أسبوع في باريس 1922

يُسَجّل لهذه الرحلة نوع من الخصوصيّة والتميّز، فصاحبها استطاع أن يتخلص من كل مياسم الانبهار التي طبعت غيرها من الرحلات العربية إلى أوروبة لينزع نحو التوفيق والتوليف بين حياة العربي المسلم وبين شروط الحياة الأوروبية في دقائقها اليومية، ومن ذلك مسألة الأكل واللباس وغيرها من القضايا والمواقف والأحكام التي فرضها المقام بين ظهراني الأوروبيين. القيمة الحقيقية للرحلة تكمن في أن الدافع لها كان تحقيق قبلة مسجد باريس. والمثير في الأمر هو وجود مهندسين فرنسيين متسلحين بأحدث ما جادت به معارف الرصد والهندسة إلى جانب علماء فقهاء. وهو ما نتج عنه نوع من الاحتكاك المعرفي خرج منه فقهاء المسلمين مطمئنين على معارفهم وعلومهم في مجال تحديد القبلة ورصد سمتها