تأتي مشاركة الإمارات في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والأربعين لتؤكد عمق الروابط السياسية والثقافية التي تربط بين البلدين الشقيقين.تشارك الإمارات بعدة أجنحة من خلال مجموعة من مؤسساتها الثقافية المتميزة مثل هيئة الشارقة للكتاب، والأرشيف الوطني، ومركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف، واتحاد كتاب الإمارات.وتتميز هذه المشاركة بالتنوع، ما جعلها تلاقي إقبالاً كبيراً من زوار المعرض العرب والأجانب، خاصة أن المادة المعروضة تتوزع ما بين الكتاب المطبوع والأفلام، والوثائق التاريخية، والصور القديمة، عن تاريخ الإمارات، ومؤسسها الراحل الكبير المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.يقول فاضل حسين بوصيم، المشرف على جناح الشارقة: نشارك سنوياً في المعرض، وتواجدنا فيه ضروري، نحاول التعاون مع دور النشر المصرية والعربية، والالتقاء مع الناشرين الجدد في هذا المجال لنقف على أحدث إصداراتهم، والاتفاق على المشاركة في معرض الشارقة للكتاب، وهذا التعاون مثمر دائماً.فمصر هي الداعم لإنجاح جميع المعارض العربية، ففيها أكثر من ألف ناشر للكتاب، وتواجدنا هنا ينقل تجربة الإمارات الثقافية إلى مصر والعالم العربي، كذلك من خلال المشاركة في الندوات والأمسيات الشعرية، ما يعزز الترابط الثقافي والمعرفي بين الإمارات ومصر.ويضيف فاضل قائلاً: التعاون الثقافي بين مصر ومؤسسات الشارقة تعاون قديم يقوده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي قدم دعماً للكثير من المشروعات الثقافية في مصر. وفي معرض الشارقة استضفنا عدداً كبيراً من الأدباء والفنانين المصريين، هناك مساهمات عديدة وقوية في الثقافة، من الجانبين المصري والإماراتي، وهذا يصب في مصلحة الثقافة العربية.ويضم جناح الشارقة الإصدارات المتنوعة التي تنشرها دور النشر المختلفة في إمارة الشارقة وغيرها من الإمارات، ومنها مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة مثل «حديث الذاكرة، و«إني أدين» و«سيرة مدينة» وكتاب «حكايات من صحراء الشارقة» ومجموعة من كتب الأطفال.كما يضم الجناح مجموعة من الإصدارات الأدبية والثقافية منها كتاب «القصة القصيرة جداً» وكتاب «موسوعة الأعشاب العطرية»، بالإضافة إلى إصدارات شعرية وقصصية لأدباء إماراتيين وعرب.ويؤكد فرحان المرزوقي، مدير إدارة التواصل المؤسسي والمجتمعي بالأرشيف الوطني أن هذه هي المشاركة الأولى للأرشيف في المعرض، وتأتي هذه المشاركة تزامناً مع الاحتفال بمئوية القائد المؤسس، الذي قام أيضاً بتأسيس الأرشيف الوطني عام 1998، والذي يعرض لأهم إنجازات المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيح زايد بن سلطان آل نهيان في المجالات العربية والدولية، ولكثير من مواقفه السياسية والخيرية والوحدوية.
ويعرض الجناح لكثير من الكتب المطبوعة عن حياته ومواقفه المتعددة تجاه دولته والأمة العربية، ومنها كتاب «زايد من التحدي إلى الاتحاد» و«إمارات الساحل المتصالح» وغيرهما.
ومن أهم الكتب المعروضة كتاب «الذهب الأسود»، عن تاريخ البترول في المنطقة.
ويضيف المرزوقي قائلاً: الأرشيف تبنى طباعة الكتب المتخصصة والإصدارات الموثقة عن المنطقة، ما يشجع على الكتابة التاريخية لدى الباحثين، وهناك كتاب «الإماراتيون.. كل أيامنا الخوالي». للأرشيف دوره في حفظ تاريخ الإمارات من خلال الوثائق والصور والمقابلات والأفلام وكذلك سجلات المؤسسات الحكومية، فهو معني بالتصنيف والفهرسة.
نحن مسؤولون عن الحفاظ عن جميع الوثائق، ونعتمد على الطرق العالمية في حفظ الوثائق.
ويضيف المرزوقي قائلاً: المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد حكيم وحدوي ونموذج سياسي فريد يحتذى خاصة في الفترة العصيبة التي نعيشها الآن، نحن نعرض تاريخه خلال الوثائق التاريخية والصور والأفلام التي تبين علاقاته الدولية والعربية، خاصة العلاقات مع مصر، وهناك بعض الوثائق التي تدلنا على زيارات سموه لمصر، وهناك بعض المراسيم خاصة بقراره بقطع النفط عن الدول المعادية للعرب بعد نكسة 1967.
ويتابع قائلاً: «نريد أن نعرف الجيل الحالي بدور الشيخ زايد في كل المجالات ونعزز الفكرة ببعض الإصدارات، ومن هنا تأتي مشاركتنا في المعرض علمية ثقافية واجتماعية. نحن كأرشيف وطني دائماً نوفر المعلومة الموثقة لأهل القرار، وكذلك الصحف، ترجع للأرشيف الذي يتضمن مكتبة عن الإمارات مفتوحة للجمهور مملوءة بالكتب التي تتناول تاريخ المنطقة، والكتب التي ألفها الرحالة والمؤرخون الأوروبيون، تشتمل على 90 ألف عنوان، مما يفيد الباحث، وهناك موقع إلكتروني، وقد حولنا بعض الإصدارات إلى الطريقة الإلكترونية».وقد أصدرنا بعض الوثائق إلى كتيبات تعليمية للأطفال ليتعرفوا إلى تاريخهم، وهنا محاولة للوصول إلى كل الشرائح المجتمعية، ضفرنا الوثائق بالصور، وقد لاقت التجربة نجاحاً كبيراً. وهناك ورش عمل للأطفال استفاد منها أكثر من 600 ألف مستفيد، نقدم كذلك ورشاً قرائية، وعندنا كتب بطريقة برايل للمكفوفين.وتقول سمر سمور، مديرة التسويق والمبيعات بمركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف: جئنا للمشاركة في المعرض في دورته الحالية، لسمعته الدولية الرفيعة والمتميزة، وأيضاً لتعريف العالم بهذا المركز المتخصص في طباعة المصحف الشريف، والذي يعد إضافة متميزة مع مركز الملك فهد في السعودية، الذي تربطنا به اتفاقيات وبروتوكولات عمل مشتركة.وتضيف سمر قائلة: المركز يهدف إلى طباعة المصحف الشريف ونشره في العالم الإسلامي، وتكمن رؤية المركز في أن تصل نسخة عن كتاب الله عز وجل لكل مسلم في العالم.ويعتبر المركز الأول من نوعه على مستوى العالم، ويقدم خدمات طباعة كتاب الله عز وجل وتوزيعه إلى جميع البلدان الإسلامية في الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا، ويتميز بأحدث التقنيات والمعدات والأنظمة لطباعة المصحف الشريف، وبطاقة إنتاجية تصل إلى ستة ملايين مصحف، وحالياً هناك محاولات للتطوير لتصل إلى طباعة 15 مليون مصحف سنوياً بحسب أعلى معايير الجودة العالمية.وتعمل لجنة من خبراء وعلماء القرآن الكريم من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف تحت مظلة المركز للحفاظ على المصحف الشريف من الطباعة العشوائية، إضافة إلى مسؤوليتها عن التدقيق التام، مع مراعاة ارتفاع دقة الإنتاج.وقد أبرم المركز العديد من الشراكات الاستراتيجية مع العديد من الدول الإسلامية والهيئات المعنية بالقرآن الكريم والسنة النبوية، ويقوم المركز بطباعة المصحف الشريف مع ترجمة معانيه إلى لغات عديدة، ما يسهم في نشر القرآن الكريم على جميع المسلمين في كل الدول الإسلامية.
نشر في الخليج 14135 بتاريخ 2018/01/30
أضف تعليقاً