سمعان .. بطل النسخة العربية لرواية «هاري بوتر»


«اقرأ فالعالم مليء بالقصص، أنت لم تر شيئاً بعد»، تلك هي رسالة المدبلج السوري سمعان فرزلي، الذي تم اختياره لأداء شخصيات رواية «هاري بوتر وحجر الفيلسوف» باللغة العربية، وذلك بالتعاون مع دار «بوتر مور» للنشر، وأكد فرزلي خلال فعالية إطلاق هذه النسخة الصوتية العربية، التي أقيمت، أمس الأول، في مقهى «كتّاب» في أبتاون مردف مول بدبي، أهمية تحويل الكتب والروايات وقصص الأطفال إلى أعمال صوتية يتناقلها جيل بعد آخر كوثائق ثقافية ذات قيمة.
وأشار سمعان فرزلي في حواره لـ«الاتحاد»، إلى أن هذا الجيل الذي يصفه بـ«جيل الآيباد» لم يعد الكتاب محركاً ثقافياً ملهماً له، من دون أن ينفي فرزلي وجود تحديات أمام صناعة محتوى تثقيفي هادف موجّه للطفل العربي اليوم سواء كان صوتياً أو كرتونياً، مشدداً على ضرورة إنشاء جيل قادر على التعايش مع الآخرين، ضمن نسيج مجتمعي موحد، فالانفتاح يحتاج إلى تقبل الآخرين، ربما لا نريد أن نكون مكانهم، لكن من حقهم علينا أن نتقبلهم، وبالمقابل فإن علينا تربية أبنائنا ليتقبلوا الآخرين بمختلف ألوانهم وأعراقهم وأطيافهم وأديانهم كونهم جزءاً من مجتمعنا.
كما لفت فرزلي إلى ضرورة مكافحة العادات والتقاليد المكتسبة من المحتوى الغربي، بالتركيز على ما لدينا من قيم جميلة، معتبراً أن محتوى الأطفال الجيد لا يتطرق لتلك الأمور لأن كاتبه يضع نصب عينيه أن يتناسب نصه مع كل الأعراق، لكننا بحاجة لمحتوى أصلي كُتب ضمن ورشات خاصة هنا في المنطقة العربية لأطفالنا، محتوى أصيل وهادف بأسماء عربية، قادر على جعل «أحمد» مثلاً قدوة للطفل العربي، كما هو «هاري» الآن.
ووصف فرزلي لحظة اختياره لدبلجة العمل، بـ«الفرصة المخيفة»، من دون أن يخفي دهشته وسعادته في آنٍ لقراءة هذا العمل بصوته، مشيراً إلى أن أول ما تم إنتاجه من الرواية كان تقليداً للتسجيل الإنجليزي أو القراءة الإنجليزية، ثم اجتمعت مع فريق العمل وطرحت السؤال التالي: هل تريدون نصاً مقلداً لما تم إنتاجه بـ «الإنجليزية»، أم تريدون سمعان؟ وتوصلنا بالإجماع لقرار واحد، نريد أفضل ما نستطيع، فقمت بتأدية النص كما أراه، وبالفعل تم اختياري وكان هذا ما أريده، فبدأ العمل، ليخرج الكتاب بأفضل شكل ممكن، فقد عملنا على التدقيق على أسماء الشخصيات وأماكن المراجعة الدقيقة للترجمة، والاستماع مرات عديدة للتسجيل النهائي، ليخرج الكتاب صوتياً دون أي نقص أو شائبة.
وأوضح سمعان أن «هاري بوتر» كسلسلة تحترم فكرة التنوع لكل أطفال العالم، فهو يشبه الجميع، ولو لم يركز كتّاب الأطفال على القيم الفطرية والروحية والتقاليد الإنسانية، لما صار هاري بوتر أو بيبي أو بيل وسيباستيان أو كونان شخصيات كرتونية عالمية، فالأطفال لن يحبوا طفلاً لا يشبههم، مشيراً إلى أن كتب الأطفال يجب أن تحثهم على تقبل الجميع، فلا يوجد طفل يحب شخصاً غريباً بتصرفاته، وكتب الأطفال العالمية ركزت على الأخلاق وليس على الأديان والأعراق.
رواية «هاري بوتر» و«حجر الفيلسوف»، وفق فرزلي، تتضمن عناصر وقيماً نبيلة وسلوكيات ملهمة، إلى جانب شخصية هاري التي أحبها الجميع منذ البداية، كونه طفلاً عادياً أسود الشعر وقصير النظر ذا نظارات ويتعرض للتنكر، وأسرته لا تحبه ووالديه متوفيان، ويعيش في خزانة الملابس تحت الدرج، ورغم أنه لم يكن الطفل الخارق أو المميز أو الثري، إلا أن الجميع أحبه.
ويراهن فرزلي على نجاح الرواية صوتياً، مستنداً إلى أن هذه النسخة العربية ستتجاوز نظيرتها الإنجليزية من حيث عدد الاستمارات على منصة ستوريتل، فضلاً عن إتقاني الأداء والنص، وإيماني بقدرته على التعامل مع الأطفال بشكل خاص، والمهم في هذا العمل هو القيمة التي يستطيع الجميع اكتسابها بالعمل والمثابرة، فرحلة الأصدقاء الثلاثة لكشف سرّ حجر الفيلسوف ملهمة بحد ذاتها.
الأعمال الكرتونية الكلاسيكية بوصفها رافداً مهماً لقيم الحب والجمال وإشاعة رسائل السلام في فترة الثمانينيات، يعزو فرزلي غيابها بسبب هيمنة التكنولوجيا والألواح الرقمية، التي ساهمت في تسطيح الذوق والذائقة وهدمت الوعي والقيم، فالآباء ساهموا في تقريب أطفالهم من فيديوهات المحتوى الرقمي، فاندمجوا مع ذلك العالم القادر على التحرك وفق لمسة أناملهم. وأضاف: عالمنا كان بطيئاً قياساً بعالمهم، فنحن جيل استمر في متابعة كابتن ماجد لثلاث حلقات وهو على وشك قذف الكرة ولم نتذمر، من جانب آخر كنا مقصرين في توفير المحتوى الهادف البناء، وربما حان الوقت لنركز على المحتوى الهادف الجميل والجذاب.


نشر في الإتحاد 15996 بتاريخ 2019/04/24


الرابط الإلكتروني : https://www.alittihad.ae/article/25145/2019/%D8%B3%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86--%D8%A8%D8%B7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%AE%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%87%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D9%88%D8%AA

المزيد من الأخبار في من كل زاوية خبر- الإتحاد 15996

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33331
المؤلفون
18463
الناشرون
1828
الأخبار
10191

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة