الاستدامة والعمل المناخي في الفكر الإماراتي

يتتبّع هذا الكتاب خيوط الفكر الإماراتي في مسارات التنمية المستدامة والعمل المناخي، بدءًا برسم صورة للملامح الأولى للاستدامة والوعي البيئي في ثقافة المجتمع الإماراتي وموروثه التاريخي، راصدًا خمس مراحل تاريخية رئيسية تطوّر عبرها مفهوم التنمية المستدامة في الفكر الإماراتي؛ بدأت أُولاها عام 1972، وامتدّت الأخيرة منذ عام 2000 حتى يومنا الراهن.
ومن ثَمَّ يستعرض الكتاب الشواهد التاريخيَّة والتراثيَّة في دولة الإمارات العربية المتحدة الدالة على أن مفهوم الاستدامة كان حاضرًا بقوّة في الممارسات الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة على المستويين الفَردي والجَماعي، مسلطًا الضوء على المعطيات الواقعية التي تعكس نجاح الدولة في تحقيق التـوازن بـين الجانبين التشـريعـي والتطبيقي للتنمية المستدامة، وحمايـة المناخ. ويرفد الكتاب القارئ بعرض تحليلي يتناول جهود الدولة في إدماج البُعد البيئي ضمن استراتيجيات التنمية المستدامة التي انتهجتها، مستعرضًا استراتيجية دولة الإمارات في ترسيخ إسهاماتها في المجهود الدولي لمجابهة التغيُّر المناخي؛ ودعم الاقتصاد الأخضر، عبر تمويل الاستثمارات في مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة في شتَّى بقاع العالم.
وأخيرًا يتتبَّع التوجُّهات التي اتخذتها دولة الإمارات في العقد الأخير، بالاستثمار بكثافةٍ في مصادر الطاقة النظيفة، والتزامات الحياد المناخي التي كانت الدولة سبّاقة إلى تبنّيها على المستوى الإقليمي، وعبّرت عنها أهداف المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي. وإذ يقدّم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية هذا العمل إلى جمهور قرائه ومتابعيه؛ فإنه يأمل أن يوفّر لهم عرضًا متكاملًا، وسردًا منطقيًّا مترابطًا للجذور التاريخية والثقافية لفكر الاستدامة بدولة الإمارات؛ سعيًا من المركز إلى تقديم فهم أعمق للعمل المناخي الإماراتي، ومواكبة الدور القيادي للدولة، عبر توفير مَنهلٍ قيِّمٍ قد يغني تجارب الدول الأخرى .