نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ندوة نقاشية، قدمها المترجم سمير سطاس، بعنوان «تجربتي مع اللغة الروسية»، في مكتبة الطوار العامة. أدار خلالها الجلسة المترجم حمادة عبد اللطيف، الذي انطلق بأسئلة نوعية حول أبعاد إدراك المتلقي لماهية الترجمة وصعوباتها، معتبراً أن البدء باستيعاب مهمة الترجمة بمختلف أنواعها، من قبل المتلقي، باعتبارهم الفئة المستهدفة عادةً من الترجمة، أصبح حاجة ملحة وضرورية، مع الانفتاح الثقافي العالمي، بين مختلف الحضارات، مبيناً الأهمية التي تتضمنها محتوى الندوة من خلال الاستماع لتجربة المترجم سمير سطاس، والاقتراب أكثر لتفاصيل الترجمة من الروسية. من جهته، اعتبر سمير سطاس أن تقنية الترجمة، يمكن تمثيلها بالشكل الهندسي (المستطيل)، تكمن الأضلع المتوازية فيه (المصدر) هو صاحب المعلومة أو البيانات الموجهة إلى (الهدف) المستمع، وبالعكس، حيث يتحول فيه الهدف إلى مصدر، بينما تأتي الأضلع التي تربطهما وهو المترجم.
اتسمت الندوة التي قدم فيها المترجم سمير سطاس، ببعدها التقني حول آليات الترجمة، وصعوباتها وأنواعها، إلى جانب حديثه عن علاقته باللغة الروسية، إلا أن من بين أبرز المحاور التي ذكرها سطاس هي الفرق بين الترجمة والتفسير، موضحاً أن التفسير بعكس الترجمة تحتاج إلى ما يمكن تسميته بـ«الاستطراد»، لإيصال فكرة أوسع عن الجمل، بالمقابل فإن الترجمة تعتمد على إيصال المعنى من الجملة المترجمة، من دون تقديم تفسيرات حولها. واستوقف جمهور الندوة، عند ما يمكن اعتباره أخطاء قد يقع فيها «المصدر»، مؤكداً سطاس أن على المترجم أن يترجمها كما هي، حتى وإن علم بوجود خطأ في معنى الجملة، قائلاً: «عليه أن يذكر هذه الأخطاء، ليس من مهمته تصحيح الأخطاء، بل إيصال ما يريده المصدر إلى الهدف».
أشار سطاس إلى أن اختلاف القواعد النحوية بين اللغة العربية والروسية، تشكل واحداً من أكثر تحديات الترجمة، بين اللغتين، خاصةً إذا تمت الترجمة لأصحاب التخصصات، في مهن دقيقة جداً. وجاء محور علاقة الذاكرة والمترجم، وآلية استعادة المفردات، إحدى الموضوعات اللافتة في النقاش ككل، وبالأخص عند الحديث حول الترجمة الفورية، لافتاً المترجم سمير سطاس أن المترجم يعيش حالة من التركيز في عوالم اللغة، أمام محدودية الزمن، مواجهاً شخصيات عدة، بمستويات وعي مختلفة تعبر عن أفكارها بعدة أشكال مختلفة.
وجزم سطاس أن ترجمة غير الشاعر للقصيدة، يجب أن لا تكون، وذلك لأن الشاعر يترجم أبياته الشعرية وهو على دراية تامة بالنص، والرؤى الخيالية، التي تكشف الظلال الكامنة من الصورة الشعرية، اعتبر وقتها المترجم سمير سطاس، أن ترجمة الشعر، تمثل أسوأ أنواع الترجمة، إذا لم يترجمها الشاعر نفسه.
نشر في الإتحاد 15990 بتاريخ 2019/04/18
أضف تعليقاً