الفن الإسلامي بين اللغة والصورة في «المقهى الثقافي» في معرض الشارقة الدولي للكتاب


شهد المقهى الثقافي ندوة فكرية بعنوان «الفن الإسلامي بين اللغة والصورة»، تحدث فيها الدكتور شربل داغر، وقدمها الدكتور عمر عبد العزيز.
استعرض داغر خلال الندوة كتابه «الفن الإسلامي بين اللغة والصورة»، والذي ضمنه عدداً من المواضيع المتعلقة بالفنون الإسلامية ورسوخها الحضاري والتاريخي، فيما يتعلق بالصورة والخط العربي، وتشكيل اللغة للمشاهد الصورية، أو ما يعرف بالحكاية والأعمال المصورة، خاصة عند يحيي الواسطي الذي قام برسم العديد من المقامات المصورة في القرن الثالث عشر.وتناول داغر أعمال الواسطي، باعتبارها ذات مضامين فنية كبيرة، خاصة على مستوى الصورة، حيث إن تصوير المشهد الطبيعي والإنساني عنده، يشبه إلى حد كبير اللوحات المعاصرة، وأوضح داغر أن مفهوم الصورة إشكالي، وعلينا أن نميّز بينه وطرق أخرى في الصورة وبنائها، فهنالك حضارات تعاملت مع الصورة تعاملاً مختلفاً وليس واحداً.وتحدث داغر عن العلاقة بين خيال الظل والصورة في المخطوطات الإسلامية، حيث إن فن «خيال الظل» ليس منتجاً فنياً إسلامياً، وهو لم يدرس من الناحية الفنية، مستدعياً شمس الدين محمد بن دانيال «1249م - 1311م»، وهو فنان ورسام وشاعر عاش في العصر المملوكي، وبرع في تأليف تمثيليات خيال الظل، وقام ابن دانيال بنشر هذا الفن في مصر. كما تناول داغر العلاقة بين الواسطي وابن دانيال، حيث إن هذه العلاقة لم تدرس أبداً، في سياق تناول الفن الإسلامي القديم وتأثيراته الحاضرة، فهذه المسألة تحمل نقطة التقاء الصورة والحكاية الشعبية والأدبية، فهنالك علاقة كبيرة بين صناعة الدمى المتحركة، وبين صناعة الصور في المخطوطات، ليخلص داغر إلى وجود معالم علاقة تاريخية، وفنية، بين المخطوط المصور وخيال الظل.وأشار داغر إلى أن الشخصيات في صور الواسطي لها شكل وهيئة معينة، تماماً كما في الرسوم الحديثة للأطفال، فهنالك دائماً شخص بذات اللباس والشكل، وهو شخصية «الراوي»، وهذا ينم عن خيارات وقرارات على نحو ما فعل الواسطي عندما قام برسم مقامات الحريري، وهذا ما يعرف بالخيارات التصويرية.وتحدث داغر عن ما عرف ب«الترجيع» في الفن الإسلامي، وهو شكل من أشكال التناص بين اللغة وبقية الفنون الأخرى، فالصورة لغة، وقد أجلى المتصوفة هذه المسألة بشكل كافٍ كما فعل ابن عربي، وكذلك الحلاج الذي وصل باللغة والتصوير اللغوي إلى حد التجريد، فالثقافة الصورية العربية، تقاطع النصوص التعبيرية. واستعرض داغر فرضية انطلاق الفن الإسلامي من اللغة، وأكد أن الحديث عن الأساس اللغوي للفن الإسلامي ليس بالضرورة أن يشمل كل منتجات هذا الفن، فأهم هذه الفنون هو «الخط العربي»، وفي المخطوطات القديمة المصورة، نجد صوراً مرتبطة بكتابة وبلغة وبنصوص، والزخارف في العمارة الإسلامية مبنية وفق منطق مبنى السطر واللغة.ولفت داغر إلى أنه في التاريخ الإسلامي، عرف الناس علاقات مختلفة مع الصورة، أو ما يحيط بها، والخط العربي ليس بديلاً للصورة، لكنه إنتاج محلي خاص، لم يأخذه العرب من أحد، وقد أبدعوا وتفننوا فيه.


نشر في الخليج 14416 بتاريخ 2018/11/07


الرابط الإلكتروني : http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/6353bc49-9153-4647-8364-f31d11433648

المزيد من الأخبار في الأنشطة والفعاليات- الخليج 14416

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33306
المؤلفون
18451
الناشرون
1828
الأخبار
10183

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة