استضاف جناح اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في معرض أبوظبي الدولي للكتاب ، خلال فعاليات اليوم الثالث عدداً من المحاضرات والجلسات الثقافية تنوعت موضوعاتها بين الشعر النبطي، والقصة القصيرة، والشعر السعودي، بحضور حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
وأوضح الشاعر الإماراتي والباحث في القصيدة الشعبية فهد المعمري خلال جلسة بعنوان «الشعر النبطي الإماراتي.. مرحلة الدراسات والأبحاث»، قدمتها شيخة المطيري، أننا قطعنا شوطاً كبيراً في مسألة تدوين وحفظ التراث الشعبي في الدولة، حيث وثق الشعر النبطي جزءاً كبيراً من تاريخ الدولة. وعلى الرغم من ذلك، تساءل المعمري عن مدى ذلك في الحياة العامة في المجتمع الإماراتي.وأشار إلى أن الشعر الشعبي الإماراتي غني ويتميز بكثير من المفردات التي تضمها بيئة الجبل والبحر والصحراء، وعلى الرغم من ذلك لا توجد دراسات وأبحاث حول هذه المفردات وانعكاساتها على مخيلة الشاعر الإماراتي، لافتاً إلى أن دراسة وتوثيق الشعر الشعبي الذي يتضمن العادات والتقاليد، وزينة المرأة ولباسها، والطب الشعبي، أسهم في حفظ مفردات أجدادنا في الماضي.وأكد في ختام المحاضرة، ضرورة إنشاء قاعدة بيانات للرواة وجامعي المخطوطات القديمة في الدولة، لتسهيل العودة إليها في حال الحاجة ولضمان حفظها من التلف والضياع.
من جانب آخر أكد القاص والروائي الفلسطيني عبدالله تايه، الأمين العام المساعد لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في محاضرة بعنوان «القصة القصيرة الفلسطينية.. نشأتها وتطورها»، أن القصة القصيرة بدأت تتعافى بعد مرور مدة طويلة سادتها الراوية حتى الآن، ورصد تاريخ القصة القصيرة في فلسطين من قبل وعد بلفور، حيث كانت الكتابة السائدة متأثرة في ذلك الوقت بالقصة الروسية القصيرة، حتى جاء الاحتلال «الإسرائيلي» عام 1948 وهُجر الفلسطينيون من بيوتهم، فركزت القصة على كيفية مقاومة الاحتلال والدفاع عن الأرض، وتناولت قضايا تهم الشعب وتمثل همومه، كالفقر والبطالة حتى نكسة 1967.
وأشار إلى أهمية القصة القصيرة؛ كونها تتناول حدثاً محدوداً وتواكب الأحداث أولاً بأول، نظراً لسرعة إنجازها، على الرغم من صعوبتها، وما يميزها في ظل ظروف الاحتلال «الإسرائيلي» هو أنها كانت تؤدي دوراً سريعاً في التنبيه وإيقاظ المشاعر وشحن الهمم لمقاومة الاحتلال. وأكد أن القصة القصيرة أسهمت في تطور وعي الفلسطينيين.
وقدم الشاعر السعودي محمد بودي محاضره بعنوان «المشترك الإنساني في الشعر السعودي»، عرف خلالها المشترك الإنساني بأنه تعبير يهدف إلى زيادة فرصة التعارف بين البشر وتجاوز الصراع بينهم، عبر البحث عن قواسم مشتركة يلتقي خلالها الجميع. وأشار إلى أن المبدع الذي يستطيع أن يتجاوز بنظرته محيطه المحدود إلى أبعاد إنسانية مشتركة، هو الذي يسعى لتحقيق رسالة الشعر، وبالتالي يضمن لشعره فرصة الخلود، لافتاً إلى أن الشاعر السعودي أثبت وعياً حضارياً برسالة الفن.
نشر في الخليج 14587 بتاريخ 2019/04/27
أضف تعليقاً