غيب الموت في الأول من أغسطس 2020، الباحث في التاريخ السياسي لدولة الإمارات الدكتور صلاح قاسم البنا، بعد رحلة مع قراءة المصادر العلمية والمنهجية والتمحيص فيها، وهو ما تكلل بأطروحة دكتوراه أنهاها قبل وفاته واعتمدت المصادر البريطانية في دراسة تاريخ الدولة، بالإضافة لنظرة موضوعية وعلمية في ما توفر من روايات شفوية ومصادر أجنبية ومحلية وخليجية.
ويُعدّ رحيل المؤرخ صلاح قاسم خسارة لباحث متميز، اقتبس من والده المعروف قاسم سلطان البنا رئيس بلدية دبي الأسبق، الدأب والإصرار على متابعة المشوار والاستفادة من كنوز الموسوعات المتخصصة والإحالات البحثية والمصادر الثرية، حتى مع إصابته بمرض قاسٍ عانى منه منذ عام 2007 حتى وفاته رحمه الله.
وظلّ الراحل، الذي أكمل أطروحته في الدكتوراه في إنجلترا، وفيّاً للمعلومة وأميناً في مصادرها، مصنّفاً مصادر البحث إلى أجنبية، ومحلية وخليجية من خلال عدد من الكتب المتوفرة، دون أن يستعجل الاستخلاص أو الاستنتاج، منتهجاً قراة مفصلة وجزئية اشتملت عليها الموسوعة التي قرأت تاريخ كل إمارة على حده، ومرحلة ما قبل التأسيس، ومرحلة المفاوضات قبيل تأسيس الاتحاد عام 1970 من القرن الماضي.
وللراحل البنا رأيٌ في حيادية المؤرخ عند قراءة النص التاريخي، كما أنّ له رأياً ووجهة نظر علمية عند معاينة الرواية الشفوية وإحالة المصادر التاريخية إلى منهجها العلمي، بالاعتماد على ذائقته العلمية وأدواته الأصيلة وربطه بين مراحل الدراسة، وهو ما هيّأ له مكتبةً ثرية كأهم المصادر التي يحتاجها باحثٌ في هذا المجال.
وامتاز البنا بثقافته الواسعة وفهمه للجانب الاجتماعي والتاريخي والسياسي في إطار من القراءة الموضوعية للدراسة، خاصةً في الفترة من 1952- 1971م.
واشتملت أطروحة البنا على قراءة للواقع الاقتصادي والثقافي والاجتماعي قبل تأسيس الدولة، وأيضاً في الفترة 1750- 1971، كما قرأ الباحث البنا بعناية واضحة الأرشيف البريطاني ودور بريطانيا في تشكيل الأجهزة الإدارية للإمارات في الفترة 1902- 1962، ومفاوضات تشكيل الاتحاد منذ 1935- 1971م.
نشر في الإتحاد 16461 بتاريخ 2020/08/01
أضف تعليقاً