ندوة معرض الكتاب الإماراتي بمشاركة المر والعميمي والصايغ تناقش : دور الصحافة الثقافية في مسيرة تطور الأدب الإماراتي


في إطار فعاليات معرض الكتاب الإماراتي الذي تقيمه هيئة الشارقة للكتاب، بمناسبة يوم الكاتب الإماراتي، والذي افتتح بمقر الهيئة في منطقة الزاهية، نظمت ندوة تحت عنوان «تاريخ الحركة الأدبية في الإمارات»، استذكر خلالها المتكلمون جانباً من أجواء البدايات والصعوبات التي رافقت التأسيس، كما تطرقوا إلى ما تحقق من إنجازات في العقود الأخيرة، ودور الصحف والمؤسسات في تعزيز مكانة الأدب والأدباء في المجتمع المحلي.
الندوة التي قدمتها وأدارتها الشاعرة شيخة المطيري، تحدث في مستهلها الأديب محمد المر، مجيباً على سؤال حول دور الصحافة الثقافية في مسيرة الأدب الإماراتي، مشيراً إلى أن الحركة الأدبية تزامنت مع تأسيس ونهوض مؤسسات التعليم بمستوياتها المتعددة في مختلف جهات الدولة، كما لعبت الصحافة الثقافية دوراً مهماً في احتضان وإبراز وترسيخ الأسماء الأدبية، عبر صفحاتها اليومية والأسبوعية، وقال «الصحف نشرت نصوصنا وخلقت لنا الجمهور».كما ذكر «أن المؤسسات الصحفية وعبر مطابعها ساهمت في نشر مؤلفات المبدعين، كالروايات والقصص، فلقد نشر علي أبو الريش نصوصه عبر مطبعة جريدة الاتحاد، ونشرت أنا نصوصي عن طريق مطبعة جريدة البيان».
وأشار المر إلى أن الأمور تغيرت اليوم، فلقد تزايدت الوسائل التي تصل الأديب بالجمهور، ولكنه تحسر على غياب تقليد الأرشفة في المشهد الأدبي المحلي، مبدياً استغرابه من عدم وجود أي مؤسسة مكتبية في الدولة تحتفظ بكل ما نشره شاعر، مثل حبيب الصايغ، وما نشر حول تجربته، على سبيل المثال!
وفي إجابته عن سؤال حول واقع الترويج للأدب الإماراتي، انتقد المر ضعف علاقة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بالمشهد الثقافي، وقال «لا توجد خطة أو استراتيجية إعلامية واضحة، وكل شيء يخضع للتقديرات الشخصية لإدارات وسائل الإعلام». وفي مداخلته، تحدث القاص والباحث سلطان العميمي عن بدايات الأدب الإماراتي، انطلاقاً من المخطوطات والمدونات القديمة التي اكتشفت وحققت وأدرجت في مكتبات مختلفة في أنحاء العالم، خاصة مخطوطات الرحالة والشعراء الشعبيين، وهو توقف عند تجربة الملاح أحمد بن ماجد، وكتابه الموسوم «الفوائد في أصول علوم البحر والقواعد»، ليدلل على عراقة التدوين في الإمارات، مشيراً إلى أن هذا الكتاب عثر على نسخة منه الباحث والمستشرق الفرنسي جبراييل فرّان عام 1912 في المكتبة الوطنية في باريس، وثمة نسخة أخرى منه ظهرت بعد عشر سنوات في دمشق، ولاحقاً في بلدان أخرى.
ومضى العميمي إلى القول إن قراءة الكتاب، المكرس لعلوم البحر، تظهر مؤلفه مؤرخاً وشاعراً إماراتياً رائداً.
كما تطرق العميمي، في سياق إبرازه تاريخ التدوين الإماراتي، إلى تجربة الشاعر الماجدي بن الظاهر (1781 م 1871 م)، وقال إن للظاهر نصوصاً شعرية يعود تاريخها إلى نحو قرن من الزمان، وثمة محمد بن صالح المنتفقي، الذي عاصر ابن الظاهري، وهو الآخر شاعر.
كما تحدث العميمي عن دور المدرسين الذين تم استقدامهم من نجد في ظهور العديد من الأدباء في مرحلة باكرة من تاريخ الدولة، وصولاً إلى خمسينيات القرن الماضي، حيث أنعش ظهور المطبعة حركة نشر النصوص الشعرية الشعبية، خاصة مطبعة الكتبي في الهند، ومطبعة دبي.
وفي مداخلته، ركز الشاعر حبيب الصايغ، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، على توجيه النقد لدور الصحافة الثقافية اليوم، مشيراً إلى أنها ما عادت تقوم بذلك الدور الذي لعبته في البدايات، لا سيما في تقديم الأسماء الأدبية والاحتفاء بالنصوص الإبداعية، فهي صحافة «مواد معلبة»، و«الخبر والنص غائبان» فيها، والصحفي الثقافي هو الوحيد الذي يمكن أن يقاسم زميله مادته، ومعظم الملاحق الثقافية يمكن إرجاء قراءة موادها لشهر أو أكثر، في إشارة إلى أنها منقطعة الصلة باليومي والراهن، وأن «الشخصية المهمة في الصفحة الثقافية ليس الكاتب، ولكن المسؤول الرسمي..»، ولقد «اختلت المعايير»، على حد تعبيره.
كما تطرق الصايغ في مداخلته إلى إسهام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، في تنشيط الساحة الثقافية، بما يقيمه من ندوات وما ينشره من مصنفات، مشيراً إلى المكانة الثقافية المتقدمة التي حققتها الإمارات، بفضل مبادراتها وجهودها البناءة، كاشفاً عن مبادرة يجري العمل عليها بالتنسيق بين «الاتحاد» ووزارة الخارجية لخلق مساحة للأدب الإماراتي في مهام سفارات الدولة بالخارج، وذلك عبر ملحقيات ثقافية تكون مهمتها التعريف بالأدب والأدباء في الإمارات.


نشر في الإتحاد 16030 بتاريخ 2019/05/28


الرابط الإلكتروني : https://www.alittihad.ae/article/32382/2019/%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%A9-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A-%D8%A8%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%

المزيد من الأخبار في ندوات ومؤتمرات ومهرجانات- الإتحاد 16030

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33331
المؤلفون
18463
الناشرون
1828
الأخبار
10191

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة