«كتّاب الإمارات» يناقش «الفتى الذي لم يضحك أبداً»


نظّم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره بأبوظبي ندوة حول رواية «حكاية الفتى الذي لم يضحك أبداً»، وهي العمل الروائي الأول للكاتب الفلسطيني المقيم في الإمارات محمود حبّوش، الصادر هذا العام عن دار «ثقافة للنشر والتوزيع» في أبوظبي.
وقدم الشاعر، نعيم عيسى، قراءة مفصلة للرواية خلال الندوة، التي أدارتها الكاتبة، عائشة سلطان، مشيراً إلى أن أحداث الرواية تدور حول طفل يولد في قرية صغيرة في الساحل الفلسطيني في القرون الوسطى، غير أن ولادة هذا الطفل ترافقت بأحداث غريبة، فهو لا يبكي عندما يلتقط أنفاسه الأولى، ولا يضحك بعد ذلك، ويخلو قلبه من المشاعر التي يختبرها البشر من حزن وفرح وخوف وغضب.
وتعرض الرواية لجزء من حياة هذا الفتى الذي لا اسم له، وكيف تسير به الأقدار ليصبح عالماً كبيراً في بلاط أمير حلب. وخلال رحلته هذه، يتعرف القارئ على دواخل نفس «من لا يضحك»، ونظرته إلى الحياة والدين، ومكان الإنسان في هذا العالم، إضافة إلى طبيعة علاقته بالمرأة.
وأشار عيسى إلى أن الكاتب تعمّد بناء الشخصيات لتدور جميعها في فلك شخصية البطل وتخدم حكايته، موضحاً بأن حبّوش أراد أن يغلّب لغة العقل على سلوك الشخصية من خلال تجريدها من المشاعر والانفعالات، غير أنه في ختام عمله أعاد للشخصية طبيعتها الإنسانية.
من جهته، دافع حبّوش عن عمله الأول خلال الندوة التي احتدم النقاش فيها حول آلية السرد واللغة المستخدمة وأسلوب المعالجة، وأكد الروائي الفلسطيني أن كل ما جاء من تناقضات في عمله الأول كان لغاية معينة ولهدف مقصود، فاللغة القديمة جاءت محاكاة للعصر الذي جرت فيه الأحداث ومحاولة لاستعادة منهج كتب التراث وأسلوب الكتابة في العصر القديم الذي كان يتسم بالمباشرة والتقليل من المحسنات الكلامية واللفظية.
وقال حبّوش إن القالب، الذي وضع فيه نصه لا يتفق بالضرورة مع مفاهيم الرواية الحديثة، بل يدين إلى تقاليد السرد العربي القديم، وأنه عمل على إبراز أهمية العقل في زمن شاع فيه «جنون التطرف» من غير أن يغفل أهمية المشاعر الإنسانية الأساسية، لا سيما الحب والتعاطف.
وأطرت سلطان على لغة النص، واصفة إياها بأنها بطل العمل الذي حاول الكاتب إعطاءه بعداً تاريخياً واقعياً بافتتاحه بتمهيد تحت ترويسة «مقدمة المحقق» حيث يقول أنه وقع على مخطوط نفيس قام بتحقيقه تحقيقاً غير تقليدي؛ مع العلم أن النص بكامله هو من ابتداع مخيلته.


نشر في البيان 14273 بتاريخ 2019/07/17


الرابط الإلكتروني : https://www.albayan.ae/five-senses/east-and-west/2019-07-17-1.3607191

المزيد من الأخبار في الأنشطة والفعاليات- البيان 14273

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33237
المؤلفون
18419
الناشرون
1828
الأخبار
10147

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة