الأدب يغرس قيم التعاطف والإحساس بالآخر


عقد مهرجان الشارقة القرائي للطفل جلسة حوارية ضمن فعالياته الثقافية بعنوان «تعلم التعاطف واللطف».
تطرقت الجلسة التي شارك فيها كل من رسامة كتب الأطفال الفلسطينية أماني البابا، والناشط العراقي في مجال حقوق الأطفال هشام الذهبي، ومؤلفة كتب الأطفال الأميركية سالينا يون وأدارتها لمياء توفيق، إلى تعريف مفهوم التعاطف باعتباره شعوراً يسهم في جعل الناس مجموعات متماسكة، نظراً لقدرته على تغييب الأنا، ودفع الناس على تجاوز الهوس بالذات كأفراد.
وسلط المشاركون في الجلسة الضوء على دور المؤلف في غرس قيم التعاطف واللطف لدى الأطفال، عبر الأعمال الأدبية التي يقدمونها لهم، لا سيما في الكتب المصورة التي تستهوي الأطفال واليافعين، إلى جانب مختلف الأعمال الفنية الأخرى، مؤكدين أن الأدب قادر على غرس قيم التعاطف والإحساس بالآخر في نفوس القراء الصغار.
وأكدت أماني البابا أن التعاطف سمة مشتركة بين البشر، تُكتسب نتيجة تجارب عديدة ومستمرة طيلة حياة الإنسان منذ الطفولة وحتى الكهولة من خلال البيئة التي تحيط بهم، ولكنها ضرورة في سنوات الطفولة الأولى كونها تظل راسخة في عقول وقلوب الأطفال، مشيرة إلى أن لدى رسامي كتب الأطفال إشارات غير منطوقة، تقدم لهم حزمة من القيم النبيلة التي ترتكز على التعاطف واللطف، كونهما ركيزة المشاعر الإنسانية النبيلة الأخرى.
وأضافت أنها تسعى من خلال رسوماتها إلى تجسيد مشاعر الأطفال وترجمتها، داعية إلى عدم التركيز على السلوك، والسعي إلى إشراك الأطفال في مشاعر الآخرين، وإتاحة الفرصة لهم للإحساس بآلامهم وأفراحهم، وتشجيعهم على التعبير عن الذات.
بدوره، بين هشام الذهبي أن أدب الأطفال قادر على إحداث المعجزات، عندما يتم توجيهه بطريقة صحيحة، لافتاً إلى أنه يخصص كل يوم خميس لقراءة قصة ملهمة للأطفال، تحتوي على العديد من المضامين الهادفة، فضلاً عن إتاحة الفرصة لواحد من الأطفال في كل مرة تحضير القصة وقراءتها، ثم مناقشتها مع زملائه وفق فهمهم لأحداثها وشخصياتها، وأهدافها.
وأضاف أنه من الضروري توفير بيئة صالحة للأطفال، تتيح لهم فرصة التفاعل وتطبيق الجانب النظري من الروايات لا سيما الفلكلورية منها، من خلال أخذهم في رحلات إلى حدائق الحيوان ومزارعه، لتعزيز قيم التعاطف تجاه الحيوانات، ما يجعلها سمة في مختلف تصرفاتهم اليومية مع الناس.
من جانبها، أوضحت سالينا يون أنها تعمل على نقل مشاعرها من التعاطف عبر شخصياتها، التي تجسدها الحيوانات في معظم الأعمال التي تؤلفها، ثم تترك هذه الشخصيات تنقل تلك الصفات إلى الأطفال، من دون أن يكون في تلك الكتابات ما يملي عليهم تلك المشاعر.
وأشارت إلى أنها تسعى دوماً إلى اختيار الشخصيات الحيوانية المحبوبة لدى الأطفال، بغية إحداث التأثير المطلوب، وذلك لأن الأطفال يجنحون إلى رؤية حيواناتهم المفضلة تلعب أدواراً رئيسة، لا سيما في صراعات الخير والشر.


نشر في الإتحاد 15996 بتاريخ 2019/04/24


الرابط الإلكتروني : https://www.alittihad.ae/article/25158/2019/-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D8%A8-%D9%8A%D8%BA%D8%B1%D8%B3-%D9%82%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%B7%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AE%D8%B1

المزيد من الأخبار في الأنشطة والفعاليات- الإتحاد 15996

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33306
المؤلفون
18451
الناشرون
1828
الأخبار
10183

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة