خلال ندوة في معرض القاهرة للكتاب - حبيب الصايغ : الوصول إلى اليونيسكو في خطة الإمارات


قال الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب: إن الوصول إلى منظمة اليونيسكو في خطة الإمارات المستقبلية، حيث تدعم الإمارات كافة مشروعات المنظمة الدولية التي تهدف إلى التعايش والسلام بين البشر، و تابع قائلاً: نحن ندعم أودري أزولاي الأمين العام للمنظمة ونتعاون معها، فسياسة الإمارات تتناغم بوضوح مع أهداف وتوجهات المنظمة الدولية العريقة، وأشار الصايغ إلى أنه يجد نفسه مؤهلاً لمنصب الأمين للمنظمة في المستقبل، نظراً لخبرته الطويلة في مجال العمل العام، وما تحتله الإمارات الآن من مكانة مرموقة في مختلف المحافل الثقافية الدولية، وتوقع الصايغ دعم البلدان العربية له في الانتخابات المقبلة للمنظمة، وعبر عن ثقته بقدرة العرب على الفوز بهذا المنصب الرفيع عبر الإمارات، جاء ذلك خلال إحدى ندوات «اللقاء الفكري» بقاعة عبد الرحمن الشرقاوي في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والأربعين.تابع الصايغ في 2017، كنت مرشح الإمارات للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، وكانت مدة الترشح ثلاثة أشهر، ونظراً لكثرة المرشحين العرب، استقر الأمر على دعم المرشح الكويتي. وعن تأثير المال السياسي ودور قطر الخطير في الدورة الأخيرة من انتخابات منظمة اليونيسكو قال الصايغ: كتب د. حمد الكواري مرشح قطر أن سبب سقوطه هو الإمارات، لكن الإمارات دعمت المرشحة المصرية د. مشيرة خطاب، وبالفعل نجونا من خطر داهم من وجود قطر في اليونيسكو، والآن الإمارات مؤهلة تماماً لكرسي اليونيسكو.وأشار الصايغ إلى أن بعض البلدان تسيء إلى نفسها وإلى فكرة القوة الناعمة نفسها، والمثال قطر، فالإعلام الذي تموله أصبح مكشوفاً، وتحول إلى إدارة لإثارة خطاب الكراهية والبغضاء، ولفت الصايغ إلى أن السيادة في كل الدول أحد تجليات القوة الناعمة لمعنى من المعاني، وعندما يصرح وفد قطر في اجتماعات اللجنة المشتركة القطرية الأمريكية في واشنطن بأن الرئيس الأمريكي ترامب يستطيع حل الأزمة القطرية بمكالمة هاتفية، فهذا يدل على أن حتى السيادة في قطر تحولت إلى موضوع انتقائي، تتحجج به لتبرير ممارساتها، التي تزعج أشقاءها وجيرانها وتقبل اختراقه من قبل غيرهم في أمريكا والغرب.وعن توظيف الإمكانات الإماراتية لتشجيع الإبداع عبر مستويات متعددة قال الصايغ: هناك عدة مشاريع عملاقة منها مشروع الشارقة الثقافي، الذي يقوم عليه رجل عظيم هو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهناك أنشطة متنوعة مثل معارض الكتب في أبوظبي والشارقة، إلى جانب جوائز متعددة، على رأسها جائزة الشيخ زايد للكتاب وجائزة العويس، فضلاً عن مئات الأنشطة والفعاليات اليومية .وتحدث الصايغ حديثه عن رؤيته للشعر ودوره في حياته، مؤكداً أنه أمدّه بطاقة روحية هائلة، بما فيه من تحليق في الخيال والواقع أيضاً، وهذا ما عبر عنه قائلاً: «أحلام الشاعر تكبر معه، وأنا مشغول بالشعر دائماً والقضايا الإنسانية موجودة في شعري، لكنني أختلف في كون الشاعر له رسالة، فالشعر والإبداع بشكل عام لابد أن يثيرا البهجة، ويصنعا حالة من الفرح والنشوة في الحياة».وبالنسبة للأجيال الجديدة من المبدعين قال الصايغ: إن جيل الشباب من المبدعين في الإمارات وفي الدول العربية من أفضل الأجيال التي قدمت إضافة للثقافة العربية، لأنهم يستخدمون التقنيات الجديدة في الكتابة، لدينا جيل مميز في الكتابة الأدبية في الإمارات، ولا نمارس على أبنائنا دور الأستاذ والمعلم، بل نحن كأجيال سابقة نتعلم منهم، هناك صيغ روائية جديدة، وهناك شعراء قصيدة النثر، أنا مثلاً، أكتب قصيدة النثر على استحياء، ونحن نتعامل مع الشباب بشكل لافت، فحين بدأنا نحن في الإمارات لم تكن هناك جامعة واحدة، وهناك الآن عشرات الجامعات.وعن وضعية الكتابة الصحافية والدوريات الثقافية في العالم العربي، أكد الصايغ أن هذه الدوريات لا بد أن تغير جلدها، فالتطور هو سمة البشر، والمفروض أن تتنوع الصحافة، موضحاً أن هناك دوريات متنوعة في الإمارات تشتغل على القضايا الثقافية.وفي ما يتعلق بالكتابة الإلكترونية وتأثيرها على الأدب المكتوب، أكد الصايغ أن الأزمة أزمة قراءة وليست مسألة نشر، كما أن محتوى الإعلام الإلكتروني معظمه لا يرقى إلى المستوى الحقيقي للإبداع، حيث يمتلئ بلغة فجة - للأسف - وهناك بعض المغردين الذين ينتمون إلى التيارات الظلامية، بينما الكتابات الجادة لا تحظى بالأهمية.وعن مواجهة الأفكار الظلامية قال: إن المثقفين العرب اليوم حينما يختلفون، يكفّر بعضهم البعض، ومن هنا يبدأ التطرف، لا بد من احترام الرأي والرأي الآخر، مشيراً إلى أن كثيراً من المثقفين يختلفون سياسياً، رغم أن نقاط الاتفاق بينهم كثيرة، وهناك ملاحظات كثيرة على ثورات الربيع العربي، فالثمن الباهظ الذي قدم، أكبر كثيراً من المكاسب، ربما انكسر حاجز الخوف عند المواطن العربي، لكن المطالب الرئيسية لم تتحقق.وحول دور المثقف في اللحظة الراهنة قال الصايغ، إن الشاعر والمثقف هو ضمير أمته، ولا بد أن يكون للمثقف موقف سياسي، فالثقافة ليست بعيدة عن السياسة، وأضاف: نحن اليوم مقبلون على مفرق طرق، هناك بعض المثقفين الذين أظهرت الأزمات مواقفهم الحقيقية مثل عزمي بشارة والذي إذا بحثنا عن اسمه في الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي سنجده في خانة واحدة مع جمال ريان وتوكل كرمان، لقد حدث نوع من الفرز، فبشارة مؤيد للإخوان بشكل كبير، وعلى المثقف العربي أن يقول رأيه بصراحة.وبالنسبة لأدوار اتحاد الكتاب العرب في اللحظة الراهنة قال الصايغ: عندما توليت هذا الاتحاد عام 2015 قال لي محمد سلماوي: إنني أتولى المسؤولية في لحظات عربية حرجة، أعرف أن المرحلة التي نعيشها حرجة جدا، لكنني مؤمن بأن اتحاد الكتاب العرب الآن أصبح له دور في الثقافة العربية.الاتحاد منظمة أهلية غير حكومية، مواردها محدودة لكن طموحها كبير، هناك مشروع الترجمة، ومنتدى الأدب، ومجلة الكاتب العربي، ومشروع توثيق الكتاب والأدباء العرب، نسخته الأولى ستطرح في معرض أبو ظبي للكتاب المقبل.وعن تأثير العمل على الإبداع، أوضح الصايغ: لم تعطلني المناصب التي توليتها عن إبداعي، على العكس أفضل مهنة للمبدع هي الصحافة، فقد استفدت من عملي في الصحافة، لديّ 15 مجموعة شعرية أنجزتها في خمسين عاماً.وقرأ الصايغ خلال الندوة مجموعة من قصائده أهدى أولها إلى «مصر».


نشر في الخليج 14143 بتاريخ 2018/02/07


الرابط الإلكتروني : http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/485cbc06-286c-41e9-8f53-9f788b4a38ed

المزيد من الأخبار في الأنشطة والفعاليات- الخليج 14143

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33325
المؤلفون
18459
الناشرون
1828
الأخبار
10188

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة