ناقش الصالون الأدبي الذي تقيمه ندوة الثقافة والعلوم في دبي، رواية الكاتبة فتحية النمر «فتنة الداعية»، وأدار جلسته النقاشية، الدكتورة مريم الهاشمي وعفراء محمود.
حيث قالت الدكتورة مريم الهاشمي، إنها شعرت بالتعب عند قراءتها الرواية، ووصفت مفرداتها بالثراء الممتع، واصفة المواقف فيها بالتراتب، ومضت الأحداث بشكل متسارع، وهو الذي أعطى للقارئ انطباعاً متعباً عند القراءة، أما في ما يتعلق بشخصيات الرواية، فوصفتها بالضياع والتحامل على الرجل.
إضافة إلى علامات استفهام كثيرة توقفت عندها، بدءاً من المشهد الأول في الرواية، الذي لم تفهمه، عدا عن صفة الدب أو الدب الأبيض، التي تكررت في الرواية بشكل مبالغ فيه، وكان لها وقع غير محبب.
وأضافت أن معيار القوة والضعف في العمل الأدبي، هو توفير المتعة الجمالية، وهذا ناشئ من التعبير الأدبي، فإذا لم يكن جميلاً لما كان أدباً أو فناً، وهو ما دفع الفنانين والأدباء إلى توفير قيم جمالية أدبية أو فنية في الأسلوب والخيال والفكرة، فالهدف من العمل الأدبي، إلى جانب المعرفة، هو الإمتاع بالدرجة الأولى.
وقالت فتحية النمر، إن الشخصيات في الرواية تحدثت في الحوارات بلغتها العامية الخاصة بها، وخلال طرحها لشخصية الداعية، بحثت عن فكرته، ومن هو وما سماته؟، حتى تبلورت من هذا البحث شخصية العمل، وتطرقت لسلوكيات مرفوضة مجتمعياً، من خلال متابعتها مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحثت عن الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه السلوكيات، التي قد تكون خللاً في الهرمونات، أو بدافع التقليد أو غياب الرعاية الاجتماعية، أو هي الحاجة للحب والحنان، وأضافت أنها تلجأ إلى رسم خرائط ذهنية قبل كتابة أي عمل أدبي، وركزت خلال هذا العمل على الداعية والمثلية، وبحثت عنهما، ووضعت تصورها الخاص. وعن الأحداث الكثيرة في العمل، قالت إن الأمر كان يستدعي كثرة الأحداث والشخصيات.
وقالت الكاتبة عائشة سلطان، إن الكاتبة تناولت حزمة من القضايا الاجتماعية، واقتحمت (تابو) بصوت نسائي، خلال طرحها لعدد من السلوكيات في المجتمع، وطرحت تساؤلاً حول إمكانية أن تتصف إحدى شخصيات العمل بالمثالية والمثلية، ما يعكس تخبطاً واضحاً في شخصيته، وتعقيداً لم يكن واضحاً بالنسبة لها، إلا أنها أكدت أنه جهد أدبي يستحق الشكر والتقدير.
وقالت الكاتبة عفراء محمود، إن هناك بعض المشاهد مقحمة في الرواية وغير مفسرة، ولا تخدم النص. كما أن بعض الشخصيات تتنافى معطيات بنائها النفسي مع مسار حياتها. وللغة الكاتب سطوة كبيرة على النص، فقد جاء البناء السردي بتعدد الأصوات. لكن هذا التعدد لم يكن واضحاً.
نشر في البيان 14259 بتاريخ 2019/07/03
أضف تعليقاً