الشارقة».سمو الشيخة بدور، وهي المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة «كلمات»، أول دار نشر متخصّصة بإصدار القصص للأطفال في منطقة الشرق الأوسط. كما تترأس الذراع العقارية للإمارة، المسؤولة عن إعادة تأهيل وسط المدينة القديم. ونحن ندين لها بأعمال تطوير «مشروع جزيرة النور»، وهي جزيرة تقع على البحيرة التي بنيت حولها المدينة، وقد تمّ تحويلها إلى حديقة للنباتات والفراشات. وتشكّل الجزيرة واحة للهدوء والمساحات الخضراء، ويقع في وسطها كشك مملوء بالوسائد الكبيرة، تجعل منه المكان المثالي للقراءة أو التأمل. ففي إمارة الشارقة، تعتبر الثقافة مسألة عائلية.


نشر في الخليج 13973 بتاريخ 2017/08/21


الرابط الإلكتروني : http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/baa424ec-ed45-40d4-9f42-f9f11dc53369

المزيد من الأخبار في من كل زاوية خبر- الخليج 13973

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33306
المؤلفون
18451
الناشرون
1828
الأخبار
10183

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة