ولد إدواردو خيرمان ماريا هوغيس غاليانو في الثالث من سبتمبر 1940 في مونتيفيديو، أوروغواي، في عائلة كاثوليكية من الطبقة الغنية لها أصول إيطالية، إسبانية، إنكليزية وألمانية واتخذ من لقب أمه الإيطالي (غاليانو) اسماً للشهرة. عمل في شبابه في مختلف المهن، وفي الرابعة عشرة من عمره باع أول رسم كاريكاتيري سياسي من أعماله إلى صحيفة (السول/ الشمس) الأسبوعية التي يصدرها الحزب الاشتراكي. وفي سنة 1960 بدأ مسيرته الصحفية وأشرف على إدارة صحيفة (لامارتشا/ المسيرة) الأسبوعية التي كانت مؤثرة في أوساط المثقفين وكتب فيها معه كبار الكتاب أمثال فارغاس يوسا وماريو بينيدتي ومانويل مالدونادو والأخوين دنيس وغيرهم. ثم أدار بعدها لمدة عامين صحيفة (إيبوكا/ مرحلة) اليسارية. وفي أواخر الستينيات تمكن من إجراء مقابلة مهمة في أعماق أحراش غابات غواتيمالا مع زعيم المتمردين المعروف ثيسار مونتيس. وأثناء حصوله على منحة دراسية في باريس سمع بأن الرئيس الأرجنتيني المنفي هناك خوان دومينغو بيرون قد قال:» إذا كان هذا الفتى لايزال هنا، فيعجبني أن أراه». لم يصدق غاليانو ما قيل له، وعندما اتصل برقم الهاتف الذي أعطي له، تأكد من حقيقة الأمر وتم استقباله باحتفاء وأنجز معه مقابلة صحفية طويلة وتاريخية، وحين سأل غاليانو الرئيس المنفي عن سبب عدم ظهوره إلا نادراً أجاب:»هيبة الرب تكمن في أن لا يُرى إلا قليلاً جداً».
وإثر الانقلاب العسكري في بلده عام 1973 تم إيداع غاليانو في السجن ثم حكم عليه بالنفي ومنع كتابه (شرايين أميركا اللاتينية المفتوحة) في العديد من بلدان القارة. غادر إلى الأرجنتين وهناك أسس مجلة (كريسيس/ أزمة) الثقافية.
وفي عام 1976 تزوج للمرة الثالثة وغادر للعيش في إسبانيا، حيث كتب ثلاثيته المعروفة (ذاكرة النار) وعاد بعدها إلى مسقط رأسه مع عودة الديمقراطية عام 1985 وهناك أسس مع مجموعة من أصدقائه الكتاب والصحفيين المعروفين أسبوعية (بريتشا/ِ شَق) والتي أشرف على إدارتها ومن ثم مستشاراً لمجلس تحريرها حتى وفاته. وفي عام 2010 أطلقت صحيفة (بريتشا) جائزة باسم (ذاكرة النار) يسلمها غاليانو سنوياً إلى مبدع تتصف قيمه الفنية بدعمها لحقوق الإنسان وخدمة المجتمع.
وظل غاليانو طوال حياته إلى جانب كبار المثقفين والمبدعين يسارياً مخلصاً ومناصراً لقضايا الشعوب الفقيرة والمقهورة ومدافعا عن تحررها واستقلالها. ساهم في قيادة الحراك الجماهيري ضد العولمة، واشترك عام 2006 إلى جانب غارثيا ماركيز وإرنستو ساباتو وبينيدتي وغيرهم بالحملة المطالبة باستقلال بورتو ريكو، وشغل عضوية لجنة الرعاية في «محكمة برتراند راسل عن فلسطين» التي تطالب الأمم المتحدة بإنهاء استثناء إسرائيل من المحاسبة الدولية واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال تجاوزاتها والتوصل إلى حل عادل للنزاع العربي الإسرائيلي.
في عام 2007 أجريت له عملية لمعالجة سرطان الرئة، وفي عام 2008 قال تعليقاً على فوز اوباما برئاسة الولايات المتحدة:»البيت الأبيض سيكون بيت اوباما قريباً، ولكن هذا البيت تم بنائه من قبل عبيد سود، وأتمنى على اوباما أن لا ينسى ذلك أبداً». توفي غاليانو في الثالث عشر من أبريل 2015 في المدينة التي ولد فيها ويعشقها مونتيفيديو... تالياً شذرات من أقواله وأفكاره.
http://www.alittihad.ae/details.php?id=39118&y=2015&article=full
يكتب في
أدب مترجم