رحلة في تاريخ التعليم التقليدي بعجمان


في إطار احتفائه بشهر القراءة، الذي يصادف شهر مارس من كل عام، نظّم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في مكتبة اتحاد الإمارات بالمركز، فعالية «كتاب في ساعة»، وهي جلسة حوارية مع الباحث والكاتب علي محمد المطروشي، تحدث خلالها عن كتابه الموسوم بـ«تاريخ التعليم التقليدي في مدينة عجمان منذ مطلع القرن الـ20 وحتى أواسط عقد السبعينات منه». واستهل الباحث علي محمد المطروشي حديثه عن كتابه المذكور، حول التعليم التقليدي الذي كان بمثابة النمط التعليمي آنذاك، حيث يقوم التعليم الابتدائي العام على تعلّم القرآن الكريم في «الكتاتيب الدنيا البسيطة»، التي غالباً ما تكون في بيت «المطوعة أو المطوع»، وأحياناً في المسجد، حيث كان الأطفال يُلحَقون بهذا النوع من التعليم في سن السادسة، ويستمرون فيه نحو عامين كحدٍّ أقصى، إلى أن يختم الطالب القرآن الكريم، وبعد ذلك يحدد الأهل إن كانوا يرغبون في استمراره بالمدرسة أو دخوله مرحلة التدرب على مهنة والده.
وأشار المطروشي إلى ظهور نمط من الكتاتيب، تسمى «الكتاتيب العليا»، التي تجمع، إضافة إلى تعليم القرآن، تعليم القراءة والكتابة والحساب، يدرّسها مُدرِّس واحد، وتقتصر على تعليم الذكور فقط، إذ كان المجتمعُ حينها لا يحبذ تعليم الكتابة للإناث، بينما لا ينفي هذا وجود استثناءات كسرت القاعدة العامة في حينه. كما تطرق إلى التعليم النظامي الحديث للذكور، الذي بدأ في عام 1958، ما أدّى إلى الاستغناء عن مدارس «الكتاتيب العليا»، فانخرط بعضُ معلميها من المواطنين في المدارس الحديثة لتعليم القراءة والكتابة والحساب والتربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية، في حين ظلت مدارس الكتاتيب الدنيا قائمة في إمارة عجمان، نتيجة لبقاء الحاجة إلى تعليم القرآن كاملاً، وضرورة تعليم الإناث فيها، إذ إن وجود البديل لهن في مدارس نظامية تأخر حتى عام 1967. وختم حديثه حول ظهور مشروع «زايد لتحفيظ القرآن الكريم» في عام 1974، الذي أسدل الستار على مدارس القرآن الكريم التقليدية القديمة في المدن الرئيسة.
يذكر أن الباحث علي المطروشي، من مواليد عجمان، وكانت له تجربة شخصية في التعلّم في المدارس التقليدية، تنقل بين ثلاث مدارس للقرآن الكريم خلال الفترة من 1970 إلى 1974، وتخرج في جامعة الإمارات - قسم التاريخ، وعمل في سلك التعليم معلماً لمادة التاريخ لمرحلة الثانوية العامة، وتولى إدارة متحف عجمان خلال الفترة من 1993 إلى 2010، وعُيّن مستشاراً للتراث والتاريخ المحلي بدائرة التنمية السياحية في عجمان، وهو مؤلف ومحاضر في الأنساب والتاريخ والتراث الشعبي، وله العديد من المؤلفات.


نشر في الإمارات اليوم بتاريخ 2019/03/26


الرابط الإلكتروني : https://www.emaratalyoum.com/life/society/2019-03-26-1.1195877

المزيد من الأخبار في شهر القراءة - مارس- الإمارات اليوم

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33331
المؤلفون
18463
الناشرون
1828
الأخبار
10191

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة