مستقبل الوسطية في الثقافة العربية الإسلامية

يمكن الوصول إلى الوسطية عن طريق "الفكر الإسلامي العلماني" أو "الفكر الإسلامي الحداثي"؛ إذ تقوم العلمانية على قيم كالعقل والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، كما أن الإسلام يقوم على مقاصد الشريعة، أي الحياة ضد القتل، والعقل ضد الجهل، والدين كنسق قيم أخلاقي ضد البراجماتية النفعية. ويعتمد الاتجاه المتطرف في الإسلام على التفسير الحرفي للنص والانتقاء منه ما يوافق الأهواء، وهو ما يعطي الشرعية للسلوك العنيف؛ ولا يمكن القضاء على التطرف والتشدد والتمسك بالرأي الواحد إلا بالتعددية الفكرية. ويؤكد المؤلف أن الوسطية الإسلامية قادرة على التعامل مع بقية المذاهب الاقتصادية، الشيوعية والماركسية والانفتاح والخصخصة؛ وهي قادرة أيضاً على تأسيس المذاهب القانونية ومدارس القانون الإلهي والقانون الطبيعي والقانون الاجتماعي. وينتهي إلى القول بأنه لا بد من إعادة تأسيس الفكر العربي الإسلامي في كل أبعاده السياسية والاقتصادية والقانونية والاجتماعية والإعلامية .