"مشروع كلمة" يناقش كتاب "من المهجر إلى الوطن" و"في مديح البطء"


شهدت فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2019 جلسة لمناقشة وإطلاق كتاب "من المهجر إلى الوطن" الذي تمت ترجمته ضمن مشروع كلمة التابع لدائرة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي.
وضم الكتاب مختارات من الأدب البرازيلي لأدباء من أصول عربية وأدباء وكتاب تأثروا بالثقافة العربية.. وأدار الجلسة غيث حسن وشارك فيها بعض الكتاب ممن تمت ترجمة نصوص لهم ضمن هذه المختارات وهم "ميرنا كيروز وليونارد طنوس وماركو لوكيزي وآنا ميراندا ومارسيلو معلوف" والذين أعربوا عن سعادتهم بالحضور إلى معرض أبوظبي الدولي للكتاب ولقاء جمهوره مؤكدين التأثير العميق للثقافة العربية عليهم وعلى الأدب البرازيلي والثقافة الأوروبية بشكل عام.
وأكدت الناشرة والصحافية والمنتجة الثقافية ميرنا كيروز أن بلد المرء هو حياته وقالت "إن الأمر لا يتعلق بالسفر واللغة بقدر ما يتعلق بالجذور التي ينتمي إليها الإنسان ولكل أديب تجربته الخاصة جدا تلك التجربة التي تشكل محورا لصراع الذاكرة مع الحاضر الآني وامتدادات في العلاقات الإنسانية".
أما الشاعرة والروائية آنا ميراندا فقالت ..إن البرازيل بلد مختلف عن غيره في هذا العالم بلد يضم الكثير من المساجد والكثير من المهاجرين العرب قديما وحديثا لكن يمثل نموذجا للتعايش الخلاق خاصة مع العرب الذين أثروا تأثيرا واسعا في الثقافة البرازيلية عبر إضافة مفردات جديدة إليها أو عبر إبداعاتهم في مختلف الفنون والآداب فهناك شعراء مهمون من أصل عربي تزهو بهم البرازيل.. كما أن النساء والرجال العرب يتمتعون بالشجاعة والجرأة وهناك الكثير من القصص الإنسانية المثيرة يحملها هؤلاء المهاجرون.
وأضافت "علمنا العرب الأبجدية فهناك أكثر من 6000 كلمة تستعمل في اللغة البرازيلية مأخوذة من اللغة العربية".
أما الكاتب الروائي مارسيلو معلوف فقال "ما جاء بي إلى هنا جدي.. أنا حفيد مهاجرين لبناني وسوري فالجد لبناني والجدة سورية جدي هو أسعد معلوف الذي خرج من لبنان في سن مبكرة مضطرا بل مكرها بعد أن شنق العثمانيون اثنين من أشقائه فقرر الأب أن يدفع بابنه الوحيد المتبقي له إلى الرحيل ليقطع في عام 1921 رحلة حملت الكثير من الوحدة والألم والشقاء إلى البرازيل حيث تعرف على ابنة أحد المهاجرين السوريين وتزوجها وأنجب أبي وأعمامي وروايتي "الخراف القريبة من بعضها" التي صدرت عام 2015 تحكي قصة جدي وارتحاله وغربته".
وتابع "جدي توفى عام 1967 أي أني لم أره حيث ولدت عام 1974 لكن أبي ووالدتي وأعمامي باحوا لي بقصص معاناته ومن أجل كتابة هذه المعاناة كان لابد أن أعيش تجربة شبيه أن أعيش وحيدا ومعزولا وخائفا كتبت وحشة وغربة ومرارات جدي انطلاقا من صعوده السفينة وانتهاء بوصوله إلى البرازيل ولقائه بجدتي.
وعندما حصلت الرواية على جائزة برازيلية كبرى شعرت أنني صنعت مجدا وفخرا لعائلتي وأصولي".
وتحدث الشاعر والبروفيسور ماركو لوتشسي أستاذ الأدب المقارن في الجامعة الفيدرالية في ريو دي جانيرو وهو من أصول إيطالية مشيدا ومستشهدا بقصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش بعربية ضعيفة فقرأ قصيدة "أحن إلى خبز أمي".
من جانبه أثنى سعيد حمدان الطنيجي مدير إدارة النشر في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي على الكتاب مؤكدا أن الأدب البرازيلي جدير بالترجمة والانفتاح على الثقافة العربية هذه الثقافة التي أثرت فيه وشكلت عقل ووجدان الكثير من أدبائه المرموقين.
وعقب انتهاء المناقشة كان ثمة مناقشة وإطلاق كتاب آخر من إصدرات مشروع كلمة للكاتب الكندي كارل أونوريه "في مديح البطء" الذي حقق رواجا عالميا واسعا عند صدوره وفيه يتتبع كارل تاريخ علاقتنا المتوترة مع الوقت متناولا عواقب الحياة في ظل هذه الثقافة المتسارعة التي صنعناها بأنفسنا.
وتساءل كارل في الندوة هل حركة البطء هي حقا حركة؟ وقال "إنها تمتلك بالتأكيد جميع المقومات التي يبحث عنها الأكاديميون من تعاطف جماهيري ومخططات لطريقة حياة جديدة وعمل شعبي.
صحيح أن حركة البطء ليس لها هيكل رسمي وأن الكثيرين لم يسمعوا بها لكننا نرى كثيرا من الناس يبطئون فيقللون ساعات العمل مثلا أو يخصصون وقتا لطهو الطعام من دون أن يشعروا بأنهم جزء من حملة عالمية مقدسة إن كل تصرف ينطوي على الإبطاء يضيف قوة إلى الحركة".
ولفت كارل إلى أنه لا توجد صيغة إبطاء ذات مقياس واحد يناسب الجميع ولا دليل شامل للسرعة الصحيحة فلكل شخص ولكل عمل ولكل وقت إيقاعه الخاص..
وقال "إن حركة البطء تمتلك زخمها وقوتها الدافعة الخاصة فرفض السرعة يحتاج إلى شجاعة والناس ميالون إلى المغامرة حين يعلمون أنهم ليسوا وحدهم وأن ثمة آخرين يشاطرونهم الرؤية نفسها.. وكلما تمكنت مجموعات مثل حركة الطعام البطيء أو جمعية إبطاء الزمن من احتلال عناوين الأخبار بات أسهل قليلا على الباقين طرح مسألة السرعة وأكثر من ذلك حين يجني الناس ثمار التباطؤ في أحد ميادين الحياة فإنهم غالبا ما يطبقون الدرس نفسه في ميادين أخرى".


نشر في وام بتاريخ 2019/04/27


الرابط الإلكتروني : http://wam.ae/ar/details/1395302758760

المزيد من الأخبار في الأنشطة والفعاليات- وام

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33325
المؤلفون
18459
الناشرون
1828
الأخبار
10188

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة