استجابة لتوجهات الدولة في إجراءاتها الاحترازية بوقف اللقاءات والتجمعات حرصا على حماية الإنسان، أوقفت سمو الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، اللقاءات الفكرية لمجلس الفكر والمعرفة، لكن في الوقت نفسه ولأن البحث عن المعرفة والتبادل الفكري والمعرفي لا يمكن أن توقفه أي أزمة، أطلقت مبادرتها لعقد مجموعة من الحوارات واللقاءات والمناقشات الاجتماعية والفكرية والتوعوية، من خلال جلسات مجلس الفكر والمعرفة، باستخدام تقنيات التواصل الحديثة، وقالت: «الباحثون عن المعرفة لا توقفهم الأزمات».
وأضافت سموها قائلة: الباحث وراء المعرفة لا توقفه أزمات، فالباحثون عن المعرفة يستمدون طاقة التحدي من إيمانهم الراسخ بأن المعرفة هي الطريق نحو تخطي تلك المنحنيات الخطيرة التي تواجهنا في طريقنا باستخدام تلك القدرات التي خلفها لنا العلم، لكي نحافظ على تدفق الروح في شرايين العقل، من خلال القراءة والحوار والنقاش، لذلك دعوت لكي لا نتوقف عن الحوار والنقاش، ولكن من خلال شبكات التواصل الاجتماعي محققين الحماية الاحترازية، استجابة لتوجهات الدولة التي تهدف لحماية كل إنسان على أرض الإمارات، وفي نفس الوقت محققين التواصل الفكري والحوار والمعرفة.
وعقدت سموها الجلسة الأولى في هذا الإطار يوم الاثنين الماضي، وناقشت المشاركات كتاب «الكل يكذب» للكاتب سيث ستيفنز، بحيث طرحت جميع العضوات رؤيتهن حول الكتاب، ثم فتح باب النقاش والحوار من خلال آلية واضحة ومحددة للحوار تضمن إتاحة المجال لجميع العضوات أن يعبرن عن آرائهن وتعليقاتهن على رؤى الأخريات.
بدأت الشيخة د. شما النقاش وقدمت رؤيتها حول الكتاب قائلة: كتاب «الكل يكذب» يضعنا أمام حقيقة خالية من شوائب تجميل وتزييف هذا الواقع الذي نعيشه، وأمام حقيقة الوجوه الأخرى التي تختبئ تحت المساحيق الأخلاقية والقيمية التي يرتديها الإنسان، هي حقيقة ندركها منذ أزمنة بعيدة، ولكن تظل حبيسة الرؤى الفلسفية والفكرية والاجتهادات المعرفية، ولكن مع تلك البيانات الضخمة وتحليلها، نكتشف أنه ليس مجرد فكرة أو رؤية، بل هي حقيقة واقعة.
ثم أضافت: هذا الكتاب يجعلنا نعيد تقييم حجم سيطرة شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي على حياة الإنسان في كل زاوية من العالم، وذلك يعزز وجهة نظري في ضرورة القطع لبعض الوقت مع الهاتف المحمول وشبكات التواصل الاجتماعي، لنترك لهذا الذكاء الاصطناعي الفجوات التي تحافظ على جزء من الخصوصية للإنسان، وكنت من قبل قد أطلقت مبادرة (قطع ووصل) من أجل تلك المساحة الفردية التي نحتاج أن نحياها داخل شبكة إنسانية مجتمعية حقيقية وليست افتراضية.
وفي نهاية مداخلتها قالت: توقفت عند القوة الرابعة للبيانات الضخمة كما أوردها الكتاب، وهي القدرة على القيام بالتجارب العشوائية في مساحة ضخمة من البشر، تستطيع بالفعل أن تحقق نتائج مذهلة وحقيقية، وأصبحنا خاضعين لتلك التجارب العشوائية من دون أن ندري، كل يوم على جوجل وعلى مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، ليس كل ذلك سيئا، بل هناك بالتأكيد جوانب إيجابية، فتلك التجارب تمنح علماء الاجتماع الفرصة للتعرف على آليات الحركة الاجتماعية والذهنية للبشر. كتاب «الكل يكذب» يصدمنا ويدعونا لتخليق الكثير من الأسئلة والبحث وراء الإجابات.
نشر في الإتحاد 16318 بتاريخ 2020/03/11
أضف تعليقاً