آخر الأخبار
Altibrah logo
header shape

وصف الكتاب

أهلاً بك في القطار الليلي للأفكار التي لا تنام

سنة النشر :

2025

عدد الصفحات :

245

ردمك :

9789948735472 ISBN

الوسوم

شارك مع أصدقائك

مشاركة facebook icon مشاركة x icon
QR code scanner

استخدم كاميرا هاتفك لفتح هذه الصفحة عن طريق مسح رمز الاستجابة السريعة (QR).

أهلاً بك في القطار الليلي للأفكار التي لا تنام

ملخص

التجوال يهدينا المعرفة، لطالما كانت العديد من الأفكار والرؤى والمفاهيم والتعبيرات الأدبية، هي نتاج رحلة في أزمنة وأمكنة، ولئن شغف الكتاب بالسفر، فإن وسيلة الترحال نفسها ظلت موضوعاً للتأمل والكتابة، سواء كانت دابة أو سيارة أو طيارة أو قطاراً، وللكتاب حول العالم إنتاج كثير في ذلك الشأن، وفي بعض الأحيان تكون الوسيلة بمثابة تعبير أو فكرة مجازية يقترحها الكاتب من وحي الخيال خلال سفر هو الآخر مجازي لكنه محرض على التفكير وإنتاج الكلمات.
ضمن هذا الإطار، يندرج كتاب «أهلاً بك في القطار الليلي للأفكار التي لا تنام» وهو من المؤلفات الأدبية التي تمزج بين السرد والفكر والفلسفة والشذرات واللغة الشاعرية، ويضم كل تلك الأشكال الإبداعية، تمارس فيه المؤلفة فعل الكتابة متحررة من قيود التصنيف الأدبي، لتصنع للكلمات حريتها بطريقة تتداعى فيها الرؤى التي هي نتاج التأمل في الحياة والمواقف.
السهلاوي، أطلقت على هذا الجنس الأدبي في كتابها اسم «الكتابات العابرة»، وهي ترى أنه نوع من الكتابة يركز على نقل اللحظات العابرة بطريقة أدبية، لتبرز عمقها وما تحويه من أفكار فلسفية صامتة، بالتالي هو سفر عبر قطار متخيل ينطلق عقب أن يهدأ الكون وينسحب النهار، لحظتها يستيقظ عند المؤلفة القلق الوجودي الذي يجعل الأفكار في حالة من الاشتعال الذي لا يهدأ، مشيرة إلى أن هذا الجنس الأدبي يلائم النصوص القصيرة التي تناسب إيقاع عصر السرعة.
توظيف مفردة «القطار» في العنوان جاء من أجل تعميق فكرة السرعة التي يتسم بها العصر الحالي، الذي جعل الجميع في حركة مستمرة لا تنقطع، وبالتالي فإن ذلك النمط الحياتي يترك أثره العميق في الأدب جهة إنتاج أساليب وأنماط جديدة قادرة على استيعاب التحولات والمتغيرات وروح العصر، فالكاتبة ترى أن هذا الجنس الإبداعي «الكتابات العابرة»، يتيح للقارئ فرصة التأمل في لحظات خاطفة مليئة بالمعاني، وسط الكم الهائل من المعلومات التي نتلقاها يومياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما عبرت عنه بقولها: «إنه يسمح لنا بمعايشة عمق اللحظات الخاطفة وسط إعصار مغرق من البيانات»، إذ لم يعد الرصيد المعرفي والأدبي وحده كافياً للترويج لأعمال الكاتب الجديدة، ليصبح التفاعل المباشر مع الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي ضرورة لا غنى عنها، وبيّنت المؤلفة أن هذه المنصات تفتح مجالات واسعة للتواصل بين الكاتب وقرّائه، مما يعزز من انتشار أعماله ويزيد من التفاعل حولها، وذلك ما ألجأ الكاتبة نحو هذا الأسلوب الجديد في الكتابة في هذا الإصدار، حتى تكون قوة الكلمة والفكرة وقصرها مناسبة لما يحدث في عالم مواقع التواصل الاجتماعي، فهذه الأسلوبية تدعو للتفاعل بين الكاتب وجمهور القراءة.
مقدمة الكتاب التي أبرزتها دار روايات تقود القارئ إلى استكشاف المواضيع التي حملها الإصدار، تتصدر الكتاب مقولة النفري الشهيرة «كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة»، وتشير المقدمة إلى أن هذه الجملة فاضت عن سياقها وصارت علامةً تَسِمُ شتّى أشكال التعبير الوجيزة، تقترن فيها الرؤيا بكثافة اللغة وأثرها، وما الذي يبقى من الكلمات غير الأثر؟ أليس ما تخلّفه أشياء العالم فينا؟ أليس ما يبقى في واقع منذور للتحول والأفول؟
ذلك ما تحاول أمل السهلاوي نقله في هذا الكتاب، فإذا كانت الحركة في المكان موسّعة للرؤية مغذية للنظر، فإن الحركة هنا حركة في الزمان، على متن قطار الكاتبة الليلي، وهي بذلك مفتوحة على البصيرة والفكر حيث تتوقف حدود النظر، ويمسي الخارج مفتوحاً على الداخل. إن هذه الشذرات التي وسمتها المؤلفة بـ«أدب الكتابات العابرة» ليست تمريناً جريئاً على الكتابة فحسب، بل هي تمرين على الإقامة بشكل مغاير على الأرض لا يلتقط من الأشياء غير آثارها في الذات، ومن الكلمات غير ما استعصى على النسيان. وهي من هذه الزاوية تمرين على مطاردة المعنى، وتمرين على تأصيل الكيان في عالم كلّ ما فيه عابرٌ إلا آثار خطواتنا على الطريق وقد أزهرت في ربيع الكلمات.
الكتاب يضم الكثير من الأفكار والرؤى، ويتجول في العديد من العوالم والمواضيع الأدبية والفلسفية، ويشير إلى أن الكاتبة تتمتع بثقافة جيدة، استطاعت من خلال تراكم الخبرات أن تنتج كتابة إبداعية مختلفة عبر هذا الجنس الأدبي الذي اختارته، وهو عبارة عن نص مفتوح يستعصي على التصنيف في عصر يعيش فيه الأفراد في جزر معزولة، حيث اغتراب الإنسان عن ذاته وجوهره وحتى عن واقعه، ذلك ما عبرت عنه السهلاوي في الكتاب عبر جمل وكلمات وشذرات مكثفة ومختزلة تضج بالمعنى، فالكتاب يدعو القارئ للتأمل في جوهر الأشياء وما وراء الظواهر من أجل تكوين رؤية حولها، ويقدم غوصاً عميقاً في العديد من المشاعر والظواهر التي يتعامل معها الإنسان بصورة يومية، كما يقدم تعريفات للعديد من المفاهيم السائدة اليوم.
على الرغم من تعدد الأنماط الإبداعية في الكتاب، إلا أن الأسلوب واللغة الشاعرية تبرز بصورة كبيرة، ربما نسبة لخلفية الكاتبة نفسها كشاعرة، أو من أجل تمرير ثقل العبارات الفلسفية بأسلوب يتقبله القارئ بما يصنع لحظات من التشويق والمتعة، وعلى الرغم من تكثيف الجمل، إلا أن الكتابة اتسمت كذلك بقوة الوصف خاصة فيما يتعلق بدواخل الإنسان وغموض الحياة في كثير من المواقف، كما تطرقت المؤلفة لقضايا خاصة مثل، ما يتعلق بالمرأة والنوع بطريقة ميسرة، فالكتاب رغم أن التعقيد هو سمة المواضيع التي طرحها وتناولها إلا أن الكاتبة عملت على اتباع أسلوب السهل الممتنع، مع ترك مساحات كبيرة وثقوب كي يملأها القارئ.
كما عملت المؤلفة على طرح الكثير من الأسئلة في الكتاب، وهي التي تضع لها إجابات في بعض المواضع، بينما تترك الإجابة للزمن في كثير من الأحيان، فالكتاب يريد من المتلقي أن يصل إلى وعيه وأسلوبه الخاص في مواجهة الحياة إلى درجة أن يغالط الكتاب نفسه وما ورد فيه من آراء وأفكار، وهذه العملية المعرفية لا تتكون عبر القراءة فقط بل بالتجربة المباشرة عبر الاحتكاك بالحياة والبشر، فالإصدار هو دعوة للتفكير والتفسير والتحليل.
https://www.alkhaleej.ae/2025-07-21/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%A3%D9%81%D9%83%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%85-6009936/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9